وأتى الصباح وافترشت الشمس قلب السـماء وأدلت بجدائلها الذهبية خيوط أمل
تثنت على زجاج نوافذنا بغـرور تغـمز للأحلام بطرفها وتنقش حـروفاً يتلألأ نورها
هـنا وهناك،ومنزل كلاريس يستقبل فردً كان غائبا عن جدرانه سنوات وأخيرا قد عاد، بِ هالة
خاطفة الأبصار، ذو طول فوق المتوسط وسيم الملامح ابهى الحُلة، دافئ النظرات
حيث كانت مثبتة مقلتيه على الواقفة أمامه ترحب بعودته و تخرجه من الأكاديمية.《مرحبا بعودتك ... شينيا》
بعد فراق القدر بينهم قد قالت اسمه، نطقت حروفه بتروي، تَغنت اذنيه بصوتها الهادئ،
فكم تخيل ذلك المشهد منذ إرتحاله إلى الأكاديمية، خطت قدميه للأمام سامحً بأخذ
الطريق يتربع بين أحضانها يجهش بالبكاء.وأخيرا قد عاد و قابلته، تركته مراهق لا يتعدى السادسة عشرة و عاد إليها شابا في
التاسعة عشر تقريبا من عمره، ولكنه ما يزال طفلا بكاء كما تركته
《أختي كاثرين .. لقد عدت وأخيرا استطيع البقاء معكِ》لم تستطع عدم الضحك على أفعاله، مع طوله وجسده إلا أنه لا يتصرف حسب هذا الأمر، اصبحت تمسد على ظهره بهدوء لعله يتوقف، هو يبكي لإستاطعته البقاء معها، ولكن ماذا سيفعل اذا أخبرته بأنها ستغادر مرة أخرى .. غدا؟ .
هذا الخبر الذي لم تُرِد قوله له أبدا، ولكن ما باليد حيلة عليه معرفة الأمر عاجلا أم آجلا .
وسط هدوء سلمي يدار على كل ركن من اركان الحديقة، تقبع صديقتنا تتناول طعامها بتروي جانب اصغر أفراد المنزل التي كانت تحاول تذكر اين رأت هذا الشاب من قبل،
شعر اسود قد حيكت خصلاته من سماء الليل، وعيون عكست عليها الشمس سحرها
مُداعبة إياها، وهناك من سُحِرَ بِحُسن ابتسامته مزينة ثغره تزيده جمالا .تحدث نفسها " كم اجمل ابتسامته "
رَنَّقت نظرها بسرعة عند إدراكها بأنها اطالت النظر به، هوية من أصيبت بسهم الحب
فكانت شابة صغيرة واقعة بين صفوف الخدم، تحاول استراق النظر دون كشفها،
ولكن يبدو بأن أمرها كان واضحا لخادمة سيدتها الأولى.لم تأبه لارا بالأمر كثيرا في هذا الوقت، فإن راحة سيدتها أولى أولوياتها، تبادلت بينهما
الأحاديث العشوائية، بما فعله في الأكاديمية؟ وكم عدد أصدقائه؟ بكل رحابة صدر كان
يجاوب على أي سؤال، خطوات الحذاء أنثوي جاء مقاطع وقتهم، أخذت مقلتيه تتبع
خطوات الشقراء حتى استقرت جانب كاثرين، همست ببضعة كلمات لم يُرِد استراقالسمع لها، فكانت كاثرين تصغي بكل اهتمام لما تسمعه، حول نظره للصغرى يحاول عدم
الاهتمام لما تقوله ايفلين، فهو قد تخرج مبكرا بسبب الحرب، ومع ذلك لقد أُشِيْدَ به من
قبل أساتذة الأكاديمية بأنه عبقري القرن بعد لويس في مجال السحر.* سيدتي، لقد جاء رد الكونت سيدريك مصاحبا رسالة من جلالة الإمبراطور دانيال وهم
في انتظار حضرتك، ولقد تم إرسال منطاد بالفعل سوف يصل مساء اليوم و .... *
كادت ايفلين أن تنهي ما جاءت لأجله و شينيا لم يستطع تصديق ما سمعه، فكان وقوفه السبيل الوحيد لإيقافها .