وأخيرا يطرق حذاء كاثرين ارضية منزلها بعد غياب طويل، لتبدأ من هنا رحلتها النهائية في الانتقام الحقيقي
_____________________________________
داخل قصر كلاريس، تحديدا عند رئيس العائلة الماركيز نويل حيث كان يتخذ مقعد المالك،
مقلتيه مثبتة للأمام على من تتخذ الكرسي أمامه ترتشف كوب من القهوة، يترمى بينهم أحاديث عشوائية عدة، حتى استوقفتها جملة قالها الأكبر في وسط الحديث
《هل صحيح بأنك خضتِ محادثة بأنك من ستعالجِ ويليام بولفلانش من مرضه؟》رفعت زوايا شفتيها في ابتسامة خفيفة، تتذكر بأنها قابلت المعنى في جنازة كارل،
《هذا صحيح، لقد شعرت بالشفقة اتجاههُ، سوف استعمل خبرتي و حاصل معلوماتي من القراءة طيلة السنوات السابقة》ساور دواخله بعضًا من الشك ولكن، مقلتيها كانت ثابتة بثقة لا تتزحزح عن مقلتيه العسلية، ولهذا السبب قرر الثقة بها.أراد للحظة إنهاء المحادثة بطلب منها أن تذهب للاستراحة، ولكن يبدو بأن نيته كانت واضحة لها، وضع الكوب مكانه كان مانعه، ارتعشت مقلتيه لحظة إقامة تواصل بصري لثانية معها قبل ان تقطعه،
على الأرض هوت جاثية منحنية الرأس، أفعالها الغير مسبوقة جعلت منه يقف يصرخ بها لأجل الوقوف، ولكنها لم تأبه لأي مما قاله، فقط انتظرت إلى حين انتهاء صراخه حتى تنطق بكل ما في جوفها،《والدي، انا اريد ان اتحدث معك بصفتي أحد أبناء كلاريس وليس ابنتك》أخذ ثواني يستوعب ما قالته، تبدلت ملامحه للجدية، لفهمه ما تريده.
جلس مرة أخرى مكانه يجبرها على الوقوف و العودة لمجلسها، في تواصل بصري قد تغيرت أجواء المكتب و الصمت سيده في انتظار تحدث احدهم، وكان الفاعل هو من رفع إحدى ساقيه يحتضن بها الاخرى، مقرب المسافة بين ذقنه و قبضة يده وأخيرا تحدث《اذا كاثرين كلاريس، تفضل و تحدث بما عندك》
وبسرعة جاء الرد منها بكل هدوء《أطمع في منصب الرئيسة القادمة عوض عن اخي الراحل، حضرة الماركيز》تصريح مفاجئ وخطير حتى انه ظن لوهلة بأنها تمزح او انها غير مدركة لما تقوله، ولكن مرة أخرى أوقفته مقلتيها عن قول شيء.
صمت ثواني يباغتها بسؤال مفاجئ《ولكن كما تعلمين اذا حصلت على المنصب فعليك الركوع تحت أقدام الإمبراطور و القسم بالولاء الابدي للعائلة الحاكمة، هل ستفعلين ذلك؟》سأل وهو يعرف بأن العلاقة بينها وبين الإمبراطور ليست جيدة أبدا، ولا سيما بما يفعله مع صوفيا.
ضحكت داخليا لما سمعته، فهو لم يظهر أي اعتراض على طلبها، حتى أنه لم يسأل
* لما تظنِ بأنك تستحق المنصب؟ او حتى كيف ستقومين بإدارة العائلة و المقاطعة؟ *
《حضرة الماركيز، إن عائلة كلاريس تحب إدارة الأمور في الظلام و السبيل لتحقيق أهدافها هو الانصياع الصوري للعائلة الحاكمة، ركوعي و إعلان الولاء للإمبراطور ليس شيئا يذكر مقابل حماية شعب منطقة كلاريس》