كنت أشعر بالاحباط الشديد، فلم تتحطم أحلامي فقط في أن يشعر طارق بي ويكتشف حقيقتي، بل وشعرت بخيبة أمل حينما اكتفى ببعض الكلمات المقتضبة لطمأنة أمي وانصرف.
كنت أتوقع أن يبقى مع أمي حتى يصلوا لأي معلومة عني، ولكن لدهشتي، كل ما فعله أن طلب من حسام أن يخبره إذا توصلوا لي وتركهم!
"أنت هاتعملي لي مقموصة بقى وعاملة لي شوية حركات وبتختفي علشان تقلقيني عليك وآجي اصالحك وكده؟ لا أنا فاهم الحركات دي كويس"
تخيلت أن هذا ما سيقوله لي بالضبط لو توصل لي، فدائما ما يجد سوء الظن طريقه لرأسه.
أفقت من أفكاري واحباطي على أمي وهي تسأل حسام بلهفة:
"ها يا حسام لقيت أجندة تليفونات ولا حاجة نلاقي فيها نمر تليفونات صحاب أختك؟"
"لا يا ماما، وبعدين أجندة تليفونات ايه بس؟ هو فيه حد لسه بيستخدم الحاجات دي؟ كله بيسجل الأرقام على الموبايلات خلاص يا ست الكل"
ظهرت خيبة الأمل على وجه أمي، وقالت بتوتر:
"طيب وبعدين، احنا لازم نلاقي طريقة نسأل بيها على أختك"
"بس معقولة يا ماما ما عندكيش نمرة أي حد من صحابها؟ شوفي كده يمكن تكوني سجلتي نمرة حد منهم قبل كده"
هزت أمي رأسها نافية، ثم فجأة رفعت حاجبيها وبدا عليها أنها تذكرت أمرا، فأمسكت هاتفها وأخذت تعبث به وهي تقول:
"أنا فاكرة إنها سابت لي الرقم وقلت هاسجله بس مش فاكرة سجلته ولا لا"
سألها حسام بدهشة:
"هي مين دي؟ هند؟"
لم تجبه أمي وظلت تبحث عن الرقم في الهاتف، ثم قالت بضيق:
"يظهر أني ما سجلتهوش"
ثم قامت فجأة من مكانها، واتجهت نحو غرفتها، وهي تقول:
"أنا بيتهيأ لي إنها كتبت لي الرقم في ورقة لما جت، بس يا ترى شيلتها فين؟"
مشيت خلفها حتى وقفت بباب غرفتها، وتبعنا حسام ودخل معها.
وتملكني الفضول لأعرف إذا كانت ستجد تلك الورقة لنمرة من لا أعرفها أم لا.
ظللت أراقبها أنا وحسام وهي تبحث في عدة أماكن بالغرفة، ومع الوقت بدأ اليأس يتسلل لملامح وجهها، وهمت بالخروج مرة أخرى، حينما ألتفتت مرة ثانية وكأنها تذكرت شيئا، وأخرجت إحدى حقائب يدها وأخذت تقلب فيها، حتى انفرجت أساريرها وهي تخرج ورقة منها، وتقول بفرحة من وجد قطعة ذهبية:
"لقيت نمرتها الحمد لله"
قال حسام منفعلا:
"هي مين بس يا ماما؟ مش تقولي لي علشان أفهم؟"
"ياسمين صاحبة أختك، آخر مرة لما جت وسابت هدية الجواز، ادتني الرقم ده وقالت لي اديه لهند لإن ده الرقم اللي شغال بره مصر علشان لو هند احتاجت تجيب لها حاجة معاها وهي راجعة"
بدا على حسام الحيرة، ثم قال:
"طيب وهانعمل ايه بالرقم لما هي مسافرة؟"
صمتت أمي قليلا ثم قالت:
"يمكن لسه ما سافرتش وتكون هند راحت لها، وحتى لو سافرت أكيد معاها أرقام صحابهم التانيين، خلينا بس نجرب"
قالت جملتها الأخيرة، ثم نقلت الرقم المكتوب على الورقة لهاتفها وقامت بالاتصال.
انتظرت ثوان ثم قالت محبطة:
"التليفون مقفول"
ربت حسام على كتفها ثم قال:
"معلش نجرب تاني بعد شوية، أكيد هانوصل لها"
وعلى عكس احباطها، بدأ الأمل يغمرني هذه المرة، فظهور ياسمين بالصورة يغير الكثير من الأمور.
وبدأت أشعر بالتفاؤل، ولكن لم يكن هذا فقط ما أحسه، فقد فجأة شعرت بالجوع يقرص معدتي، وتذكرت لأول مرة أنني لم أتناول الطعام منذ الأمس.
وتملكتني الحيرة، فكيف سيمكنني سد هذا الجوع الآن؟

أنت تقرأ
قطقوطة
Fantastikقبل أيام قليلة من زواجها، تستيقظ هند ذات صباح لتكتشف بدهشة أنها انتقلت إلى عالم القطط! باتت واحدة منهن وتتحرك وتتكلم كالقطط. في ذعر وحيرة مما حدث لها، تحاول هند فهم سبب هذا التحول الغريب قبل انطلاق موسم التزاوج بين القطط. فهل ستستطيع العودة إلى بشري...