الفصل التاسع
رواية قدر ووصال
بقلمي هدير ممدوحوالندوب بقلوبهم لا تشفي أبدًا بل تشاطرهم، وتظلُ الأحزان حية معهم.
واقفون يشاهدون تسجيلات الكاميرا بذلك المول وعلاء معهم الذي جاء فور معرفته بالأمر
يصبون كامل نظراتهم على ذاك المقطع الذي جاء بقدر تتحدث معهم، فرمقهم علاء قائلاً:
_بتقولكم ايه هنا.ردت شقيقته قائلة:
_قالت أدخل هقيس دي وانتي ياوصال روحي مع رهف لقسم الأطفال نقيلها حاجة عشان نكسب وقت، وانا قولت اني هروح مع وصال بس.صب نظره مرة أخرى أمامه فشاهد مغادرة الفتيات ودخول قدر لقياس قطعة الملابس.
ولم يدم بضع دقائق حتى خرجت أمرأتين يرتدين النقاب الساتر لوجههن و إحدهن تسند الأخرى اللي تبدو كالمتغيبة.هتفت وصال قائلة:
_إيه اللي بيحصل ده، مش قدر هي اللي كانت جوة مين دول.بسط علاء كفه أمام وجهها وصاح قائلاً:
_اسكتي، نفهم الباقي.لم تعِر وصال لحديثه أدنى إنتباه بل نظرت مرة أخرى تشاهد القادم، فوجدوا العاملة منشغلة مع إحدى الزبائن، وخرجت المرأتين من الباب الزجاجي ليجدوا شاب أخر منتظرهم بكرسي متحرك ، ووضعوا عليه المرأة المتغيبة عن الوعي.
هدر علاء قائلاً:
_أنا كده فهمت كل حاجه..
وتابع بغضب تفاقم بين جوانحه
: بس اللي مش قادر أفهمه ازاي تسبوها لوحدها.
ردت أميرة قائلة:
_احنا مكناش نعرف ان ده اللي هيحصل.
غمغم هو بحنق:
_واهو حصل.امتعض وجه وصال وهتفت :
_اللي حصل، حصل هنعمل ايه دلوقتي.أجابها علاء:
_لا انتو مش هتعملوا حاجة أنا اللي هعمل.صوت بكاء طفولي صدر بجانبهم ولم يكن غير لرهف التي تمتمت بخوف على شقيقتها قائلة:
_هو كده قدر مش هترجع تاني ومش هشوفها زي بابا وماما؟
مال علاء بجزعه واضعًا كفيه على كتفيها وقال بنبرة لينة:
_امسحي دموعك، مش عاوزك تخافي من حاجه، واوعدك قدر هترجع تاني.نظرت له رهف قائلة:
_طيب رجعهالي بسرعة عشان أنا خايفة من غيرها.
هز علاء رأسه ونزع يده من عليها وقال مغادرًا:
_السواق برة أرجعوا على البيت فوراً.
وغادر دون أن يستمع لردهن..................
خوفٍ عظيم دب في بدن قدر، هي لا تعلم أين هي، كل ما تراه هو ظلاماً حالك، يلفها من كل جانب؛ أثر القماش المغطي عيناها، أستمعت لصوت خطوات تتقدم منها و شعرت بيد احدهم ينزع القماش من أعينها فأرتجفت وارتعدت أطرافها وخفق قلبها بقوةٍ وعنف وترقرقت الدموع بعينيها، انقشعت الغشاوة من أعينها ، ورفعت نظرها بوجه الرجل وقالت بجزع بعدما تعرفت عليه:
_انت؟!
أنت تقرأ
قدر ووصال
Mistério / Suspenseكانت بحجرتها، نائمة في سباتٍ عميق، غافلةٌ عن تلك الأعيُن التي تكاد تلتهمها، أعيُن مفعمة بالشهوة والجراءة، أقترب منها في تمهل وبطئ شديد، و وقف يتأملها بأعيُن مفترسة، بدأ يميل عليها ويديه راحت تتحسس جسدها، بشهوة، وهمس من بين شفتيه أنتِ قدري ومش هتكوني...