30 . في روما

155 19 18
                                    

✦-✦-✦

” تولان “

حينما تقرر المُضي قدماً .. وتجاهل كل ماضيك السيئ
وكل ما مررت به لتعيش الحياة التي تتمناها حقاً ..

حينما نظرت إلى ملامح فتاة السُكّر خاصتي
وهي تتأمل المباني .. والسيارات التي تملأ الشوارع
فنحن لم نصل إلى روما حتى وقت الظهر تقريباً

تأمَلت الناس الذين يسيرون في الطرقات
المراهقين الذين يسمعون الموسيقى الصاخبة على الرصيف

الفتيات اللواتي يمشين معاً للتسوق .. والرجل الذي يعانق محبوبته وسط الحشد ..
الكهرباء والتلفاز والراديو .. تلك الأمور التي لم ترها سابقاً في تلك القرية المتطرفة

كانت تنظر لكل شيء بذهول
فكل شيء هنا مختلف عن البيئة التي ألِفتها

الثياب .. العادات .. والأماكن .. والبشر ..

مرت بعض الفتيات من قربنا .. وقد نظرن ناحيتها وكأنها شيء غريب مما جعلها تقترب ناحيتي
فقد كنت أساعدها على السير بسبب قدمها المصابة والمغطاة بالجبيرة

- يبدو بأنها ليست من هنا صحيح؟

همست إحدى الفتيات حينما وقفنَ بقربنا في إنتظار توقف السيارات حتى نعبر الطريق ..

- أجل ملامحها جميلة دون زينة حتى .. لكن ملابسها تبدو ريفية

نطقت أخرى .. لتنظر نوسين إلى ثيابها ثم إلى ثيابهن .. مما جعلني أبتسم بخفية ..

عبرنا الطريق معاً .. لأمسك بكفها حتى أقودها معي ناحية منزلي الذي أتشاركه مع أخي

وهو المنزل الذي ولدنا وترعرعنا فيه ..

فقد ذهب أخي لإتمام بعض الأعمال الخاصة به
وأخبرنا بأن نسبقه للمنزل ..

- هل ملابسي غريبة لهذا الحد ؟

نطقت نوسين بهدوء تنظر لي بين برهة وأخرى
إبتسمت بخفة قبل أجيبها بصدق ..

- ليست غريبة حقاً .. أنا أحب ذوقكِ في الملابس
لكن في العاصمة هنا .. هم يسيرون بعمى خلف صيحات الموضة الحديثة
لذا يرون بأن ثيابك الغير مبهرجة أمر غريب ..

همهمت بينما تهز رأسها بتفهم .. تنظر لألبسة الناس حولنا أثناء سيرها لأقوم بسؤالها هذه المرة

- أتودين إرتداء شيء كهذه الثياب ؟

تجعدت ملامحها وكأنها مشمئزة لتنطق بهدوء

طُغيـانْ  | K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن