1840 , إنجلترا , لندن , جسر التايمز
نظر إلى لندن بتمعن .. , بعينين خاليتين من المشاعر , سوى بعض بقاقا روحه عندما كان إنساناً آدمياً تحت أرضها مرة ,و لكنه كان بارداً كالثلج و هو يراها تحترق أمامه بنيران جائعة ملتهبة كالحميم , كانت لندن تحترق من كل زواياها , و رائحة الرماد تصل حتى إلى القمة التي كان واقفاً عليها منتصباً , بملابس سوداء كلون الغراب , ولكن عينين حمراوتين كالدم .
سمع بعدها خطوات من الخلف , و عرف إنها الفرصة الوحيدة لإنهاء كل شيء برمته .. في هذه اللحظة دون غيرها .
التفت وراءه ليرى عدوه اللدود .. منافسه , و قال بنبرة باردة بينما يرمي سيفه الملطخ بالدماء بعيداً , الذي كاد أن يسقط في نهر التايمز الغاضب تحتهم , النهر الذي تحول لونه للون الأسود من كثرة الرماد ...
" لننهي الأمر الآن .. , وإلا أحترق كلانا بلهيب النار ".
صمت الآخر .. لم ينطق بكلمة , في النهاية .. هذه المرة مختلفة عن المرة السابقة التي تحاربا بها , فهذه المرة متعلقة بحيوات ناس أزهقت دون سبب بسبب هذا الرجل الذي أمامه .. الذي تحول في نظره من مجرد سارق مغرور يحاول أن يكسب رزقه دون أن يؤذي أحداً ..إلى سفاح متعطش للدماء و الرماد , كان يفكر في نفسه : " ماذا حدث له .. لكي يتحول إلى هذا الوحش ".
قال بينما شعرات رأسه البنية المائلة للحمرة تتطاير بسبب الهواء : " مازال بإمكانك أن تسلم نفسك للعدالة .. يا مورغن ".
أستعد جايمس مورغن في وضعية للقتال , وردد في صوت خشن و غاضب : " لا .. لقد فات الأوان بالفعل . , إما أن أموت على يدك .. أو أرمي نفسي في نيران الجحيم التي صنعتها بنفسي ".
و تقدم بعدها ناحية خصمه الذي كان واقفاً سكاناً و قام بضربه بقوة نحو وجهه جعلت الدماء تسيل من دمه , مسح الآخر الدماء من وجهه , لقد أدرك في هذه اللحظة .. أنه جاد بالفعل .
لذا رفع ظهره .. ووقف منتصباً , و قال له : " هكذا إذاً .. لنفعل .. ".
أكمل بعدها بعينيه الزرقاوتين الحادتين : " لننهي الأمر هنا إذاً ".
و قام هو بعدها بلكمه بقوة شديدة , و أعاد الآخر اللكمة بأضعاف الألم , و قام جايمس مورغن بمحاولة ركل خصمه بقدمه , ولكن استطاع الآخر أن يتجنبها ليقوم بإمساك ذراعه و سحبها بقوة للأعلى ليرميه بقوة على سطح جسر التايمز , وقع جايمس مورغن مترنحاً على الأرض , و قال بينما هو يقف على قدميه : " مهاراتك القتالية لا تخطئ أبداً ".
أجابه الآخر : " لو كانت هناك فرصة لكلانا لأصبحنا أصحاب ... لم أكرهك طوال تلك الفترة الذي كنت مجرد روبن هود يريد قسط يومه , و لكن ماذا ستصبح الآن ..؟ ".
أغلق جايمس مورغن عينيه بإحكام , ثم في لحظة مظلمة هدأت بها النيران الحمراء ... فعم الظلام المكان , و أصبحت رؤية خصمه صعبة , لكن في اللحظة التي عادت الهالة القرمزية في المكان فتح جايمس مورغن عينيه لتلمع عينان حمراوتان شرستان , و ردد :
YOU ARE READING
سلـــسلة لنـــــدن القرمــــــزية
Mystery / Thrillerجَلَسَ مٌنتَصِباً دونَ تَردد , كانَت عيّناه حادتان .. و رأسُهُ مُرتفعاً عالياً بِكُلِ تكَبُر , ولا كأنَ هُناكَ عَشراتِ الأعيُن التي تَعمل للعَدالة تترقَب أن تَضَع أصفادَها على يدِه تَجلُس حولهُ في هذهِ اللحظة , اللحظّة التي انتَظَرها الجَميع .. , أن...