الفصل الخامس
رواية قدر ووصال
بقلمي هدير ممدوحأتى الصباح بنوره والشمس تتوسط عِنان السماء تبعث الدفء لما أسفلها، ها هو يومًا جديد بداخله العديد من الأحداث التي لا نعلم عنها شئ.
دقت الساعة السابعة صباحاً وقف عبدالله أمام محله وطرق أولاً على الباب قبل أن يفتح، حتى يستعدوا الفتيات، ففاقت رهف على إثر الصوت، وأعتدلت في جلستها، وتلفتت حولها حتى استدركت أين تكون، وما حدث بالأمس، وضعت يدها على كتف شقيقتها وهزتها ببطء وهي تُردد اسمها، فأنتفضت قدر برعبٍ دب في أوصالها وهي تعتقد إنه سيد، فأتاها صوت رهف الطفولي، وهي تسألها في خوفٍ:
_ دي أنا ياقدر خوفتي ليه؟!تسلل الأمان إلى قلبها و أومأت بصمت، بينما فاقت وصال على سماع صوتهم وقالت وهي تضع يدها على فمها وتتثأب:
صباح الخير يا بنات.
كادت قدر ان ترد فقاطعها صوت طرقات العم عبدالله فمدت قدر يدها وألتقطت خمارها واستقامت واقفة وهي تقول:
_صحينا أهو يا عم عبدالله.فرد عبدالله من خلف الباب:
_على مهلكم يابنتي انا قلت أخبط الأول اشوفكم صاحيين ولا لأ بدل ما افتح عليكم كده.
هزت قدر رأسها من خلف الباب قائلة:
_جزاك الله خيراً يا عمي أستأذنك دقيقتين وافتح.فاجابها عبدالله بصوتٍ رخيم :
_حاضر يا بنتي.نظرت قدر إلي وصال ورهف وقالت بغضب طفيف:
_يلا قوموا أنتو لسة قعدين خلينا نلم الفرشة دي عشان الراجل يشوف رزقة.
وقفت رهف ووصال وقاموا بتطبيق الفرش ووضعهم جانباً.
فنادت قدر من الداخل:
_ أفتح ياعم عبدالله.
فمال عبد الله واضعًا صينية الطعام جانبًا، ومال معالجًا مزلاج الباب، ثم سحبه لأعلى فقد كان الباب من المعدن الذي ينفتح من أسفل إلى الأعلى والعكس إذا أُغلق.
ومال مرة أخرى يلتقط الصينية، ودلف للداخل وقال بوجهٍ بشوش:
_الحجة أرزاق لما عرفت أن عندنا ضيوف حلفت أنكم مش هتمشوا من غير فطار .كادت قدر ان تتحدث لتسبقها وصال قائلة:
_كده كتير ياعم عبدالله وكفاية أستقبالك لينا مش عاوزين نتقل عليك أكتر من كده.مال عبدالله بجزعه ووضع الصينية أمامهم وقال:
_دي أقل حاجة يابنتي ومش عاوز أسمع أعتراض من حد فيكم.فتبسمت قدر لهذا الرجل الطيب، قائلة :
_تسلم ياعم عبدلله، بس الأول هناخد قزازة مية نغسل وشنا منها.أومأ عبدالله برأسه قائلاً:
_أنا ومكاني البسيط تحت امركم.غمغت قدر قائلة:
_الأمر لله ياعم عبدالله، ومرت من أمامه وخلفها وصال ورهف .وألتقطت زجاجة مياه من الثلاجة المليئة بالعصائر والمشروبات الباردة، ووقفوا خارجاً فصبت وصال المياه بيد قدر التي نثرتها على وجهها وتكررت الحركة مع ثلاثتهم ومن ثم دلفوا للداخل وتناولوا بعض اللقمات وبعد الأنتهاء وضعوا الأطباق جانباً، فقالت قدر بود:
_ربنا يبارك في عمرك أنت والحجة أرزاق وربنا يجعل عملك الصالح ده في ميزان حسناتك جعلك الله من أهل الجنة.
أنت تقرأ
قدر ووصال
Mistério / Suspenseكانت بحجرتها، نائمة في سباتٍ عميق، غافلةٌ عن تلك الأعيُن التي تكاد تلتهمها، أعيُن مفعمة بالشهوة والجراءة، أقترب منها في تمهل وبطئ شديد، و وقف يتأملها بأعيُن مفترسة، بدأ يميل عليها ويديه راحت تتحسس جسدها، بشهوة، وهمس من بين شفتيه أنتِ قدري ومش هتكوني...