29 . وداع ..

134 17 16
                                    

✦-✦-✦

” نوسين “

الفراغ ..

الفراغ هو كل ما كنت أشعر به بعد أن قام نيكولاس بتهريبي من السجن في وقت متأخر من هذا اليوم ..

سرت بقربه في صمت بينما نسير بين الأشجار
في طريق وعر أعلم بأنه يؤدي ناحية المستشفى

- ماذا سأفعل الآن ؟

تساءلت .. وشعور قاتم أحاطني ..
نظر لي الجنرال بطرف عينيه قبل أن يعاود سيره بهدوء لأستطيع أن أتبعه ..

- ستعيشين حياة طبيعية ..

شخرت بسخرية دون شعور مني .. لأنطق بصوت خافت

- أتعتقد أن فتاة مثلي تستطيع عيش حياة طبيعية؟

إستطعت سماع تنهيدة عميقة منه .. يبدو لي بأنه قاسى الكثير هذا اليوم .. وسمعت همسه بشيء كـ

- لمَ تتحدث مثل تولان وإيلين
ما قصتهم جميعاً حقاً ..؟؟

توقف أمامي مما جعلني أتوقف عن السير قبل أن أصطدم بظهره .. إلتفت ينظر لي من فوق كتفه قبل أن يقول

- ستستطعين بدء حياة جديدة نوسين
لتقومي بنسيان كل ما حدث سابقاً .. إعتبري بأنه كابوس فحسب .. أو رواية قد إنتهيتِ منها منذ زمن
ولتبدأي كتابة رواية جديدة خاصة بكِ ..

أنهى حديثه ليلتفت ويتابع سيره دون إنتظار أي ردٍ مني .. وأنا إبتسمت بخفة ..

لألحق به بسرعة قبل أن أضيع ..
لا أعلم ما قام بفعله لإخراجي من السجن .. سوى أنه دخل بكل بساطة يعطيني غطاءاً داكناً لألفه حولي ثم أتبعه للخارج بصمت ..

لا زلت أفكر في سبب يدفعه لإنقاذي رغم كل ما فعلته سابقاً .. سبب يدفعه للتغطية على كل أخطائي

رغم أنه جنرال ..

وبعد عدة دقائق من السير .. حين وصولنا للمستشفى
هناك حيث كان تولان يقف أمام سيارة شقيقه الكبيرة العسكرية ..

يستند بظهره عليها
يمسك بين أصابعه عقب سيجارة توشك أن تفنى ..

كان يتأمل السماء بشرود

وأنا تصنمت مكاني .. أتأمله بخشية ..

أجل لقد كنت خائفة من رد فعله بعد ما فعلته اليوم
كيف ستكون نظرته لي الآن ..

كان مستميتاً لحمايتي هذا النهار .. لكنني كنت على عكسه مستهترة بحياتي التي تهمه أكثر مما تهمني

طُغيـانْ  | K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن