ورغمَ كل معاناة الأيام وقلاقل الهم التي تتوافد علينا وفود الطير، تذكرتك اثناء انتقال البدر من خلف غيمةٍ عابرةٍ عبرت فوقه فحجبت ضياؤه عني للحظات، وحين مرت بعيد عاد وهَّاجًا مضيئًا.
تذكرت كم من مرةٍ عبرتُ من الهموم كما تمرُ اشعة الشمس خلف سحابة بيضاء، حيث كنا سويًا، كنا نطرد الأوجاع، ونغلق خلفها كل بابٍ تطرقه، نمرقُ من الاحزان كما يمرق السهم حين يصيب.
كُنا نسدُّ كل شرخٍ فى جدار حياتنا ونرمم كل كسرٍ يصيبنا دون انتظار، ما كنا نتركُ لفحة شمس تصيب رؤسنا، وماكنا نترك لرياح الخريف ان تبعثر اوراق حياتنا، دون ان يسقطنا سقيعُ الشتاء بين احضانه، كنا نرتمي بين ذراعينا فينسينا الحنين لفحة الشمس طولِ نهار.
كنت أستند على تلك اليد التي تمتد دوما حين ترى أقل عثرةٍ لي، لم تكن تتحملُ أن ترى أي سقطةٍ مهما كانت صغيرة.
كلما شممت عبيرك العالق بين ثنايا روحي، يتسع صدرك للكون كله وكأنني بعثت الي الحياة من جديد، بقلبٍ يسع الكون كما تسع السماء النجوم.
أنت تقرأ
حنين ٌ من الماضي
De Todoمقتطفات من أحاديث الصباح والمساء حرفٌ يكتبما تحدثه به الظنون، وحرفٌ يكتب من خيالات الشجون، وحرفٌ يرسمُ الحركات قصصا وحكايات، وحرف ثار على ما لايُريد فمات. هنا بيت القصيد، وبستان يفوح من عطر حروفه، هنا المعاني والسحر والدلال، هنا الشجن ودموع الحنين