الفصل الأول I ( المقدمة ) :{ مُحَقِق لندن العَظّيم }

204 7 27
                                    


عزيزي سيد إدوارد بيكر .

منذُ إختفائِك منذُ وقتٍ طويل و لندن مُضطربة بدونك , اختفيتَ عن أنظارِ الناس تاركاً أملاً جديداً للبشرية , قُمتَ بِقمع أشدِ عقولِ الإنسانية شراً و تركتهَا للرماد , لقد تخَلصنا مِن مجُرمٍ عظيمٍ كادَت لندن أن تتحول إلى سرابٍ بسببهِ , والفَضل يعود إليك .. , و لكن يؤسفني القول أنني في داخلي أشعر أن الأمر لم ينتهي , سيد بيكر , المدينة بدأت تعَود إلى ما كانت إليه .. جحيم , المناصب بدأت تترأس تحتَ ظلالٍ شيطانية , و الشركات و المصانع بدأ المجرمون والخارجون عن القانون بالتحكم بها دون وعي من الناس , و الفُرسان العظماء أصبحوا عبيد للمال و الشهوة , والأطفال المساكين يتم تعذيبهم للعمل في المصانع والأماكن القذرة , و ليس بأناملهم الصغيرة حيلة , و بدأ الفقر ينتشر كالنار في الهشيم , لذا عُد أرجوك سيد بيكر , نحن نحتاجُك ... لندن تحتاجك ".

صديقُك الضائع وسط الرماد .. رافي هارتويل.

༺∞━─━────༺♤༻────━─━∞༻

1870 , أنجلترا , لندن

دَخَلَ مِن عُندَ الباب ثلاثة أشخاص , كانوا في مُقتبل العمر , ذوي مَلابس أنيقة للغاية تُظهُر مَدى الثروة التي قد تلمُسها أيديهُم , و لكِن وجوهَهُم كانت حائِرة و التوتر يملأ قلوبهم , دخلوا ليروا أمامَهم خمسة أو ستة ضُباطٍ من الشرطة الواقفين بكل ثباتٍ بينما يجلس أمامَهم رجلٌ طويل , و كان مَظهرهُ غريباً , كان كبيراً في السن , عُمُره يَتَراوح بينَ السِتين والسَبعين , ذو شعرٍ أبيض طويل من الأمام حيثُ كانت شعراتُ رأسِهِ تُغطي عينيه الحادتين اللتين كانتا تُحدِقان في عيني كُلٍ منهم , كان يُدخن بِسيجارته بكل هُدوء حتى قال بصوتِهِ الخشن : " اجلسوا جميعاً ".

نًظًرً الثلاثة إلى بَعضِهما بَعضاً , و ترددوا حتى جَلسوا أخيراً على ثلاث كراسٍ بأعدادِهم , وأمامهم كان هذا الرجل الذي بدا بالرغم من كِبر سنهِ , فهو رجل ذو بُنية قوية , ويبدو نشيطاً , و لكن مازال صوتُه يوحي بالتَعب والإرهاق , أو على الأقل يوحي أنه يفعَل شيئاً هو مُرغم بِه , فبعدَ ثوانٍ من استمتاعه بالسيجارة , قرر رميها بعيداً , و أخذَها من الأرض شرطي كان قريباً من هُناك , في هَذِه ِاللحظة تحدث قائلاً : " مَعكم المفتش غابرييل من شرطة سكوتلاند يارد .. , وليلة أمس وجد السيد إيفانز ميتاً في غرفته معلقاً بسقف الغرفة .. , ثلاثَتَكُم آخِر من تَحدَث مَعهم السيد إيفانز قبل وفاته ".

شَعَرَ المُفتش بالرَهبة الشديدة التي أجتاحتهم عند ذِكر كلمة " ميتاً " , بَلَعَ الجميع ريقه , ونظرت أعيُنهم بعيداً غير قادِرين على رؤية عينيه الحادتين , استطاعَ أحدُهم أن يَجمَعَ شِتاتَ نفسه وقال بِصوتٍ خانق : " هل هذا يَعني أنهُ يَتم إتهامُ أحدِنا على أنهُ القاتل ؟ " .

سلـــسلة لنـــــدن القرمــــــزيةWhere stories live. Discover now