سيمفونية الشياطين(الجزء #8)

6.6K 505 29
                                    

>تقديم الاحداث
بكيتُ وبكيتُ...ولم اتعب نفسي بكفكفه تلك الدموع...
هجرتني صديقتي،جيراني يكرهوني ويقولون لي كلمات قاسيه،والجميع يلقي اللوم علي لأي شيئ سيئ يحدث،الجميع يفرغ غضبه علي...
وتذكرت ايضاً ما قاله لي حبيب صديقتي السابق..
تمتمت بصوت مخنوق:"اكره نفسي...اكره حياتي.."

"يجب ان تختفي من هذا العالم."

"انتِ وحش.!"

"لا احد يعلم انكِ موجوده اصلاً."

"اجل لقد سمعت صرخات من شقتها تلك الليله!"

"كان السيد كيم في شقتها تلك الليله.لقد رأيته بنفسي!اعتقد بأنه اخر مكان ذهب له قبل ان يموت.."

"عندما يصبح الامر متعلقاً بها،كل شيئ سئ سيحدث.إنه لأنها دائماً وحيده ولم تتم تربيتها جيداً!!اخبرتكم ان هناك امراً خلفها،فلن تملك وشماً بدون سبب..!"

كنتُ اضع يدي على فمي لأكتم شهقاتي العاليه عنهم.
اعلم بأن هذا الالم الذي اشعر به لا علاج له.وكأنه مرض يسلب حياتي مني بعنف وبطء.
إنه يجعلني أتحطم لملايين القطع.
سئمتُ من التظاهر بالقوه،حاولتُ ملايين المرّات ان اتجاهل كل هذه الامور السلبيه الموجهة نحوي...لكن الامر ينتهي بالفشل في كل مره...
اصبحت اشهق بسبب دموعي حتى لم اعد قادره على الحديث جيداً.
كانت السماء يمثل مزاجي؛فكان المطر يهطل بغزاره الليله،والغيوم الداكنه تغطي سماء المدينه البارده.
لقد تبللتُ بالكامل،لكن هذا آخر مخاوفي الان.
وصوت الرعد يزيد من حالتي سوءاً...
اصبحتُ امشي بلا حياه بين الطرقات الخاليه،وتركت قدماي تسحباني الى اي مكان.
اريد إنهاء حياتي بشده.لا اريد ان اشعر بأي شيئ بعد الان..فقط اريد الموت.!!
اجل....اريد الموت.
نظرت حولي بحثاً عن مبنى عالٍ يضمن لي موتي إن قفزت من سطحه.
اخذت انظر من حولي بتفحص.
متجر بطابقين..
مدرسه بثلاثة طوابق....
بيت بطابق وحيد...
كلها لا تضمن لي الموت!!
التمعت عيناني بقوه عندما وجدت غايتي...
مبنى بعشر طوابق!
ممتاز....موت مؤكد..!
لم اجهد نفسي بالتفكير...فصعدتُ لسطحه بسرعه عبر السلالم.
من حسن حظي انه لا يوجد حارس يمنعني من الوصول الى حل مشاكلي..الحل الوحيد الذي افكر به.
كانت دموعي تستمر بالإنهمار وتختلط مع قطرات المطر لتصبح كاللؤلؤ،لكن عيناي كانت داكنه وفارغه..
كانت عيناي ترفضان اي اثر للمعان الحياه فيهما.
فتحت الباب الاخير...وها انا على السطح..اخيراً.
لم افكر اكثر او اعطي نفسي فرصه اخرى،فذهبت مباشره الي اقرب حافه لسور السطح.
اخذت الرياح تطير شعري بينما انا اميل جسدي لأرى اين سأسقط...
حسناً...الشارع فارغ تقريباً..
علي الاقل لن تشوه جثتي بأثار عجلات إحدى السيارات.
قلتُ لنفسي:"يا لهذا العالم الفظيع.."
ثم لم اعد أرد الانتظار اكثر..
فتسلقت علي السور...وتركت جسدي يسقط من اعلى ذلك المبني...!
اريد الموت...لن يعلم احد بموتي على اي حال...!
استطيع الشعور بالريح القويه علي وجههي وشعري الاسود يتطاير خلفي..
وكل ما استطيع سماعه هو صوت الريح يصمُ اُذني.
اغمضتُ عيني بإنتظار ان اشعر بنفسي وانا ارتطم بالارض..
يبدو انني سوف اموت من الخوف الان..!
لن انكر...الخوف يكاد يقتلني وقلبي يكاد يسقط من مكانه.
اشعر وكأن الوقت اصبح يبطئ كثيراً..مرّت ثوانٍ طويله ولم اصل للأرض بعد..!
بينما كنت مغلقه عيني،سطع ضوء ابيض ناصع امامي!!
ن نور؟!!
الان...؟!!!
في هذا الجو المظلم الماطر؟!
ام استطع كبح فضولي...ففتحت عيني بصدمه..
ثم شهقت بقوه!!
كان هناك فتى امامي يسقط مثلي تماماً....!
بنفس السرعه،نفس الاتجاه،لكن وجهه كان مقابلاً لي تماماً وعلى بعد إنشات من وجههي!!
والغريب في الامر انه لم يكن مبللاً مثلي..!!
اصبح سقوطي ابطأ من الحقيقه...
كنت اسقط بسرعة النيزك في البدايه..لكنني الان اسقط بهدوء مثل الريشه!!
هل انا احلم؟!
من هذا الفتى؟!وكيف اصبح امامي بهذا القرب؟!!
كانت عيناه مغلقه ورموشه الخفيفه مطبقه علي بعضها.
وجهه كان منحوتاً جيداً وكأنه من إحدى الرسومات الخياليه من شدة وسامته.
هناك صورة شخص مشوشه تشبهه تماماً في آخر زاويه بعقلي..!
فكه مثالي،انفه،شفاهه...وكأنه من الشخصيات الخياليه..!
شعره بني كستنائي،ويبدو ناعماً جداً ومتطايراً بسبب سقوطه....ارغب بأن ابعثره..وكأنه طفل نائم امامي بعينيه المغلقه!!
ذرات الغبار الحمراء المشعّه المألوفه ايضاً كانت تتطاير حوله مما يجعله يشع قليلاً...مما زاد من شكله إبهاراً.
لم اره معي في سطح المبنى قبل فتره.هل يعقل اننا قفزنا بنفس الوقت؟!
ولمَ قفز؟فتى مثالي كهذا لما سيضحي بحياته؟!
تملكتني تلك الرغبه بأن المس وجهه...
ممدتُ يدي ولمست خده بظهر اصابعي البارده لأتأكد اني لستُ اُهلوس...
وملامح وجهه الهادئه جعلتني اهدأ معه ايضاً بطريقه ما...
ونسيت امر سقوطي تماماً...
لمستي كانت لمسه شبحيه..لم اكد المسه حتى.
فتح عينيه فجأه وتقابلت نظراتنا.
كانت نظراته فارغه وداكنه قليلاً...كنظراتي قبلاً.
لكن...هناك شئ إضافي في نظرته...
اعتقد بأنه سيخترقني بنظرته تلك...ليست لانها نظرة احذير،بل كانت ساحره!!
رفع اصابعه البيضاء الطويله وهو ينظر لي...
لم استطع الرمش بعيني كأنهما لم يعودا لي..كانتا له الان..
فتحت عيناي اكثر عندما امسك بكلا خداي بين يديه الدافئه المعاكسه تماماً للقطرات البارده التي تبللني...
نظر لي وقال بصوتٍ ساحر:"لا يمكنكِ الموت.ليس الان."

-----------------------------------------------------
Stooooop ✋

ايه رأيكوا في البارت ده؟!
هو اه مش طويل زي اللي فات بس فيه احداث اكتر.
عشان تعرفوا ان انا مش حرماكوا من حاجه اهو.
وانتوا كمان ياريت متبخلوش عليا بكومنت وفوت كمان.
.
.
.
مفيش اسئله المره دي.

سيمفونيه الشياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن