Doaa Samir
ضحكات أنثوية رقيقة كانت متبادلة بين ذات الشعر الوردي و صاحبة العيون الزرقاء السماوية، حيث أن كلاهما يقومان بتبادل أطراف الحديث بالنميمة على سكان القصر الإمبراطوري،
《حقا ملكة ديانا لا أكذب لقد رأيت السير كريستين مع تلك العشيقة الغراب روز منذ بضعة أيام، لا أعلم ما الحديث الذي كان بينهم لكني متأكدة بأن له علاقة بوفاة السيد الشاب كارل لبيت كلاريس》
كان حديث سولان صدمة لعقل الأخرى في أن تستوعبه، كيف ولما لا؟، الجميع يعلم بأن كريستين إمرأة مغرورة لا تهتم سوى بالمكانة و العائلة، و أن يتم رؤيتها مع شخص مثل روز تلك فأن فهناك شيئ بينهما بالتأكيد.
فكرت ديانا قليلا قبل الإجابة و تلك التي تحترق شوقا لسماع رأيها في الموضوع 《اممم، هذا فعلا شيئا غريب و مقلق أكثر، لكن لما تحاول السيدة كريستين قتل إبن اخيها؟ هل يمكن بسبب رئاسة العائلة فأنه الوحيد الذي تعلم دروس الوراثة بين أخواته! و عند موته لن يكون أحد أفضل منها بين اخوة الماركيز، حسنا انها حيلة رائعة، لكن لما تفعل روز و كان السيد كارل يحبها سابقا كما سمعت》 دعاء سمير
《هل يمكن انتقاما من كارل الذي تركها؟》غضبت ديانا من إجابة سولان التي تحاول وصل عذر مناسب للسؤال فكان الصراخ هو إجابة ديانا مما جعل سولان تفزع 《كيف تكون بتلك الوقاحة؟ مع انها كانت في علاقة غرامية مع جلالة الإمبراطور ...》
《و ليس هذا فحسب بل كانت في علاقة مع أخي ايضا》 صوبت نظراتهم إلى التي قد جائت تجلس بجانبهم بعد طلب الشاي من الخدم لتتحدث سولان متعجبة مما قالته صاحبة الشعر الأسود《ماذا تقصدين سيدة انستازيا بعلاقة مع سمو الدوق الصغير؟》
لم تجد انستازيا نفسها سوى بأنها تضحك على جهلهم المثير للسخرية 《ليس اخي فحسب، بل لها علاقة غرامية مع الساحر لويس و البارون اركان و أيضا السير اوسكار 》
كان هذا كفيل لعدم تصديقهم لأي مما سمعوه " من اين اتت لها أن تكون بتلك الجرأة و الوقاحة؟! لم تقم بإقامة علاقة غرامية مع الإمبراطور فقط بل كانت تقوم بخيانته مع أتباعه في حين أنه غافل عن اساسياتها "
لم تتحمل كلا من ديانا و سولان ما سمعاه و لما لا حيث زوجهم الآن في غفلة عما تفعله تلك الخائنة، تركت ديانا امر تلك العشيقة؛ بسبب اهتمامها أكثر لملامح انستازيا الباهتة و كأنها كانت تبكي، أفكار خبيثة ضربت رأسها هي و صاحبة الشعر الوردي التي بادلتها نفس النظرات فتعجبت انستازيا من تصرفاتهم حتى بدأت ديانا الحديث 《يا إلهي ملكة انستازيا، اعذريني لم الحظ سوى الان، .. ما الأمر مع وجهك؟، و لما تبدين متعبة كأنك كنتي تبكين؟》رأت انستازيا التصنع و الخبث في طيات كلمات ديانا فضحكت داخليا على ما تريد الوصول إليه دعاء سمير
لتتبعها سولان بسرعة لا تعطي فرصة لأنستازيا بالرد 《لا تقولي ذلك ملكة ديانا، الم تعلمي العلاقة التي بين عائلة الدوق بولفلانش و عائلة كلاريس لهي علاقة عميقة، فكانت سمو الملكة انستازيا دائما مع جلالة الإمبراطورية و السيد كارل منذ الصغر فبالتأكيد ستحزن على ما حدث للسيد كارل، حتى انا قد صدمت مما سمعته، فالقد خسرت الإمبراطورية اعظم الأشخاص و لا سيما أحد كمثل السيد كارل .... أليس هذا ما في الأمر أيتها ... الملكة؟》تلك اللحظة كم أرادت انستازيا الضحك بجنون على هاتين العقربتين، لم يتركا الفرصة في التنمر عليها و الآن هي قد علمت معنى جملة " وحشية الكره الأعمى لنساء الإمبراطور لبعضهم البعض، نقطة النهاية لهذا الكره الأعمى دائما ما تكون حمام دموي " كم تندب على نفسها في اختيارها الزواج من الإمبراطور، الم يكن من الأفضل لها الهروب من تلك البلاد كما كانت تريد في البداية، تنهدت متعبة عندما سمعت صوت ضحكات الاخرتان، انستازيا ليست باللطيفة كي تتركهم يرحكانها كما يبتغان، و لا سيما عندما علمت بأمر بعض الفئران الضالة في قصرها قد اعمتهم رائحة الجبن《اليس من الأفضل أيتها الملكة ديانا القلق على نفسك قبل القلق على الآخرين؟ فليس لأنك حامل فإن منصب الإمبراطورة و أم الإمبراطور القادم لهو لك، لا تنسي بأن هناك غيرك يمكنه حمل هذا اللقب الآن، و انت و انا و الجميع يعلم مكانة هذا الشخص في قلب زوجنا العزيز ... 》احست سولان بتغير الجو أصبح الحديث يصب اتجاه ديانا على عكس البداية فحاولت تغيير الموضوع بسرعة قبل أن ترى اشتباك بينهم لن يهدأ سوى بالدماء 《حسنا، حسنا فالنهدأ لا نريد إدخال عائلاتنا في مناقشتنا الصغيرة، .... أخبريني سيدة ديانا، ما هو توقعك لنوع مولودك؟》على عكس ما توقعا الاثنان من ديانا أن تفعل، رؤيتها ابتسامة لن يستطيع أحد رؤيتها الا على وجه أم حنونة تستطيع إعطاء روحها إلى ابنها اذا طلب منها، و كانت ديانا تشبهها و لا سيما عندما وضعت يدها برفق على معدتها المسطحة
《هل تعلمان! بأن في مملكتنا إذا أنجبت المرأة توأم فهذا يكون دليل على الرخاء و السلام الذي ستنعم به مستقبلا؟؛ فأذا كان المواطن فقير و لديه ابن وتحد يصعب تربيته و المعيشة تذداد، فما بال إذا لديه توأم ليعيش حياة صعبة لتبريتهم، و إذا كان شخص جيد و وصبور فالرخاء و السلام سيكون ملجأه في نهاية الطريق، لذلك أنا أيضا اريد انجاب فتاة و فتى جميلان》لم يشعر أي منهم بأن الحديث كان لهما بل لطفلها 《فالتأتيا بسلام أبنائي الأعزاء إن ماما تنتظركما بفارغ الصبر .....》 دعاء سمير
《اشك بذلك أيتها الملكة》كان صوت إحدى النساء كسوط و ضرب الوتر الحساس عند ديانا فألتفت بحيث تقابل من تلك الجريئة الوقحة، فضحكت ساخرة من هويتها حيث لم تكن سوى آلة الضجيج و مدمنة العمل كما تنادي عليهما، تستطيع دينا معرفة صاحبة الصوت حتى أن كانت ضمن ملايين من الناس
《سيدة سيلينا، كيف تتجرأين على أن قول مثل هذا الكلمات النذيرة بالشؤم للأميران؟ هل لا تخافين من عقوبة ما يقترفه لسانك؟》
اصبحت شرارة الغضب بين ديانا و سيلينا مرئية للحضور فلم يرد أحد التدخل و إيقافهم الا صاحبة تلك الضحكات الخفيفة و الهادئة جاذبة الاهتمام إليها 《لا، لا أيتها الملكة ديانا فسمو الملكة سيلينا لم تقصد ذلك ....》
《ما الذي لديكي سيدة مارثا كي تدافعي عنها؟》عدم الفهم قد ملأ عقل ديانا حينما ابتسمت الأخرى جالسة بهدوء تقوم بأخذ بسكويت
متفاجئة من طعمه 《امم، هل هو مصنوع بالذبدة و الكاكاو ؟》لم تشعر ديانا سوى بالغضب يتصاعد بسرعة البرق لعقلها الذي توقف من برودة الأخرى التي كانت تأكل دون التحدث 《اوه تذكرت! ... ليس عليكِ يا سمو الإمبراطورة الثانية الغضب او الحذر من الملكة سيلينا و بالطبع عليكِ الاحتراس حتى من نفسك هنا، ... منذ بضعة أيام كنت اذهب و اقوم بزيارة قصر الملكة روز بإستمرار و في هذا الوقت قد صرحت بطريقة غير مباشرة بأنها ستكون والدة الإمبراطور القادم، فلا أعلم ما كانت تقصده في الحقيقة او ما يخالج رأسها، فعلمت اليوم بأنكما في خضم شرب الشاي و الحديث، فلذلك أردت المجيئ و تفاجأت بقدوم الملكة سيلينا في طريقي و كان لديها بعض الأخبار الغير السارة كما تقول》 دعاء سمير
عقربة، هي بالفعل ملكة العقارب منذ الآن، ابتسامة حرة و صوت رقيق و الغناء و العزف طوال الوقت هذه ليست تصرفات شخص يمكنه الموت في أي لحظة بهذا المكان، بل لشخص قد تقبل الواقع و تعايش معه و كأنه كان موجود منذ البداية، هذا كان وجهة نظر الجميع لها و لا سيما ضحكاتها التلقائية مع تصرفات نبيلة ليس إلا...
انتهت مارثا من جذب اهتمامهم إليها و الآن تحولت النظرات إلى صاحبة العيون الرمادية،
《بعد بحوثات عدة في أراضي الإمبراطورية وجدت ارض قاحلة في أحد المناطق الصحرواية و موقعها على الحدود الجنوبية لنا و لها حدود ممتدة إلى المملكة الغربية الشرقية ..》
لم يفهم أحد المستمعين إلى ماذا يُرمى إليه الكلام، فهمت سيلينا بأنهم لم يستطيعوا فهم او حتى استنتاج إلى ما ترمي اليه، استسلمت على أخذ حوار دبلوماسي مقنع مع احدً منهم فدخلت إلى النقطة المهمة بسرعة 《ارض قاحلة و غير خصبة لا يستطيع المرء العيش بها، لكنها تحتوي على أكبر وفرة من الأحجار السحرية و غيرها من الأحجار الكريمة》
رؤيتها الصدمة تعتلي وجوههم قد ذكرتها بنفسها عندما سمعت ذلك لأول مرة، و اخيرا خرجت انستازيا من صدمتها فسائلة سيلينا هل قامت بشرائها ام لا؟ و أن شرائها لها يعد تفاخر منها، و لكن لما لم تخفي الأمر، أخذت سيلينا ثواني عدة قبل أن تجيب بما لم يتوقعه عقل ايا منهم 《للأسف فأنا لم اقم بشرائها؛ لانها مملوكة بالكامل لأحد ما ، حتى أني وضعت عشرة مليار عملة ذهبية كسعر لها كي اقوم بشرائها من مالكها، فكانت المفاجئة بأن مالكها قد تغير منذ ثلاث سنوات تقريبا، بعد إرسالي لعشرات الأشخاص و اخيرا جاء في يدي عقد الشراء فتفاجئت من اسم المالك ..》
الجمر قد خمد و صبرهم لم يخمد بعد، و كيف يخمد حيث أنهم في خضم معرفة أغنى شخص في القارة الوسطى و يستطيع إنهاء الأزمة المالية بدفعة واحدة من الأحجار ، و من ذلك الذي سيقوم بشراء ارض قاحلة ليست خصبة؟ هل كانت المساحة ما يبحث عنها؟ لا يعرف اي أحد السبب السر خلف هذا المجهول الذي اسمه على وشك الكشف من قبل سيلينا التي عدلت نظراتها بثبات و بنبرة باردة كما البداية قالت الاسم 《كان توقيع المالك ( KK ) و النبيل الوحيد في الإمبراطورية الشمالية بتلك الأحرف ليست سوى شخص واحد ...》
ضحكات غير مصدقة كانت من فم سولان التي رفعت يدها جاعلة من الأخرى تتأنى قليلا 《انتظري، انتظري قليلا، ماذا تقصدين بليست؟ انت بالطبع لا تقصدين بأن المالك امرأة؟》
《الشخص الوحيد الذي يحمل هذه الأحرف في الإمبراطورية ليست سوى " كاثرين كلاريس" الانسة الأولى لمنزل كلاريس، و للأسف قد كان عقد سحري بتسع نجوم أي أن من قام بصنعه ليس شخص عادي، و قد استشعر السحرة بعض القوى الشيطانية في محتوى العقد، و كأنها كانت تعلم من البداية امر الأرض》 دعاء سمير
الفراغ كان هو الوجهة لكل واحدة من الموجودين التفكير به، كيف ولا وصدمتهم الأولى قد كانت هي من قامت بشراء الأرض و الثانية بأنها من عائلة لا تحتاج إلى مال و الثالثة بأنها هي نفسها التي اتت في عقول الجميع، صاحبة الشعر الفضي و العيون المختلفة
《الشيطانة قد كانت الشيطانة، كما دعاها جلالته في إحدى الحفلات كما سمعت》صدمات متتالية على رؤوس الملكات و التوتر كان سيد الموقف، فالنترك هذا جانبا و نذهب بعيدا قليلا عنهم إلى حيث تقبع صاحبة العيون السوداء التي غرقت وسط دموعها و هي تنظر إلى عيون من يمسك وجهها بين يديه
《عزيزتي، سمعت بعض الذباب يتحدثون عن مضايقتك الأمير ديلان اليوم هل كان صحيح ما التقتته اذناي؟》فصلت شفتيها بنية الحديث و الدفاع عن نفسها فاستلمت صفعة على خدها الأيسر تاركة بقعة حمراء كما في الجهة الأخرى، جفلت من يده التي اقتربت من وجهها فكان إغلاق جفونها هو الرد التلقائي منها، ثواني و لم تشعر غير لمسات رقيقة على وجنتها، و بنبرة كانت مفاجأتها《انظري عزيزتي إلى وجهك الجميل كيف أصبح متورم هكذا؟! تعلمين بأني لا أحب لمسك إلا في لحظاتنا الرومانسية ...》مقلتيها ارتجفت بقوة متفاجئة من انفصامه المخيف، كيف ولا حيث انها اصبحت في لحظة شرود سجينة بين احضانه و كلمات لسانه المعسول《مقلتاكِ في عيني كنجمة تسبح بحرية في ثنايا السحاب، و وجنتيك اذا قبلتها فلن امل منها مهما مرت السنوات، فلا تجعليني أظهر لك وجه الشيطان》
صراخها كان إجابة على ما سمعته لا بل على شعرها الذي أصبح سجين يده بدلا منها يقوم بجذبه بكل ما أوتيت يده من قوة، شعرت بأن فروة رأسها اصبحت بين أصابعه و انها باتت صلعاء، تغيرت نبرة صوته فجأة جعل الألم يزول يحتل مكانة الرعب بعد بدأه اول كلماته
《روز سمعت بأنك ضايقتي الأمير ديلان اليوم بكلامك بأن ابنك هو من سيكون الإمبراطور القادم، ضعي في عقلك هذا لا ابنك او ابن ديانا من سيكون الإمبراطور القادم غير سمو الأمير ديلان هل فهمتِ؟ انا بالفعل اقوم بترتيب الأوضاع لتتويجه كولي العهد رسميا، ....... لذلك أيتها الاكاسيس المفضلة اجلسي على كرسيكِ دون حركة فأنا اريد عند لمحك لا افرق بينك و بين الكرسي خاصتك ... فهمتِ؟!》
لم تجد سوى الموافقة و الايمائة بطاعة؛ كي تهرب من هذا الوحش الشيطاني، تربيته على رأسها و كأن ما اخذه منها من رد قد نال إعجابه بسرور، و قبلة اخيرة منه على وجنتيها مغادرا بعدها الغرفة، الخوف لم يتركها فقد تلبسها، خانتها ساقيها لتسقط ارضا مستشعرة برودتها في كل انش من جسدها، تريد إنكار ما يحدث لكن الواقع غير ما نتمناه، * هل هذا هو؟ هل هذا هو من عشقته في يوم من الايام؟، قرائتي الرواية جعلتني انسى الم الواقع، و الآن أنا لعبة هذا الشيطان السادي* مع تفكيرها بعلاقتها مع زوجها قد جعلتها تنسى سبب أفعالها المختبئة و من هو هدفها الحقيقي، لتضع هدفا جديدا في رأسها تاركة الأول إلى حين. دعاء سمير
نرجع لذلك المستبد الذي كان يسير بكل وقار متجنبا المارة اياها بهدوء و في صمت مرعب، خائفون من النظر في عينه إلا ذلك الشاب الذي قد أتى متتبعا إياه ببضعة خطوات متأخرة عنه؛ في إظهار احترامه لسيده، لم يتحدث إلا بعد أخذ إشارة فبدأ بهدوء يقوم بسرد ما هو مكتوب في تلك المفكرة الخاصة بأعماله
《عظمتك، كما امرتني لقد بحثت عن السيد اركان و لكن للأسف لم نعثر على شيئ يستدرجنا إليه اعتذر عن عدم كفائتي》
على عكس ما توقعه السكرتير قد كان الأمر بإكمال الباقي هو الرد و ليس عدم الاهتمام، فبدأ بسرد الباقي بكل ثقة و نداء حتى أتى إلى نقطة قد جعلت من خطوات الإمبراطور تتوقف فتوقف معها ناظرا إلى سيده و الإهتمام المفاجئ الذي أبداه هورسن قد كانت مفاجئ للآخر
《بعد مغادرة جلالة الإمبراطورة صوفيا قد تم تحويل جميع أعمالها الخاصة اليوم الى مكتب فخامتك، و بهواك أعمال من الملكة سيلينا بينهم من المفترض أن يتم التانقش بها عظمتك و عظمة الإمبراطورة ، فأنا لا ....》
《أعمال بين صوفيا و سيلينا! أعلم بأن أمور الخاصة بالملكات هي مهمة الامبراطورة لكن أعمال من جانب سيلينا يجب علي مناقشتها مع صوفيا هذا شيئ غير متوقع! .... حسنا " ادم " قم بترتيب الأوراق و أتمنى بأن تقوم بتلخيص بسيط عند عودة الإمبراطورة، و صحيح اخبر المستشار بالإستعداد بعد عشرة أيام؛ في استقبال مرسول من القارة الجنوبية تابع للملك " براين ستيوارت " والد الملكة ديانا》
دعاء سمير
كم من الوقت مر و تلك الأعين لم تجف؟ هل ستجف اذا بكت دمً و لا دموع، ما الفرق بينهم سوى اللون؟.
الصراخ و النحيب قد ارهق صاحب الجسد المستلقي و اليأس من تخفيف الألم قد زاد لأقصى حد، جميع الأطباء يقومون بإعطائه الأعشاب المهدئة كل نوبة صراخ، و والدته في غرفتها يتلوى قلبها ألما على حال ابنها بعدما أخبرها زوجها بعدم زيارته، و الآن هي في صدد حديث مع الأطباء، تاركين ابنها بمفرده مع الذي آكله الانزعاج و الضجر
《الألم ينهش جسدي، ...... لويس أفعل شيئا ما يا عديم الفائدة》لم يعرف الملتقي اذا كان هذا طلب أم إهانة! لكنه يعرف بأنه غاضب بسببه و بسبب صراخه المزعج ، 《ماذا سأفعل؟، لست بوالدتك كي أقبل ما يؤلمك مثلا.....》صمت لوهلة يستوعب ما تم إلقائه عليه و لم يكن إلا وعاء الدواء《لست مثلك ايها الداعر ... كي أجعل ايا كان يقبلني .... أخبرتك أفعل شيئا ..... اخخخخخخخخخ》
حال ويليام المثير للشفقة قد نجح في نيل شفقة لويس، حيث تنهد مستسلما لما يحدث، بعدة تعويذات سريعة قد ملأ جسد ويليام بهالة صفراء نقية جاعلة منه يخلد الى النوم و يتوقف إزعاجه لسكان القصر، و كان هذا أحد الدلائل على لقب اقوى ساحر ذو عشر نجوم لعناصر الطبيعة، فتح الباب بقوة فور إنتهاء نوبة الهيجان فلم تكن إلا الدوقة و الأطباء و معهم بالطبع الدوق، أخذت الصدمة الجميع مع رؤيتهم التنفس المنتظم لأبنهم الصغير فكانت دموع الدوقة هي إنعكاس مشاعرها تلك اللحظة، غير مصدقة بما تراه
《س .. سيد لويس! لقد نام ابني! ك كيف! لا، لا، شكرا لك شكرا لك حقا》لسبب ما شعور الإنزعاج لم يبرح جانب لويس، فحين رؤيته لما تصنعه الدوقة من مواقف مع ابنها، شعور الغضب يزداد به أكثر، شرد قليلا في وجه الدوقة التي تحتضن وجه ابنها قلقة على أن تجعله يستيقظ مرة أخرى، فبعد معاناة قد نام و اخيرا
《لا تقلقي أيتها الدوقة، فإن الهالة التي تحيط به الآن هي طاقتي الداخلية سوف تجعله فقط ينسى الألم ليوم على الأكثر و بهذا يستطيع النوم ليوم كامل》لم تشعر الدوقة ليليان بتلك الراحة منذ وقت طويل، هل رؤية ابنها لا يتألم بمثابة جائزة لها؟
《شكرا لك سيد لويس، اقدر معروفك ذلك، حتى إذا كان ليوم واحد فإن رؤية ويليام مرتاح في نومه دون ألم لهو نعيم لي كأم 》
وعت الدوقة على نفسها بسرعة لتجعل الخدم يقومون بتوجيه لويس لغرفته كي يرتاح 《أعلم بأن صنع حاجز بالطاقة الداخلية لهو أمر مرهق سيد لويس، أرجوك ان تعذر انانيتي كأم فأنا...》
《اجل، اجل لهو مرهق بالفعل لذلك سوف أغادر و ارتاح، و كما قلت يستطيع النوم ليوم واحد على الأكثر 》 دعاء سمير
لم ينتظر حتى سماع باقية حديث الدوقة حيث قام بالخروج متوجهٍا إلى الغرفة المقامة لأجله، فور دخوله قام بأخذ السرير مستوطن يخفي به وجهه، غير عالم بما أصابه أو هو فقط يحاول إنكار مشاعره، كيف ولا في حين رؤيته لمشهد أم و ابنها و هو حتى لم يذق تلك المشاعر يوما، وعى على تفكيره الطفولي يسخر من نفسه في حديث يحاول به إكمال طريق حياته،
* بماذا انت تفكر لويس؟، عمرك سبعة و عشرون فلماذا تهتم بتلك المشاعر الان! * اقنع نفسه بهذه الكلمات واقفا من مجلسه ذاهبة الى الشرفة يقوم بمشاهدة السماء و هي تبتلع آخر ثنايا لأثار الشمس، فور ابتلاع الشمس ضربت رأسه شرائط حياته في صغره و كيف قد جاء إلى حياة كتلك و أصبح على حاله الآن ...........
~ [ في تلك الأحياء الفقيرة حيث يجتمع كل من خانته الحياة و تخلى عنه قدره في أن يصبح مواطن مرموق، بالأخص عند هؤلاء الفتية الملتفين حول شيئ يقومون بضربه دون رحمة، و لم يكن إلا صبي لم يجتاز بعد السادسة من العمر، يحاول بيأس حماية نفسه بأذرعه الصغيرة من ضربهم، و بكلمات لم ينفك يوما من سماعها لدرجة انه قد مل من هذه الحياة 《اللعنة عليك ايها القبيح اليتيم، لماذا لا تمت فقط》رفع الآخر مقلتيه الزرقاء يناظر به من يحدثه فلم يكن إلا فتى في عمر الثانية عشر كما رفاقه، يعلم جيدا بأن أفعالهم نحوه تكمن من الحقد الذي يحملوه اتجاهه، و مثل كل مرة لم يستطع الصمت و عدم الرد،
《يتيم و قبيح انا!، فإذا أنتم مجرد مسوخ بالنسبة لي، اذا كنتم غاضبين لتلك الدرجة فالتأتوا بوالديكم اذا!》جميعهم يعرفون بأنه اجمل منهم بكثير لكن الحقد كان المؤثر في موقفهم، و كان كلامه بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، فكان رده في الدفاع عن نفسه هو تعرضه إلى الضرب المبرح لينتهي به الأمر فاقدا الوعي في منتصف الطريق، و اخيرا استيقظ الصغير فكان موقعه على الرصيف فعرف بأن أحد المارين قد ألقاه بقدمه دون الاكتراث لأمره، فقط الألم و التعب من الضرب الذي تلقاه، لم يتغلبا على ألم الجوع الذي ينهش جسده دعاء سمير
《لم أتناول شيئا منذ يومان سوى قطعة خبز، حتى هؤلاء الملاعين قاموا بسرقتها》عزم أمره و حمل نفسه متغلبا على ألم جسده ليقوم بالخروج إلى المدينة في محاولة التسول او حتى في البحث على أي قطعة نقدية قد خبئتها الأرض له، تعلم من مكوثه هنا هو أن صاحب الوجه الجميل له الأفضلية، بعيدا عما يسمعه من الحاقدين عليه هو يرى الشفقة في عيون الناس حينما ينظرون اليه، كيف ولا حيث طفل بشعر حاكته الشمس من اشعتها و عيون قد اعتطتها السماء جزأ منها و بشرة ثلجية من الثلج قد لطخها القدر بأوساخ الشارع،بهذا المظهر المثير للشفقة قد كان ينجح في أخذ التعاطف من المارة، و اخيرا أصبح في يده قطعة خبز صغيرة و لكنها طازجة مع ثمرة تفاحة و في جيبه ثلاث عملات نحاسية يستطيع من خلالهم شراء ثلاث قطع خبز مما يحمله او قطعة كبيرة، فقرر ادخارهم إلى بعد يومان، جلس في أحد الأزقة المظلمة يتناول الخبز بسرعة مقررا إخفاء التفاحة إلى الغد، و هكذا كي لا يحمل أي مشقة في البحث عن الطعام 《اذا ادخرت التفاحة للغد، و ثلاث قطع لثلاث ايام فأنا و لأول مرة استطيع النوم بسعادة دون الاهتمام إلى الم معدتي》و لكن للقدر امر اخر حيث وضع في طريقه نفس الفتية المتنمرين بضربه و سرقة ماله حتى قطعة الخبز الذي كان يأمل أن تسد جوعه بها اليوم قاموا بسرقتها، تاركينه يتلوى من الألم مكانه لا يستطيع فعل شيئ و لكن قلبه حمل و لأول مرة حقد بإتجاه أحد 《لما؟، لما؟ ماذا فعلت في حياتي ليكون مصيري هكذا؟، فأنا حتى لم أعشها بعد!،》مرت الايام و الأسابيع على تلك الحال حتى في يوم ما بعد ابراحه ضربا من قبل الفتية الأكبر سنا قد قابل أحد المدنين، كان رجل ذو هالة نبيلة فريدة من نوعها، يحمل ابتسامة لطيفة على وجهه، مستشعرا الصغير بمشاعر لم تخالجه قبلا دعاء سمير
توتر الصغير من هيئة الرجل فعلم انه نبيل من ملابسه و العربة التي يملكها، 《مرحبا ايها الصغير، كيف حالك؟》و لأول مرة في حياة الصغير أن يسمع هذه الكلمة، لم يسأله أحد عن حاله او ما يشعر به، بالنسبة للآخرين لهو سؤال عادي لكن كان الصغير شيئ كبير لم يتخيل سماعه، 《ا انا .. ب بخير! لا، انا لست ...》في محاولة التفكير في تجميع جملته قد تساقطت دموعه كشلال غزير، رفع كف يده يحاول مسح دموعه بسرعة شعر بالاحراج يأكل دواخله، يد دافئة قد حطت على رأسه جعله من الصمت يسير بهدوء بينهم، و لأول مرة يربت أحد ما على رأسه 《ايها الصغير هل تريد القدوم معي؟》هل هو يسأله عن رأيه ولا يقوم بإجباره على أتباعه، حتى إذا كان هذا الرجل طيب وذو نية حسنا الصغير ليس بغبي كي يقوم بأتباعه بجعل هكذا، فسأل " لما انا؟ لما تريد اخذي معك؟ " و كانت الاجابة صادمة على عقل الصغير لم يتوقع أن يسمعها 《لأني ساحر و رئيس برج السحر، و انت لديك إمكانيات بأن تصبح ساحر أيضا، اعتقد بأنك ساحر بالفعل يكفي وجهك الجميل》و بالفعل قد أمسك بيده متبعه بعيون مفتوحة و لكن اعمى القلب، تمنى وقتها أن يسير متبع ذلك الرجل النبيل بطاعة، و لقد تعهد في نفسه الولاء له وحده، بإعطاءه اسم و مكان للمبيت و طعام و ملابس قد أخذ بالفعل قلب الطفل، لكن الايام تظهر الحقيقة و المواقف توضح لنا نتائج اختياراتنا و هذا ما حدث مع لويس
لم يكن الرجل كما تخيله، ندم لويس أشد الندم لإتباعه هذا المجنون فلقد كان في نظره شيطان غير رؤوف به أبدا
تحمل التعذيب و التجارب و التدريبات الجهنمية متمسكأ بفكرة الإنتقام ممن قاموا بأذيته، و الان هو يضع هدفا واحد له هو الانتقام من الجميع، مرت السنوات حتى أصبح عمره خامسة عشرة و كان لقبه هذا الوقت العبقري الصغير حيث كان الساحر الوحيد في العالم من كان يستطيع التعامل مع جميع العناصر غير أنه في كل عنصر كان بالفعل في الدائرة العاشرة و النجمة التاسعة، حتى قام بمقابلة شخص لم يتخيل بأنه سيلتقي به أبدا في حياته، في نظره كان فتى أصغر منه ببضعة سنوات و لكن لسبب ما كان يشبهه بشعره الأشقر و ملامح وجههDoaa Samir
طبعا زي كل مرة ده الجزأ الأول من الفصل ، ايه رأيكم انزل التاني بعديه على الطول ولا استنى شوية!