سيمفونية الشياطين(الجزء #9)

6.2K 471 13
                                    

ثم ظهرت اجنحه سوداء من خلف ظهره.
كانت الاجنحه كبيره ومليئه بالريش الناعم الاسود الذي يرفرف بفعل الرياح العنيفه..
من المفترض ان يكون الامر مخيفاً...لكنني اشعر بشعور مختلف وكأنني اريد من تلك الاجنحه ان تعانقني.
لم استطع فعل او قول اي شيئ حتي،والكلمات باتت معقوده في لساني وتأبى الخروج.
إستطعت اخيراً ان احول عيناي الي الارض....كانت قريبه حقاً!
اغلقت عيناي بقوه وانكمش جسدي برعب.
يالي من شخص سيئ...ربما هو الملاك الذي سيقبض روحي الان...
سأواجه الموت الان....!
                 ....................

هل متت؟!لم اشعر بشئ سوى بجسدي المتصلب فقط.
لحظه..استطيع.الشعور بعناق شخص لي..!!
هل افتح عيني؟!اخشي انني اشعر بهذا لانني مجرد روح الان...
خشيتُ رؤية جسدي علي الارض وتحفه سيارات الشرطه والاسعاف..
ولكن...طالما انني ميته فلن يؤلمني جسدي...صحيح؟!
قررت اخيراً ان افتح عيناي ببطء..
كل ما استطعت رؤيته في البدايه هو ضوء ابيض ساطع ورؤيه مشوشه لفتى.
رمشت بضعة مرات لتصبح الرؤيه افضل،لكنها لم تتحسن ولو قليلاً.
شفاهه علي بُعد عدة سنتيميترات من عيني.هل هو الفتي قبل قليل؟!هل مات معي..؟!
اصحبت رؤيتي تتضح شيئاً فـ شيئاً حتي اصبحتُ قادره علي رؤيته اخيراً.
كان ينظر إلي بقلق.رغم ان بقية ملامحه هادئه.
رمشت عدة مرات بإستغراب كل ما يحدث..
فجأه...قال بصوته الدافئ الساحر:"عليكِ العيش حالياً.فنحنُ نحتاجك."
كنت انظر لشفاهه الصغيره كلون الكرز وهي تتحرك،ويقول هذا امامي.
قطبتُ حاجباي بعدم فهم ما يقوله.
لكنه لم يبدو مكترثاً بذلك،بل حرك ابهامه علي خدي بخفه وكأنه يلمس جوهرة.
وقال:''اراكِ لاحقاً."
لم استطع قول شيئ...
فقط عيناي رمشت بسرعه اكبر بينها يغمض عينه ويتحول لذرات غبار حمراء...
يا إلهي لقد جننت تماماً..
مازلت انظر لذرات الغبار الحمراء وانا اشعر بسحابه ظلام تغشي عيناي تدريجياً وبسرعه.
لم اكن قادره علي الحركه نهائياً.
بعدها لم اشعر بشيئ..!
______________
*بيب...بيب...بيب*
رنت ساعة المنبه المزعجه.
قطبت حاجباي بخفه وانزعاج من صوتها...
تقلبت علي السرير الحريري الذي يجعلك تريد النوم اكثر...
وفجأه....عادت إلي ذاكرتي..!!
سطح المبني...الموت....ذلك الفتي..!
فتحت عيني فوراً بصدمه وانا اجلس بفزع علي حافه السرير.
شهقت بصدمه عندما لاحظت بأني لست في غرفتي..إنما في غرفه مختلفه!!
تفقدتُ نفسي من رأسي حتي اخمص قدماي..
لا يوجد حتي خدش واحد،لا اشعر بالالم،لا ازال ارتدي ثيابي..لكنها كانت جافه!!
لا ازال استطيع سماع صوت هطول المطر بغزاره خارجاً،وصوت الرعد كان قوياً جداً.
ماذا يحدث بحق الله؟!هل فقدتُ ذاكرتي!!
لكنني اتذكر بوضوح قفزتي من اعلي المبني..
لكن ماذا حدث بعدها؟!هذا ما لا اعلم عنه!
نظرت حولي للمكان الجديد.انه افضل بكثير من شقتي القديمه المهترئه.
هذه اوسع وتبدو اكثر رفاهيه..انها شقه متكامله كما يبدو!!
إبداءاً من السرير الحريري..مروراً بتلك السجاده المزركشه والاثاث الفخم...وإنتهاءاً بالستائر القرمزيه...
صفعتُ نفسي لأتاكد اني لست احلم،وشعرت بالالم حقاً!
رتبت شعري بسرعه بيدي وانا انظر حولي بخوف وحذر من ان يدخل اي شخص الان..!
ازلت اللحاف من جسدي ببطء،وارتجفت قليلاً حالما لمست قدمي الارضيه الرخاميه البارده.
اتجهتُ نحو اقرب دورة مياه،وكانت غايه الفخامه كما توقعت.
لكنني لم اتعب نفسي في التحديق بها،بل ركضتُ بسرعه نحو المغسله وغسلت وجههي بالمياه البارده،ثم نظرت لأنعكاسي علي المرآه التي لا تشوبها شائبه.
لم يتغير اي شيئ بي،مازلت كما انا...
لا يوجد اي جرح سوى ذلك الجرح الصغير على طرف شفتي.
لاصقة الجروح التي كانت تغطيها لم تعد موجوده الان..فأراهن انها إبتلت بالكامل امس.
لاتزال ذكريات الليله الماضيه واضحه في ذاكرتي حتى سقطتُ من ذلك المبنى.
ظهر وجه الفتى في مخيلتي مره اخرى.

"لا يمكنك الموت.ليس الان"
"عليكِ ان تعيشي حالياً.نحن نحتاجك"

ماذا كان يعني بتلك الكلمات؟!
من يحتاجني؟ولماذا لا استطيع ان اموت الان؟!
لا اعتقد انني احتاج المزيد من الالغاز الغامضه في حياتي.!
خرجتُ من دورة المياه وانا شاردة الذهن،وحالما رفعت رأسي رأيت فتى جالس على الاريكه الجلديه السوداء وكان يحدق بي بتلك النظرات التي لم استطع تفسيرها كان يمنحني شعوراً مخيفاً ايضاً..!
نظرت له بصدمه وتجمدتُ في مكاني..
هل هو مالك الشقه؟!كيف دخل ولم يحدث اي ضجه تجعلني انتبه لدخوله؟!
وقف من علي الاريكه وهو مستمر التحديق بي.
كان يرتدي معطفاً جلدياً اسود وبنطال اسود ايضاً.
بل ملابسه بالكامل كانت سوداء.
كان شعرخ مصفف علي طبيعته بلونه البني الغامق مما منح بشرته لوناً فاتحاً.
كانت بضع ذرات الغبار الحمراء مألوفه جداً جداً تتراقص من حوله...إنه مألوف بعض الشيئ....!
شعرتُ وكأن الظلام يبتلعني بسبب نظراته المخيفه البارده.
وكأنها تكاد تنافس برودة القطب الشمالي..
لحظه.....!
إنه هو نفسه...!
إنه ذلك الفتي الذي قفز معي امس!!
فجأه كسر الصمت بيننا وبتر سلسلة افكاري وهو يقول بنبره طبيعيه:"كيف تشعرين،ايونجو الخاصه بس؟"
اتسعت عيناي بقوه علي ما سمعت..
ماالذي يقوله الان بحق الله؟!
_____________________
Stooooooop ✋
كل سنه وانتوا طيبين ويكون رمضان خير عليكوا..
بجد انا بكتب البارت ده في يوم كامل من كتير التعب...
.
.
المهم انا بعد كده هنزل البارت بعد الفطار مش هقدر انزله وانا صايمه.

سيمفونيه الشياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن