الفصل السادس VI :{ قَضّية عُمُرها خمسُ سَنوات }

31 3 0
                                    


"علي أن أخبركم جميعاً أولاً أن هذه القضية ليست حادث إنتحار , بل قضية قتل بدم بارد ".

وَقَفَ كُل رِجالِ الشُرطة بِرفقَةِ المُفتش غابرييل و جان , و السيدة مكنولي التي وقَفَت عن النَحيب و مَسَحَت عينيها لِترافق الجميع في الدَهشة التي أجتاحَتهُم , اتَسَعت أعيُّن الجَميع لِترى بَعضّها بَعضاً في أستغرابٍ شديد , تقدم المُفتش غابرييل أولاً : " ماذا تقول أنت ؟ ".

" السيد مكنولي قد قُتِل على يدِ شخصٍ ما في هذا البيت , و ليست هُناك حتى نسبة واحد من مئة أن يكون هذا إنتحاراً ".

" عذراً , من تكون أنت بحق خالق السماء ؟! " .

أجابه بإبتسامة واثقة : " هنري هارتويل , مُجرد متحرٍ يبحث عن المرح ".

زادَت الشوْشرة و الهمس في الغُرفة , و بدأ هنري بِجذبِ كُلِ الأنظار إليهِ كَما أرادَ بالضبط , كانت الإبتسامة مازالت تعلو وجهه لأنه استطاع حل لغز هذه القضية منذ بدايتها , إلتفت إلى كل زاوية في الغرفة باحثاً عن الشرارتان المفقودتان ولكنه لم يجدها , لم يكن جيرمي موجوداً , و هنري على وشك أن يدل بأدلته القاطعة و يحل القضية , بالنسبة لهنري فهذا فوز ساحق لشخص لُقب بـ " محقق لندن العظيم " .

قال هنري في نفسه : " في النهاية .. جده هو الذي كان يُلقب بهذا اللقب .. وليس هو ".

كان المفتش غابرييل يستمع بتلك الأحاديث و الهمس الذي يحدث في الغرفة بينهم بينما يشعر الغضب و الانزعاج , لذا إلتفت نحو هنري و قال : " إسمع لا وقت لنا بألاعيب الأطفال هذه , هذه حادثة إنتحار , لذا أوقف كل هذا ".

حدق إليه هنري بعيني الأسد الحادة و أجاب عليه : " أيها المفتش , أنا آسف و لكن الغباء أن تشير إلى هذه الحادثة على أنها انتحار ".

أشتَد غَضَب غابرييل في لَحظةِ إنفعالٍ قصيرة قبل أن توقفه جاين بإماسكِ كتفه وإرجاعه إلى الوراء بينما هي تستمع إلى هنري بِملامَح هادِئة .

وقَفَ هِنري في مُنتَصف الغُرفة واضِعاً يديه في جيبه , و قال : " حسناً , لأوضح لكم الأمر , لِنبدأ منذُ البداية بوجود الجَثة مُعلقة على الثرية التي هي فوقنا تماماً , و أسفل قدميّ الجُثة يَكمن كرسيٌّ صغير من الواضح من الآثار التي عليه بأنَ الضحية قد أستخدمه محاولاً الوصول إلى الثرية و يخنق بها نفسه , و لكن .. ".

أتجه إلى الكرسي و لمس بأصابعه عليه , ثم أكمل : " هذا الكرسي أصغَر مِما يُمكن استخدامه للوصول إلى الثرية , لو افترضنا أن طول الضَحية كان 180 سِنتمتراً , فلو ركب هَذا الكُرسي سيصل طولُه من على الأرض 192, و لكنهُ مع ذلك لن يصل إلى مستوى الثرية حتى لو رفع نفسه بأصابع قدميه فوق الكرسي , لذا كيف استطاع أن يخنق نفسه هكذا ؟ ".

سلـــسلة لنـــــدن القرمــــــزيةWhere stories live. Discover now