بعد ٥ ايام- يوم الزفاف المنتظر
بكامل حلتي كعروسه ، فستاني البسيط الابيض الذي رغم بساطته الا و يُعرف انني عروس
وقف منتصف القاعة ينتظر نزولي و المصوره تصور هذه اللحظات ، نزلت من الدرج ماسكة الورد في يدي..
دعني أفصل في هذه اللحظات جيدا و أشرح مافي لبّي!..
كان يبتسم بتلك الابتسامه الجميله!! بتلك الغمازتين الخفيفة الجذابة!! لقد احمرّت خديه كالزهور المتفتحه..كان نور وجهه يبث في القاعة ، لحيته السوداء و ثوبه الأبيض و كامل حُلته ، عندما تنحنح و أنا أنزل من الدرج و همس ب "اللهم بارك" ، ابتسامته كادت تصل لأذنيه من وساعتها ، تهلّل وجهه الشبيه البدر ، وقفته الرجوليه و عينيه الجذابه التي تتبعني حتى وصلتُ له ، فأنهى خطتهُ الفتّاكة و غرس خنجره في قلبي عندما قال بصوته الفاتن "السلام عليكم ... يا مرحباً" ، تقدم و قبل جبيني و أظنه علم أنني أحترق خجلا عندما أحس بحرارتي....
لا أعلم بشعوره حينها فلا أستطيع الجزم ، لكن شعوري أنا؟
برزت النجوم في سمائي تصفق لهذه اللحظه وفار الدم لوجنتاي فور رؤية وقفته في القاعه ، و دمع القلب الذي بقى وحيدا يرفض شهوات الدنيا فقط ليبقى عفيفا لهذه اللحظه ، رُبما بكى حبا ايضا حتى ورُغم قصر المُده و حدود التواصل معه لكن أظن عندما عُقدت أسامينا ببعض عُقدت القلوب ايضا ، و لستُ ملامة أبدا عن حبي له أبدا!
رددت السلام "وعليكم السلام" توقفت ضحكتي عندما حضنني...
ذلك الحضن الذي اردته من وقتٍ طويل ، يديه تقيدانني و قلبي يحاور قلبه..
بادلته العناق .. طال العناق لدقيقه تقريبا وانا كنت اضحك ، لم يرد ان يبتعد..حتى انا...
قالت المصوره وهي تبتسم: يا عريس
فك العناق وهو احمر الوجه و عيناه تلمعان
قلت مبتسمه: الن تقول شيئا؟
قال: بارك الله لنا و جمع بيننا في خير.
قلت: آمين..
ضحك وهو ينحنح خجلا ثم قال: انتِ بدر الليله..
ضحكتُ خجلا ، كاد يأكلني تتبعا بعينيه ثم أكمل:
بل البدرُ و كُلُّ النجومِ..
بل الشمسُ غارت مِن رونقكِ..!
ابتسمتُ انظر لعينيه و اتماسك بصعوبه من الذوبان ، كلانا منسحرٌ بجمال بعضنا البعض..كلانا لا يعرف أن يُخرج مافي صدره للثاني لكن العيون كفّت.
ثم بدأنا نأخد من الصور القليلة ما نأخذ ذكرى لأطفالنا..
بعدها بدأ الحضور بالقدوم الذين لم يكونو سوى الاقارب فقط ثم ذهبتُ أزّف للحضور (النساء)
..
أُكمل الحفل الذي كان عشاءا بسيطا و تحلية و فرحٌ دون ذنوب و موسيقى .
..
انتهى اليوم على خير و لبست نقابي و قفازي الابيضان و توجهت لسيارة عريسي برفقة اخواني
كانت ابنة أُختي هي من تُمسك يدي تقودني و أخواني بجابني كما أن أعمامي و خوالي بجانبه ، سلمو علي و عليه و فتح لي الباب لاركب ثم بعدها ركب لننطلق
تبعونا بسياراتهم لمده ، ندق أبواق السيارة و نتسابق بالسيارات..
نظر لي وهو يقود ثم قال: زوجتي..
التفت له و الخجل يأكلني
اخذ كفي و ربط كفه بها..
: هل انتِ جائعه؟
هززت رأسي بالايجاب وضحكت من سؤاله هذا ، فقال: انا ايضا...
ضحك بشده ايضا ثم اكمل بعد ما هدأنا من الضحك وقال: لا اعرف ما اقول حقا...
صمتت مبتسمه
قال: اللهم لك الحمد جمعني بكِ و بحبي الذي دفنته حتى رأيتكِ بالأبيض ، اخيرا انا زوجك و انتِ زوجتي ، الحمدلله الذي كتبني في قدركِ و كتبكِ في قدري ، ادامكِ الله لي! و والله انني لأفرح بوجودكِ في حياتي و بكونكِ زوجتي و ام اطفالي مستقبلا وانكِ من ستُمسكِ يدي عندما اشيخ و من ستربي اطفالي وانا صافي البال عارفا انهم للحق مؤيدون و من الشريعة شاربون و من العلم شابعون و على العقيدة هم غيّورين ، من يوم ما حدثتني خالتي عنكِ وانا اقول ربِ اكتبها لي! رب اكتبها لي! ولعلها الدعوات استجيبت و الحياة في طريقنا ازهرت فالحمدلله زوجتي الحمدلله
كانت في صوته الفرحه بشكل جميل و بنبرته السعاده بشكل جذاب كان اسلوبه و ثقته فيني جعلا وجنتاي تحمران خجلا قلت: الحمدلله زوجي الحمدلله كله فضل منه الحمدلله
نظر باسما لي فنظرة باسمة له ، قبّل يدي ...
أخذ مسكتي و فتح السقف يلوح بها تحت ابواق السيارت تتبعنا و انا اضحك وهو ايضا
وصلنا للمنزل..
فتح لي الباب فدخلت برجلي اليمنى فقال: مرحبا بكِ يا بيتكِ..
ابتسمتُ و دخلت
كانت هناك هادايا موزعه في البيت ومنها باقة ورد كبيرة جدا ، فيها الكثير من الالوان وانواع الزهور ، دعني اوصف ما رأيته بدقه ، كانت كبيره جدا!!! بل جداا!! فيها كل الالوان تقريبا! جميلة بشكل لا يصدق!! اغلق الباب ثم نظر لصدمتي مبتسما فقال لانظر له بعينين واسعتين: قلتي انكِ لا تعلمين ما نوعكِ المفضل و تحبين جميع الالوان..
نزعت قفازاي و وضعتهما على طرف الكنب ثم فككت نقابي و وضعته بجانب القفزان كان ينظر لي وانا انظر فقط للورد مبتسمه ، تقدمت للورد و حاولت حمله ، حملتهُ رُغم ثقله ليأتي ليساعدني و يضعه فوق الطاولة قال: اسف لم اضعها على الطاولة ظننت ان تكون في المدخل مباشرة اجمل .
لم اجبه كنت مبتسمة انظر للورد جلس متكئا بظهره واضعا يده على الكنبه فجلست بجانبه و الورد أمامنا
: فلان ما هذا؟!!
قال: باقة ورد لا تضاهي الورده البيضاء التي اراها أمامي..
: فلان...
ضحك فقال: هل اعجبكِ حقا؟
ملت اشم عبقها ، مختلفه العبق من كثرة انواعها الا و انها طيبة الرائحة!
قلت بعد ان شممتها : رغم اختلافها الا تناجس العبوق جميل!
كان يبتسم ناظرا لي لا غير
قلت: فلان...شكرًا
مسح على رأسي وقال: لا اريد سماع هذه الكلمه كل ما سأهديك اعلمي انه واجب علي
نظرت له بحب و عينان تفيضان مشاعر
ضحك و مال ليشم عبقها فقال مازحا: هل لديك حساسيه لما عيناكِ هكذا؟
ابتسمت له بحب ووضعت رأسي على كتفه وقلت: فلان انها شديدة الجمال!!...
انصدم من حركتي هذه التي فعلتها دون ادراك
قلت وانا ابعد رأسي عنه: ان كنت جئت بها من اول مرة خطبتني لكنتُ وافقت بدون مهر!
ضحك بشده ثم قال: اظن انها ستنام بمكاني اليوم
نظرت بنظرة حاده ، فضحك اكثر ثم قلت : اين سأضعها اخاف ان تذبل!
: لن تذبل بسرعه
كان بجانبه حقيبتي التي حملها عني عندما دخلنا اخذتها و اخرجت منها الهاتف و صورتها وانا لازلت مندهشه بها..
قبل رأسي وقال: والله لو ما في قلبي احصوه وردا لكانت المدينه كلها ورود
ابتسمت له ابتسامة خجوله فأمسك يدي وقال: هيا لتري غرفتنا و ترتاحي وانا سأجلب العشاء
نهضت و صعدنا فوق ، دخلنا الغرفه و ابتسمت من منظر جهازي المزين الذي اوصله اخواني البارحه و بعض هدياه
فقال: هدايا اهلي وضعتهم في غرفة الكتب
نزعت حجابي و اطلقت العنان لشعري وقلت بفرحه:كل شيء جميل!
نظرت له لأجده ينظر لي مبتسما
حضنتُ خصره قائلة: لم تقصروا..
تنحنح خجولا فأنزلت يدي وقال: سأذهب لأحضر الغداء زوجتي
هززت رأسي مبتسمه..ذهب و نزلت بعده التقطت صورا اكثر للهدايا و الورد وشكل البيت ثم اخذت قفازي و نقابي و حقيبه و مسكتي و صعدت فوق
علقت النقاب و الحجاب في غرفة الملابس و وضعت الحقيبة ايضا
كانت غرفة الملابس فيها جهازي كله مرتبا و مزينا كما زينته..
اخذت لي ملابس نوم مريحه و اخذت حماما لجسمي فقط دون شعري ثم بعدها خرجت من الحمام رطبت و تعطرت
اخذت اقلب في هاتفي من مباركات و رسائل حتى سمعت باب المنزل يفتح لأسمع صوته ينادي "زوجتي.." نزلت مسرعة من الجوع ، احضر طعاما لذيذا بالفعل قال وهو يحك رأسه مبتسما:نسيت ان أسألك ماذا تريدين ؟
رفع عينيه لي وأخذ ينظر لي مبتسما ، جلست على طاولة الطعام افتح الطعام اما هو بقي محدقا لي فنظرت له ، تنحنح و ذهب ليغسل يده قلت: شكرا على الوجبه..
ابتسم وهو قادم لي وقال: انه واجب ، هل تعجبك؟
هززت رأسي بالموافقة وانا مبتسمه افتح الطعام له
ابتسم وقال: الحمدلله خفت انه لا يعجبك و نسيت هاتفي هنا
جلست امامه وقلت وانا افتح العصير له: حسنا اذا لكي لا نقع في هذه المشكله مرة اخرى ، لا املك مأكولات كثيره اكرهها لكن لا افضلها، لا احب الطماطم ان لم يكن مطهيا لكن استطيع اكله في السلطة ان كان هناك ما يُغطي عن طعمه ، اممم هناك منتوجات ايضا لا احبها .... هناك الكثير من الخضروات التي لا احبها الكوسه القرع الاحمر و البطاطا الحلوه وبعضا لا اعرف اسمائهم.
كنت ابتسم بخجل من انني لا اعرف اسمائهم و ضحك هو كان يستمع لي بكل ذره يملك قال: درجة صعبة الكره..ماذا عن الفواكه؟
: انا اكثر من يحب الفواكه لكن الاناناس و الكيوي اتجنبهم
اخذت لقمه من الاكل بعد ان سميت بالله احسست حقا بالخجل لقد كان ينظر لي مبتسما ولم يلتفت لأكله
رفعت عيني لأراه ينظر لي بتلك الطريقه الجذابه ب غمازتيه و عينيه ، بدأت اسعل لم استطع ان ابلع لقمتي لقد توقفت في حلقي ، فز لينهض لي و بدا يمسح على ظهري وانا اضرب صدري كدت ان اختنق اخذت العصير و شربته و الحمدلله لم يحدث شيء
قال: خفيفة خفيفة بإذن الله ، هل انتِ بخير؟
قلت: كان يجب الا تنظر الي
ضحك وقال: لم أقاوم..
رجع لمكانه و اخذ يأكل مبتسما ، هذه المره انا من جلست اتابعه مبتسمه وانا لست مدركه بعدها قلت: ماذا عنك؟
قال و انا اخذ لقمة اخرى: لا اظن انني اكره مأكولات مثلكِ ايضا لكن احب السمك و (أكله تقليديه) كما ان الخضروات احبها كلها تقريبا سأعلمكِ اسمائهم (قالها مازحا) اظن ان الفواكه لا اكره احدهم لكنني افضل البطيخ الاحمر جدا!
قلت: رُغم انك تحب الشتاء لكن تُحب البطيخ الاحمر
ضحك ثم قال: ماذا تحبين غير موضوع الاكل مكان او هوايه؟
: مكان؟.....الشاطئ....لا أعلم لما لكنني احبه خصوصا في الشتاء عندما الكل يهجره .... لا امانع ايضا صيفا او خريفا او ربيعا احبه في كل الفصول لكن احب الشتاء اكثر
قال وهو يأكل: لما الشتاء خصيصا؟
قلت بحب: هل تعرف منظر المطر على الشاطئ؟
سكت ثم قال: لا أظن..
قلت: افضل منظر قد تراه...احب حقا الشاطئ كما انني احب القراءة .. اخبرتك بهذه المعلومه نسيت
قال: حتى لو عدتيه فإنه يخرج من فاهك كل مره احلى و احلى
ابتسمت خجلا و نظرت لصحني قال: ارجوك اكملي
قلت: لا اعلم اظن انني نسيت..
ضحك وقال: لهذه الدرجه غزلي جميل
نظرت له مبتسمه وقلت: اممم احب الكتابة كتبتُ كتابا بالفعل
نظر مندهشا فأكملت: نعم روايه،انه سر لا يعلم به الا عائلتي و استاذة سابقة لي هي من ساعدتني على نشره كما أن خالتك تعلم
قال: ما اسمها؟
قلت: **** سأعطيك نسخة مجانيه لأنك زوجي
ضحكنا ثم قال: لم اتوقع ابدا!
قلت: لقد ظننت أن خالتك أخبرت....
قاطعتي قائلا: لا لا ، انني اعلم بالفعل
غمز لي وقال: لم اخطبك حتى عرفت عنكِ جيدا
ضحكت و اكملت : لقد نشرته في عمر ١٦ في الواقع و قد انتهي من كتابي ليست روايه لكن هذه السنتان كنت منشغلة جدا لذا لم اعطها ذلك الاهتمام
قال باسما : مدهش زوجتي كاتبه!
ابتسمت و اكملنا اكلنا و سألته نفس السؤال فقال: انني مهتم بالسيارات و الدراجات الناريه يمكنني ان اعرف ما النوع الدراجه من نظره بعيده واحده كما انني احب الصحراء و مقهى قديم سنذهب له يوما ، تعلمت القنص من سنتان انها تعتبر هوايه اظن
قلت: جميل جدا! انني احب وكوب الخيل... لم ارتادهم سوى ٧ مرات اظنني محترفه قليلا هل هذا يعني استطيع ان انافسك في مواهب البريه؟
ضحك و ضحكت ثم قال: انا ايضا احبه لنفعله سويا
ان شاء الله
قلت: ان شاء الله ، ماذا تريد ان نفعل ايضا سويا؟
ابتسم ناظرا وانا اكل فقال: الاكل ان كان يجعلك لطيفه و سعيده هكذا دائما لن تكون الطاوله فارغه..
لم افهم قصده في البدايه فنظرت له بفراغ فضحك ثم قال: ماذا تريدين ان نجرب انتِ؟
بعد ان فهمتُ قصده بلعت لقمتي التي اوقفتها لأفهم فقلت احرك يدي نفيا: لا لا لا تظن انني نكديه ، فقط لست متعوده عليك.الاكل ليس له دخل صدقني
ضحك وقال: اعلم اعلم لقد مزحت معك
سكتت
: ماذا تحبين ايضا؟
:احب الرسم ، لست موهوبه جدا لكن عندما لا أملك شيئًا لأفعله امسك فقط قلم و ورقه
:انني رسام محترف
نظرت له بصدمه
ضحك وقال: امزح امزح
قلت وانا احرك الملعقة في صحني:اخبرتني خالتك (التي دلته علي)..أنك تحب الموالح اكثر من السكريات
هز رأسه إيجابا وهو يأكل
: دعني اخبرك ، لا تتوقع مني اعاجيب في الاكل..
ضحك وقال:لا بأس صدقيني
تحت ضوء القمر و لمعان النجوم أكملنا الوجبه و نحن نتكلم ، عندما كنتُ اسكت كان يفتح موضوعا اخر ، التوافق بيننا كان كأمواج بحرٍ هادئة ، كأجنحة العصفور..تتحرك بتوافق ليحلق دون تعثر ، كان كثير المغازلة لقد جعلني أُحس أنني أجمل فتاة في هذا الكون ، لم يكن يُخفي شيئا في قلبه إلاّ أخرجه فيجد مني الا ابتسامه بخجل أو ضحكة صامته ، لا أعلم حقا ما أرُّد لكن لا أظنه إنزعج مني بل أظنه كان يفهمني ومتفهم.
إنتهت تِلك الليله بعد ما ذهبنا لحضن النوم بعد يومٍ مُتعب و جميل جدا.
-
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم.
+
⭐️
أنت تقرأ
لَعلَّ اللَّهَ يُحدِثُ بَعدَ ذلِكَ أَمْرًا..
Short Storyكُنتُ فقط ١٨ حين تطوعتُ للمسجد أُساهم في تحفيظ القرآن للأطفال.. ظننتُ أنها فقط معلمة معي.. حسبتُ أنه كأي احد تقدم لي.. و ظننتُ انه كأي شخص أَمّرُ من أمامه.. لم أكن ناضجه على حسب ظني.. وكنتُ جازمة على الرفض قطعا.. لكن الله أحدث بعد كل هذه الظنون أمرا!