نهضت من السرير و تربعت على الارض من الصدمه كأن قنبلة تنزل من السماء رميتُ هاتفي بعيدا في توتر ابتسمت في صدمه.. يالي من غبيه لقد رآى انني كتبت!! لم الاحظ انه كان متصل في التطبيق! اهتز هاتفي من رسالته فدق قلبي اسير ببطء للهاتف فألتقطه لأرى رسالته (كلي آذاني صاغيه تفضلي❤️!) ابتسمت بذعر كتبت بسرعه كي لا يحس بتوتري فقلت (لاشيء) قال ( لا بأس أنا أيضا اكتب فأمسح ما أكتب ليس كل شيء يُرسل..) ارسلت (😂) خفت ان يطول الصمت اكثر ولن يرد فلم يجب سوى (😂😂) و جلسنا لخمس دقائق متصلين في التطبيق على علم بأننا ننظر للمحادثة نتمنى ان احدنا يرسل شيئا لكن لم يتجرأ أحدنا، لا أعلم اننا نُعتبر زوجان لكن لا أريد أن أُعطي مشاعري كلها و أفتح الستائر عن مافي قلبي لا أريد أن يحدث ملل أو أن يضجر أحدنا أو حتى أن نأخذ انطباعا سيئا من وراء الشاشه بسبب مشكل بسيط ، أغلقت هاتفي بحزن لأخلد للنوم وانا سعيده و محرجه و حزينه كل هذه المشاعر التي لا تجمع جمعها في قلبي لأول مره! أُحس معنى الحب الحقيقي أُحس بتلك المشاعر التي لا طالما أقرأها في الكتب فقط ، كيف لقلبٍ بل فقط أحد أعضاء الجسم مهمته ضخ الدم يستطيع أن يرسل تلك المشاعر للعقل كيف يُمكنه نجسها و الشعور بها ، سبحان الخالق الكامل!
غدا نهضت للفجر كالعاده و رجعت للنوم لتيقضني امي وتقول (زوجكِ قادم بعد قليل!!) نهضت بذعر لأنظر لامي بصمت واقول (هل اصبحتُ احلم كثيرا به! ، ما درجه الشوق هذه) ورجعت اتمدد لكي انام لتهزني امي مره اخرى وهي تقول(يا هذه بسرعه انهضي!)
استوعبت انه ليس حلم و استفسرت من امي لتقول (يجب ان تختارو اثاثكم انه قادم انهضي!)
نهضت بسرعه اتجهز وانا متوتره اخذت حماما باردا ولبست عبايتي و خماري و فوقه نقابي و قبل ان البس قفازي تمعنت في ذاك الخاتم الذي لُبس لي بيديه ذلك اليوم تحت التصفيق و التباريك كيف عُقد اسمه بإسمي و حتى أيادينا فيها خاتمٌ يثبت الملكيه! ، انهيت وقد كان ينتظرني بالفعل نزلت في الدرج بسرعه و وقفت امام الباب قبل فتحه لمده اخذ نفسي لأفتحه مطأطأة الرأس ، كان واقفا امام السياره ابتسم بغمازتيه لأبتسم ايضا فقلت (السلام عليكم) رد السلام (وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته) فتح لي باب السياره فدخلت وانا احس قلبي يغلي! ركب هو ايضا وهو يحرك السياره ويقول مبتسما ( كيف حالكِ زوجتي) ضحكت بصمت و ادرت رأسي للنافذة وانا احس ان لون وجهي تحول بالفعل لأشبه بالطماطم و ابتسامتي ستصل لأذني تقريبا قال ضاحكا (مابك؟) التفلت له فسكت ناظرا لعيني حتى قال (استطيع اعرف انكِ تبتسمين من عينيكِ الجميلتين هاته انها تضيق..) ادرت عيني عنه وقلت (الحمدلله وانت؟) وانا قلبي يتشقق فرحا!
فضحك وقال (اللهم لك الحمد ، سنذهب لتري المنزل اولا ثم نخطط كي نرى الأثاث هل لكِ خطط بالفعل زوجتي؟) ابتسمت مرة اخرى وقلت (ليس كثيرا لقد رأيت الصور لكني احتاج لرؤية المساحة) التفت اليه اجده حتى هو خجلا يبتسم ناظرا للطريق ، نظر لي فأزددت خجلا و ادرت رأسي للنافذة مرة اخرى وأكملت (هل تُحب القرائة؟)
تعجب من سؤالي المفاجئ فرد باسما (نعم!) قلت (انا ايضا لذا يجب ان نحصل على مكتبة) ضحك وقال (تحبين الكتب...ماذا ايضا؟ قد اخبرتني خالتي فلانه "التي دلته علي" انكِ في يوم احضرت احدى الطالبات لك وردة ففرحتي كثيرا اليس كذاك؟) ضحكت بصمت فقلت (نعم احب الورد كثيرا و الكتب) تنهد وهو يضحك و حك طرف انفه و فتح النافذة فقال (الجو جميل اليوم) هززت رأسي بالإيجاب مبتسمه وانا اعلم انه خجول .. فأكمل (ما فصلك المفضل؟ ما مشروبكِ المفضل؟ ولونكِ؟ زهرتكِ المفضلة؟) فنظرت له فنظر بتفاجئ من أسئلته المتعدده فقال ( هل سألت كثيرا؟ ،اسف) فضحكتُ و ضحك هو ايضا .. كنا هكذا لم نتعامل مع غرباء من جنسنا المغاير غير محارمنا كلانا في خجلٍ من الأخر ولا نعرف ما نقول كلانا ملهوفين لبعض فضوليون لبعض ومتنا شوقا بالفعل.. قلتُ وانا لازلت اضحك وهو ايضا (لا مشكلة ابدا..احب فصل الشتاء اكثر لكن لا امانع اي الفصول الا الخريف و الربيع عند تغير الجو امرض اغلب الوقت..احب الشاي و الحليب الدافئ بالشوكلاته ولا امانع العصائر البارده) ادركت انني لا أحدد شيئ فأنزلت رأسي قائلة (لا تظن اني احب كل شيء) ضحك هو ايضا وهو يستمع لي بكل ذرة فيه فأكملت (حسنا دعني اقول انني افضل الحليب بالشوكولا و الشاي ، لا امانع اي لون كل الالوان جميلة..لم افكر يوما بزهرتي المفضلة احب الزهور عامة عندما اعرف ما زهرتي المفضلة سأخبرك) قال (وعد؟) ابتسمت ضاحكه وقلت(وعدا ان شاء الله ، ماذا عنك؟) قال (احب الشتاء ، القهوه احبها لكن لست مدمنا لذا اشرب الشاي معضم الوقت تجنبا لادمانها ، احب اللون البني..امم لا اظن انني اميل للزهور لكن يجب ان اتثقف فيها لأجلك..) نظر لي باسما فضحكت اشيح بعيني عن عينيه الجميلة جدا!!
قال (انني ايضا اريد مكتبة في بيتنا بإذن الله هناك غرفه صغيرة سترينها هل تريدين تحويلها مكتبة؟) نظرت له مبتسمه فقلت (خيرا ان شاء الله لا امانع ابدا!) ضحك فضحكت ايضا واذا بنا وصلنا للبيت المنشود "عش حبنا او مملكتنا!" قال وهو يركن السياره (البارحه بعد المحادثه القصيره التي حدثت احسست انني سأفقد عقلي ان لم ألقاك فلم أجد نفسي الا قد اتصلت على اخاك بعد صلاة الفجر خبره انني سأصحبكِ اليوم) نظرت له بتعجب من صراحته وهو ينزل من السياره ثم جاء لبابي ليفتح الباب فبتسمت فقال (يجب تغطيت عنينك لي فهي اكبر فتنة كما هي فضاحه اعرف انكِ ابتسمت من خلالهما) ابعدتُ عيني عنه بخجل فضحك ، دخلنا المنزل بقدمينا اليمنى فقلنا في نفس الوقت بسم الله ، قال وانا انظر للبيت (لا ينقصه سوى الأثاث و اميرته) فابتسمت من كلامه العذب فقال مبتسما (فصلته على ان يكون واسعا!) ضحكت وانا اقول (ارى ذلك تبارك الله) بدأ يأخذني من مكان لمكان نخطط ما نضع هنا وما نفعل هنا لم يكن كبيرا جدا لكن بالنسبه لنا قصرٌ أساسه نحن ، ولما وصلنا للغرفه التي اخبرني بها كانت جمييييلة تملك تلك الشرفه الواسعه فقلت (انها جميييله) كان الهواء البارد يدخل من الشرفه فطار نقابي للحظه فأنزلته ضاحكه وقال بحياء اراه من عينيه (اراد الهواء ان يسقي شوقي) ثم قال بخجل وهو يبعد عينه عني (ما رأيك بتصميمها) قلت بحماس ( نريد كنبة هنا و كراسي في البلاكونه!) ضحك من حماسي وقال( ماذا بالنسبة للرفوف؟) قلت (ان اخبرتك انني اريد رفوفا من الارض للسقف ما رأيك؟) قال منزلا من طوله ليصل لطولي ( ما خرج من فاهك هو رأيي ولا أقول له سوى حاضر!) غمازتيه سلبت لبيّ بالفعل! جلست اتمعت فيهما فابتسمت اشيح بنظري خجله اتوجه للشرفه قائله (الجو جميل...) ضحك يعلم انني اقلد ما فعل قبل قليل ليعلم انني استحيت.. تبعني وانا واقفه في البلاكونه فقلت (بارك الله لنا في بيتنا و علاقتنا و ادامهما) سكت مبتسما ينظر لي فقال (امين) اكملنا ثم رجعنا للسياره فاليوم طويل جدا
-
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ⭐️
أنت تقرأ
لَعلَّ اللَّهَ يُحدِثُ بَعدَ ذلِكَ أَمْرًا..
Short Storyكُنتُ فقط ١٨ حين تطوعتُ للمسجد أُساهم في تحفيظ القرآن للأطفال.. ظننتُ أنها فقط معلمة معي.. حسبتُ أنه كأي احد تقدم لي.. و ظننتُ انه كأي شخص أَمّرُ من أمامه.. لم أكن ناضجه على حسب ظني.. وكنتُ جازمة على الرفض قطعا.. لكن الله أحدث بعد كل هذه الظنون أمرا!