8 . حقيقة

221 17 15
                                    

✦-✦-✦

” تولان “

جميع البشر متناقضون .. شديدوا التناقض والغرابة
وأولهم أنا ..

فكما نحب المياه ونبذر فيها ولا نحافظ عليها
وكما نحب الورود ونقطفها لتفقد بهجتها ثم نرميها بعيداً ..

وكما قلت في داخلي مراراً وتكراراً بأني يستحيل أن أعود لرؤية تلك الفتاة مرة أخرى

ها أنا في أول لحظة بعد خروجي من المستشفى
وبعد أن لمحتها من بعيد .. أتوقف لمحاولة الحديث معها وجذب إهتمامها مجدداً ..

- ألا يفترض بك أن تكون في المستشفى الآن ؟

نطقت ببرودها المعتاد بينما تستمر بالسير
لأقهقه بخفة وأدير محرك سيارتي لتسير بمحاذاتها بذات السرعة الهادئة

- لقد تم تخريجي اليوم .. تبدين بصحة جيدة لمَ لم تعودي للعمل ؟

نطقت بغير إكتراث لتصرفاتها التي تصرخ طالبة مني الإبتعاد .. وكشخص شديد العناد مثلي
بالتأكيد سألاحق كل أمر يتم منعي منه .. وكل ما يثير فضولي ..

تماماً كهذه الفتاة شديدة الغرابة .. والغموض

- هذا ليس من شأنك ..

أجابتني بجفاء لأبتسم .. أجل أنا مستمتع كثيراً وكثيراً جداً بإزعاجها وإستفزازها
فردود أفعالها جميعها شديدة الغرابة ويستحيل التنبؤ بها

- يبدو أنكِ أحضرتِ دفتراً جديداً .. لا تنسي إحضاره غداً لأراقبكِ وأنتِ ترسمين في الحقل

وتماماً كعادتها حينما أذكر رسوماتها تلك .. إحمرّ وجهها ولَم أمل أبداً من تأمله

توقفت عن السير تغمض عينيها للحظة وكأنها تكبح ذاتها بصعوبة عن الإنقضاض علي لقتلي

لتفتح عينيها وتتجه ناحيتي بعينيها التي تطلق شرارات تكاد تحرقني

- إن لم تغرب عن وجهي .. وتتوقف عن الظهور في حياتي سأقوم بتمزيق حنجرتك بأسناني ..

إرتفع حاجبي بصدمة لتهديدها شديد القسوة
بينما كانت هنالك إبتسامة مستمتعة على شفاهي

- هذا قاسٍ بعض الشيء حضرة الراهبة ..

نطقت مبتسماً .. مستمتعاً بإستفزازها لأقصى حد ..
لكن الإبتسامة تلاشت عن وجهي حينما فتحت باب السيارة وأقتربت بوجهها من عنقي ..

علقت أنفاسي في حنجرتي وتوقف قلبي عن الخفقان للحظة

إرتجفت مقلتي حينما شعرت بأسنانها تغرس بخفة مقابل حنجرتي .. بشكل بالكاد أشعر به
ليخف الضغط تدريجاً .. أستطيع الشعور بنسيج شفاهها يلامس عنقي

طُغيـانْ  | K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن