طُغيـانْ | K.TH

28 . أتذهبين ؟

✦-✦-✦

” تولان “

أتعلمون ما هو شعور الخيبة ؟

حينما تشعر بأن كل ما تفعله ينتهي بطرق خاطئة
حينما تفشل في الوقت الذي توقعت به نجاحك
وفي أكثر شيء تبذل مجهودك فيه ..

كانت خيبتي هذه المرة تشبه ..
تشبه أن ترى صديقاً قديماً لم تره منذ زمن .. إفتقدتَه بشدة بعد أن كنتما أعز الرفاق .. توقفه لتلقي التحية عليه فيقول بكل بساطة "ومن أنت؟" ..

أو لربما تشبه طفلاً يدّخر كل ما يملك لوقت طويل
ينتظر الحصول على اللعبة التي يحلم بها
وحينما يجمع ثمنها أخيراً .. يجد بأنها قد بيعت قبل لحظات فقط ..

تلك هي الخيبة

لكن .. شعوري كان أشد وأثقل .. شيء لا أستطيع وصفه .. تعجز أبجديتي وكل مفرداتي عن تجسيده ..

نظر أخي لي بصمت .. لم يجبني لوقت طويل
وكأنه لم يتوقع هذا السؤال مني ..

لكننا أحياناً نتصرف خارجاً عن إرادتنا حينما نكون محطمين .. حينما تُكسر قلوبنا
أو حينما نتحمل فوق طاقتنا لوقت طويل

- تولان .. الأمر ليس كما تفكر به
نحن نهتم لأمرك .. ونخاف أن تتعرض لأي أذى
لهذا نحاول إبعاد كل مشكلة عنك ..

يهتمان لأمري ؟
ما هو تعريف الإهتمام في تفكيرهما يا تُرى

هل إستغبائي وإستغلال ثقتي بهما يعد إهتماماً
هل تمزيقي لأشلاء يسمى إهتماماً ..

- ألم تفكرا بأن سبب غضبي الآن هو إهتمامي لأمركما أيضاً .. أستطيع فعل أي شيء لأجلكما
كما فعلتَ أنت من أجلي دائماً ..

خفض أخي أنظاره وقد بدى الضيق على ملامحه
بعدما قلته بصوت مرتفع .. أحاول ضبط أعصابي
تنهد أخي يدلك ما بين عينيه بتعب .. قبل أن يرفع نظراته الهادئة لتقابل نظراتي المستشيطة غضباً ..

- تولان .. أخبرني إذاً بما تريده ؟
أتود أن تُزج في السجن دون ذنب لك .. أتود أن تخرب ما حاولت نوسين بناءه ..

هدأ غضبي قليلاً حينما قال هذا .. ليتابع كلامه بهدوئه المعتاد ..

- لا تفكر فيما مضى .. فكر فقط في المستقبل
فكر فيما ستفعله حينما نخرج من هنا .. حينما نستقر في العاصمة

تلاشى غضبي تدريجياً .. وكأنه سراب
لأتساءل تالياً

- هل تعتقد بأننا سنستطيع العيش بسلام أخيراً ؟