31 . إعتراف

145 17 9
                                    

✦-✦-✦

" تولان "

أتعلمون ما هو ذلك الشعور المميز
حينما تشعر بأنك أقتربت من لمس أحلامك أخيراً
بعد طول إنتظار ..

لربما هذه التفاصيل .. هذه الرعشة الطفيفة في أطرافي
هذا الثقل في أنفاسي مع ألحان خفقان قلبي ..

لربما .. هذا الشعور ألذ وأشهى من وصولك مبتغاك .. تلك اللحظات الأخيرة
حينما تشعر بأنك تغرق ولا سبيل لنجاتك ..

وترى فجأة يد شخص ما ..
تقترب منك لتنتشلك أخيراً من غرقك حتى تعود للواقع وتستطيع التنفس ..

- أنتِ ماذا ؟

تساءلتُ بصوتٍ خافت .. لا أزال في حالة من الذهول
رمشت عدة مراتٍ وكأنها تستذكر ما قالته ..
مما جعلها تزم شفاهها بخفة ..

أهي نادمة على ما قالته ؟
هل هي خائفة من إظهار مشاعرها لهذا الحد ؟
هل كانت تشفق علي فحسب ؟

تساءلت .. وتساءلت
مما جعل من المياه التي كانت تغرقني سابقاً تعاود سحبي ببطئ .. لأعاود الغرق

إلا أنها إنتشلتني من ضياعي مرة أخرى
حينما دنت مني .. لتحط بشفاهها على جبيني ..

أغمضت عيني لأستشعر قربها بشكل أفضل
أستطيع الإحساس بوجهها المشتعل وقبلتها اللطيفة

والتي تركت صوتاً طفيفاً حينما فصلتها ..
وكأنها ورقةِ ريحان حطت على سطح مياه نقية ساكنة ..

لم أفتح عيني لفترة .. أنتظر حديثها
حينما كان شعور لطيف ودافئ يعانق خافقي ..

- كما سمعتني سابقاً .. لربما كان الأمر واضحاً دون أن أتحدث .. لكن حبك دون الإقرار به تماماً كالكتاب الذي يفقد ورقة مهمة في أوسطه .. فتفسده
لذا سأكررها مرة وأخرى ليطمئن قلبك ..

قالت بصوتها الجميل .. والذي يكاد ينافس حنان ألحان الكمان .. ووقع ألحان البيانو ..

فتحتُ عيني أخيراً لأنظر إلى عينيها التي تتأملني
وبؤبؤه قد إتسع بخفة حينما تلاقت نظراتنا ..

ذلك حينما نطقت بصوت أقرب للهمس

- أحبك تولان .. وأستكين لقربك ..

رفعت كفي حتى حط على وجنتها .. أحيط جانب وجهها
لا أشعر بأنني ألامس وجهها الندي فحسب
حسبتني لامست القمر البعيد ..

- ولكن كيف يمكن لقمر أن يحمل مجرة من النجوم في عينيه ..

نطقت بصوت أقرب للهمس دون وعي مني .. مما جعل عيناها تلمعان وكأنني أضأتُ تلك المجرة
وكأنها تتألق لأجلي فقط ..

طُغيـانْ  | K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن