بقلمي هدير ممدوح
رواية قدر ووصالألم الفقد لا يشفى أبداً يظل هناك شرخ بالقلب لا يمكن شفاءه ولا يستطيع أحد رؤيته.
مر يومان دون أي أحداث جديدة واليوم هو الثالث تأتي الجيران وكل من سمع بخبر العزاء، تجلس قدر بينهن بملامح باهتة ومقلتين محمرتين من أثر الدموع، متشحة بالسوداء، تجلس على يمينها وصال التي لم تتركها طيلة هذه الأيام ومع آخر امرأة خرجت من المنزل احنت قدر رأسها على كتف وصال قائلة:
- الأيام دي تقيلة على قلبي أوي ياوصال
وراح دمعها يهوى في صمتٍ ثقيل على النفس، ثم أتبعت تقول:
-حاسة روحي بتنسحب مني بالبطيئ تلت أيام مرت وصوت أمي غايب حركتها واستقبالها لينا ضحكتها ومواقفنا الجميلة مابين يوم وليلة كل حاجة اتسرقت أحنا فعلاً مش بنعرف قيمة الحاجة دي غير لما تضيع من إيدنا.أجابتها وصال وهي تضمها إليها، تؤزرها في محنتها العسيرة : مش هقولك أنسي.. لأنك مش هتقدري أهلي أتوفوا من سنين وقتها حسيت نفس الإحساس ده خسارتهم صعبة ووجع عمره ما بينتهي الكل بيشوفني سعيدة وبضحك بس محدش بيشوفني فنص الليل وانا ببكي كل يوم على خسارتهم.
ألقت عبارتها الأخيرة تلك وأجهشت بالبكاء فأعتدلت قدر بجلستها وعانقتها لعل يخف ألالام الاثنان ونطقت بأيمان نابع من قلبها:
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والله وحده قادر على ترميم هذا الألم.قاطع عانقهم رنين هاتف وصال فأبتعدت عنها قدر قائلة:
-ردي يا وصال تلاقي أخوكي، أنا هطلع أشوف رهف.قالت وصال برفق:
-متقلقيش على رهف هي نامت دلوقتي وأنتي خليكي.
أومأت قدر دون النطق ببنت شفة بينما ردت وصال على هاتفها قائلة:
-ألو يا أيمن
جاءها صوت شقيقها الحاد : وصال النهاردة اليوم التالت أظن كفاية كده أنتي عملتي الواجب وزيادة عاوزك النهاردة تكوني في البيت.تحدثت وصال بصوت منخفض وهي تقف من مكانها مبتعدة عن صديقتها حتى لا تستمع لحديثها وقالت:
_ أيمن أنا مستحيل أسيب قدر ورهف غير أما أطمن عليهم عشان كده هفضل كام يوم تاني هنا.أجابها أيمن في حنق مصحوب بالإمتعاض : يعني إيه كام يوم كمان، أنتي ناوية تفضلي هناك العمر كله.. أسمعي النهاردة تكوني في البيت.
أنهى أيمن المكالمة لتزفر وصال بغيظ من شقيقها، فكل ما يشغل بالها الآن هو حديث سيد
"الحقي أشبعي من صحبتك الكام يوم دول علشان هتوحشك الأيام الجاية"لا تعلم ما المغزي مما قاله هي فقط خائفة أن يصيب صديقتها أي مكروه فكيف تتركها بمفردها بهذا المنزل.. ومع ذاك الرجل الذي لا ينوي خيرًا.
أحست بيد توضع على كتفها فأستدارت لتتفاجئ بقدر تهمس وهي تمسك بيدها واضعة إياها بين كفيها :
_وصال حبيبتي وأختي الغالية التي ولدت من رحم الحياة لتكن لي سند وملجأ، شكراً ليكي على وقفتك معايا،ودلوقتي أنتي لازم ترجعي بيتك.
أنت تقرأ
قدر ووصال
Mistério / Suspenseكانت بحجرتها، نائمة في سباتٍ عميق، غافلةٌ عن تلك الأعيُن التي تكاد تلتهمها، أعيُن مفعمة بالشهوة والجراءة، أقترب منها في تمهل وبطئ شديد، و وقف يتأملها بأعيُن مفترسة، بدأ يميل عليها ويديه راحت تتحسس جسدها، بشهوة، وهمس من بين شفتيه أنتِ قدري ومش هتكوني...