36 . سَكينة

108 16 10
                                    

✦-✦-✦

” تولان “

لربما يكون الموت هو الراحة من كل هم

لمَ نشعر بالحزن على الموتى؟
بينما هم من يجب أن يشعروا بالأسى علينا ..
فنحن من عليه متابعة العيش مجبرين

لربما رغبوا كثيراً باللقاء بنا .. لكن لم يستطيعوا
ولربما هذا هو سبب خوف البشر من الموت ..

هو عدم قدرتك على العودة لمن تعرفهم .. لأقاربك وأحبابك وعائلتك وأصدقائك

فتحت عينيّ بتعب .. أشعر بأن جسدي محطم
لكن .. المكان كان دافئاً حولي

- إستيقظتَ أخيراً .. الشكر لك يا إلهي

قال فتى ما لم أعرفه .. كان قد دخل للتو إلى الغرفة
شبك يديه على القلادة التي يرتديها يغمض عينيه بشدة بينما ينطق جملته الأخيرة ...

لمَ يبدو سعيداً بشدة ؟ فقط لأنني على قيد الحياة
رغم أني لا أعرفه حتى ..

- هل أنت بخير .. تحتاج للذهاب إلى المستشفى ؟

قال بعد أن جلس بقربي .. يلمس جبيني وجبينه بيده الأخرى في الوقت نفسه حتى يفحص حرارة جسدي ..

- كلا .. أنا بخير
أظن ..

حاولت الإستعدال بجلوسي لأنظر للمكان حولي ..
كان مكاناً غريباً نوعاً ما .. لكنني شعرت فيه بالراحة
سكينة لم أذقها من قبل قط .. بشكل غريب

- أنا أدعى أليكساندر عمري إثنان وعشرون عاماً ..
ماذا عنك ؟

نطق الشاب لأعيد أنظاري نحوه .. إنه صغير حقاً
لكن هيأته وجسده توحي بأنه بعمر أكبر

لديه خصلات شقراء وعيون زمردية واسعة كانت تضيئ وتتلألأ تحت أضواء الشموع .. رغم أن إبتسامته الهادئة أكثر إشراقاً

- أنا .. اسمي تولان
وعمري تسعة وعشرون عاماً ..

قلتُ بصوت أجش .. ليناولني كوباً من المياه كان قريباً مني
شكرته ليتساءل بهدوء وحذر يترقب ردات فعلي ..

- لربما لا علاقة لي بالأمر .. لكن
أنت كنت تصرخ قبل أن تسقط من على الجسر ..
أكنت متقصداً رمي نفسك؟

نظرت إلى ملامحه المترقبة عدة لحظات لأخفض نظراتي إلى حجري ثم أجيبه

- كلا .. لست يائساً لهذا الحد
رغم أني إستسلمت للموت بسهولة .. إلا أنني لم أحاول الإنتحار

طُغيـانْ  | K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن