٢

36 4 0
                                    

:هل تتذكرين ذلك الذي خطبك مرتان؟
سكتت..
: جاء لخطبتك مرة اخرى وعندما اخبرته ان الرفض ليس منا بل منكِ ابتسم وقال:
"لعلّ الله يحدث بعد ذلك امرا لا بأس انني اطلب يد أختك مرة اخرى"
سكتت مره اخرى..
عقد اخي يديه وقال: انه يملك مشاريع كثيره و ذو رزق حلال سألت عنه في كل مكان ، عمره ٢٥ سنة ، عائلته كلها ملتزمه ، له اخ اصغر منه بسنتان طالب، و اخت متزوجه تملك ذرية بلفعل ، اباه و اماه لا زالا بصحة طيبه عندما رأت اباه ظننته اخا له تبارك الله ، الكل يمدح اخلاقه وهو امام في التراويح كما قيل لي ، سألت عنه حتى في مقاهي بيته المجاوره و جيرانه ، المقهى اخبرني انه لا يأتي الا نادرا عندما يكون مع احد بخصوص العمل و مدحوه لي و جيرانه لم تبقى كلمة طيبة الا و قالوها ، اضطرت للذهاب لمسجده المجاور يومان كي أتحقق و أسأل جيدا ، كان هناك عجوز في المسجد قال "ان كنتَ نويتَ بسؤالك هذا عنه خيرا فهذا الشاب أمثاله قلة و ان اردت به شرا فابتعد عنه"
وضع اخي يده على دقنه وقال: عجوز المسجد يدافع عنه و يخاف عليه و يمدحه للغريب اين وصل هذا الشاب في تعامل الخير مع الناس؟ ، انه حسن الوجه لكن لن يكون بجمال اخاك الاكبر انزلي توقعاتك!..
ضحكنا ثم اكمل: هل لكِ سؤال؟
سكتت ثم قلت: ماذا عن دراسته ؟ ماذا يحفظ؟
ابتسم ثم قال: حافظ للقرآن باكمله طبعا و لم اسأل عن شيء اخر يمكنكي السؤال عنه في النظرة الشرعيه و هو درس التجاره و نجح فيها كما قلت لك.
احمررت خجلا و انزلت رأسي ثم قال: كبرتي يا هذه البارحه كنتي تلعبين بكتبي الان الرجال كلما رفضتي زادوا رغم انكِ لازلت طفلة
ثم وكز رجلي ب اطراف اصابع رجله ثم قال: فكري جيدا فيه فانا لم آتي لأقول كل هذا الا وانا متأكد منه! ، استخيري و القرار قرارك....اما الان اريد شاي
ضحكنا و ذهبت لاحضر له الشاي ووجنتيّ حمراء اكثر من الشاي!
تلك الليله لم أنم جيدا جلست افكر كثيرا و كثيرا
اصراره ، ثم الآيه التي ذكرها ، عمله ، حفظه ، كلام الناس عنه ، و ثقة أخي به ، ظللت افكر في كل كلمه قالها اخي عنه حتى بدأ يراودني النوم فنهضت لصلاة قيام الليل وبعدها لم أعرف فقط صليت صلاة استخاره اتوكل فيها على الله ثم راودني نوم جميل على السجاده لأستيقظ على صوت صلاة الفجر صليته بعد الوضوء..
ارتديت ملابس و اخذت كتبي وانا في نشاط جيد كنت فرحانه مبتسمه دون سبب حتى
ذهبت بسيارتي ولاحظت ان تلك السياره جميلة الطراز واقفه في نهاية الحي ، لم أهتم
امضيت يوما عاديا و اخبرت امي انني بعد صلاة الاستخاره راودني نوم لطيف جدا و استيقظت براحه كبيره ابتسمت ثم قالت: وكلتي امركي لله الان فكري وبعدها اخبريني بقرارك
هززت رأسي بالموافقه وبدات امي تحكي لي عن تفاصيل اكثر عن عائلته و اصله..... و تفاصيل لم يخبرني بها اخي فلا شيء اكثر دقة من الأم ، مما علمتُ انه ذو صلة قرابه بعيده فجده كان قريبا لجدتي ، كما علمتُ اكثر عن اخته بارك الله فيها و أمه بل كل عائلته ف أمي لم تترك احدا إلا و سألته عنهم..
بعد اسبوع من التفكير وكلما ملت للرفض احس بضيقه وان ملت للموافقه احسست بالرضا اخبرت امي انني موافقه لكن اريد الرؤية شرعيه وان حدث توافق سأكتفي بالخطوبه حتى اكمل اختباراتي النهائيه ، فرحت امي و اتصلت باخي بنفس الدقيقه و اخبرته برأيي.
وبعد يوم اخبرني اخي انه سيأتي بعد يومان للنظره هززت رأسي بالموافقه وانا يتآكلني الخجل من أخي ثم ذهبت لغرفتي افكر بخجل من شكله وما ألبس غدا و بعدها اختفى الخجل و تحول لجدية افكر بما سأسأله وما سأشترط و يجب ان أرى اهله و...و...
تفكير طويل انهى المطاف نوم هنيئ.
مرت اليومان بسرعه و جاء اليوم الموعود ، انني اعرف ما اريد بالفعل ، لبست فستاني طويل الاكمام ساتر الجسم ذو اللون البني و لبست حجابا افتح منه درجه و بينما هو في غرفه المعيشه مع اخي و انا انتظر النداء كانت معي امي تقرأ اذكارها علي و تدعي بالتيسير و بعد دقيقه ناداني اخي فذهبت وانا احس ان قلبي سيخرج من مكانه.
وصلت للصاله مطأطئة الرأس ، احسست بأن دمي فار لوجنتي وانا احس بنظرات العريس عليّ ، رفعت رأسي بعد ما القى السلام فابتسمت ابتسامة بسيطه ارد فيها السلام ، لقد كان وسيما و طويلا و عريضا ايضا و شكله مألوف..جلست جنب اخي وهو جلس مقابلي سألني عن الحال و رددت ب "الحمدلله" اراد اخي الاكبر ان ناخد راحتنا لذلك ذهب تاركا اخي الاصغر رغم ان لافرق كبير لي لكن اضنه فرقا كبيرا للعريس....
-
اللهم صلي وسلم على سيدنا و حبيبنا محمد⭐️

لَعلَّ اللَّهَ يُحدِثُ بَعدَ ذلِكَ أَمْرًا..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن