38 . الختام .. خذيني !

266 22 47
                                    

✦-✦-✦

” تولان “

من يعتاد الأذى والحزن .. سيعتقد دائماً بأن السعادة أمر خاطئ ولربما يعتبره ذنباً ..

لطالما عشت حياة معقدة .. كان أخي هو عزائي الوحيد فيها مهما ضاقت بي ..

لكن .. ماذا سيحصل إن فقدته ؟

ذهب أخي في مهمة منذ فترة كالمعتاد .. ولكنه ترك لي رسالة هذه المرة ولم يودعني

لم يعدني بأنه سيعود كما كان يفعل دائماً ..
إنما ترك خلفه العديد من الوصايا ..

إحداها كان أن أذهب لزيارة إيلين إن لم يعد ..
وأن أعطيها بذلته العسكرية القديمة
فقد وعدها بذلك سابقاً .. وهو رجل يحافظ على وعوده

حتى إن لم يكُن موجوداً ..

مضى شهر وآخر .. بعد أن قال بأن أسبوعاً واحداً هو أقصى حد لتأخره بعد إنقضاء أيام المهمة الثلاث ..

كفكفت دموعي وإبتلعت غصتي ..
الفقد بهذا الشكل مؤذٍ أكثر من أي شيء آخر

لا أستطيع الجزم بأمر حياته أو موته ..
حتى لو شهد العالم أجمع بأنهم قد رأوا موته بأعينهم

لن أصدق حتى أراه بأم عيني ..
والآن .. أستطيع أن أقول بأنني فقدت كل شيء

بدأت بتوظيب أغراضٍ بسيطة لرحلتي ..
ورغم كرهي لذلك المكان .. إلا أنني يجب أن أنفذ وعد أخي .. حتى إن لم أتقبل أمر موته

طُرق باب المنزل لأجر خطواتي الميتة ناحيته ..
وحينما فتحت الباب إستهجنت الهيئة التي ظهرت لي من خلفه ..

- أليكساندر ؟

كان يلهث وكأنه أمضى الطريق الذي يبعد أكثر من ساعة إلى هنا جرياً ..

- أيمكنني الدخول ؟

أفسحتُ مجالاً له ليدخل

- بالتأكيد تفضل ..

ما إن دخل حتى ألقى بجسده على الأريكة بينما إتجهت للمطبخ حتى أحضر كوباً من المياه لأجله
وحينما عدت أول ما أستقبلني هو سؤاله ..

- ما كل هذه الحقائب؟ إلى أين ؟ منزل جديد ؟

تساءل دون توقف بينما يتناول الكوب من يدي
لأرمي بجسدي قربه على الأريكة وأجيبه بهدوء

- لتسأل سؤالاً واحداً فقط ..

قلب عينيه بضجر ليرتشف من الكوب ثم يقول

طُغيـانْ  | K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن