الثامن عشر "الأخير"
رواية: قدر ووصال
بقلمي هدير ممدوحخرجت طلقة من فوهة السلاح، لتستقر بجسد وصال التي بلمح البصر أسرعت لتقف أمام أخيها تفديه بروحها..
صدمة أحتلت ملامح الجميع مع صراخهم بأسمها، وتلقى ايمن شقيقته بين يديه ولم يستطع الوقوف بل جثى بها أرضاً، بينما سقط السلاح من يد نجلاء ووضعت يدها على فمها وهي تهز رأسها يميناً وشمالاً وانهمرت دموع الندم على وجنتيها، أسرع علاء بأمساك سلاحه والقبض على ذراع نجلاء، وبيده الأخرى طلب إحدى الأرقام بهاتفه، ألتف الجميع حول وصال فصرخ قاسم قائلاً وهو يرى دمائها التي أغرقت ملابسها:
_بسرعة خلينا ناخدها على المستشفى.
لم يجد رداً من أيمن فأسرع هو بحملها وركض بها للخارج وخلفه العائلة عدا علاء الذي صاح قائلاً:
_هسلم دي الأول واجي واركم.
وقالت أميرة للعاملة بعجلة:
_خلي رهف وجوري معاكي.
اجابت العاملة بصوت متحشرج أثر البكاء على وصال التي كانت تعاملها بلطف:
_حاضر ياهانم.جلست قدر أولاً بالسيارة، ووضعت وصال بجانبها فضمتها قدر لها ووضعت طرف حجابها على جرحها لتمنع النزيف، وصعد قاسم بالأمام وانطلق، بينما قالت أميرة لـ ايمن الذي كان يقف كالمتغيب:
_يلا يا أستاذ ايمن خلينا نلحقهم بسرعة.
ربتت أمينة على كتفه قائلة:
_يلا يابني مفيش وقت.
غمغمت ألفت بأطمئنان وهي تربت على كتفه:
_هتكون بخير، مش هيحصلها حاجة، بس فوق أنت كده ويلا نحصلهم.
هز أيمن راسه وصعد بالسيارة وهم بالخلف، وانطلق بهم.
بعد قليل من الوقت توقف قاسم أمام إحدى المستشفيات، وأسرع بحمل وصال وولج للداخل وخلفه قدر، رأوه الممرضات، فأسرعوا بجذب ناقلة ووضعها قاسم برفق عليها وتم نقلها للطوارئ، دلف ايمن والباقية وهو يقول:
_حد قالكم حاجة.
قالت قدر بصوت ممزوج بالبكاء:
_أخدوها مننا لسة محدش طلع.
بعد عدة دقائق اقتربت منهم الممرضة وهي تقول:
_هندخل المريضة العمليات لأستخراج الرصاصة، محتاجين دم الفصيلة o موجب.
هتف قاسم على عجل:
_أنا نفس الفصيلة
قالت الممرضة:
_ أتفضل معايا.
ذهب قاسم خلف الممرضة وجلس الجميع على المقاعد خلفهم بعد قليل تقدم منهم علاء وهو يقول:
_وصال عاملة إيه هي بخير.
ردت قدر ومازالت دموعها لم تجف:
_خدوها على العمليات، وقاسم راح يتبرعلها بالدم.
جلس علاء بجانبها وجذب رأسها برفق لتستقر على كتفه، وقال بتريث وهو يمسد على ظهرها:
_وصال قوية وهتكون بخير.
غمغمت قدر بخفوت:
_ يارب .
انضم إليهم قاسم بعد قليل فقالت والدته:
_اتلاقيك دايخ تعالى اقعد ياولدي.
أجاب قاسم بصوتٍ ضعيف:
_أنا بخير يا أمي.
وثب علاء قائماً وهو يقول:
_أنا هروح اجبلك عصير واجي.
هتف قاسم سريعاً:
_لا ياعلاء متجبش حاجة، أطمن على وصال الأول وابقا اجيب اللي عاوزينه.
هز علاء رأسه بصمت وجلس بمكانه
مضى ما يقارب الساعتان وهم بأنتظار خروج أحد، والقلق ينهش بقلوبهم، قالت قدر بقلق وغضب في آن واحد:
_عدى ساعتين ومحدش طمنا، أمتى هيخلصوا بقا.
قالت أُلفت بهدوء:
_أهدي يابنتي متقلقيش ربنا يخرجها بالسلامة.
وقبل ان ترد قدر قاطعهم خروج الطبيب، فاستقاموا واقفين وقال أيمن بصوتٍ مرتجف:
_وصال كويسة يا دكتور.
ابتسم الطبيب قائلاً بعملية:
_هي بخير دلوقتي وصحتها زي الفل مفيش داعي للقلق، هيتم نقلها لأوضة عادية، أول ما اتفوق من البنج تقدر تشوفها عن اذنكم.
غادر الطبيب، وتنفس جميعهم براحة.
وقالت قدر بهدوء وهي تتنفس الصعداء:
_الحمدلله يارب، الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
رددت أمينة خلفها قائلة:
_الحمدلله يا بنتي أنها بخير.
قبض علاء على ذراع قدر برفق وقال:
_تعالي معايا عايزك.
ذهبت قدر معه بهدوء حتى خرجوا من المستشفى فقالت قدر بتعجب:
_علاء أحنا رايحين فين.
أجاب علاء قائلاً:
_في مطعم هنا جنب المستشفي، هنروح عشان تاكلي حاجة.
اجابت قدر بضيق قائلة:
_يا علاء مش وقته دلوقتي لم اطمن على وصال الأول.
قال علاء بحدة طفيفة:
_لا وقته، وصال كويسة والحمدلله خرجت بالسلامة، انما أنتي ما كلتيش حاجة من الصبح، قولتي أخاف أستفرغ فالعربيات واحنا دلوقتي داخلين على المغرب، بلاش عِند عشان صحتك.
هزت قدر رأسها وقالت بخفوت:
_تمام يلا..
🌺 صلي على محمد 🌺
أنت تقرأ
قدر ووصال
Misterio / Suspensoكانت بحجرتها، نائمة في سباتٍ عميق، غافلةٌ عن تلك الأعيُن التي تكاد تلتهمها، أعيُن مفعمة بالشهوة والجراءة، أقترب منها في تمهل وبطئ شديد، و وقف يتأملها بأعيُن مفترسة، بدأ يميل عليها ويديه راحت تتحسس جسدها، بشهوة، وهمس من بين شفتيه أنتِ قدري ومش هتكوني...