الفصل الثالث III :{ أعيُّن كاذِبة }

32 2 0
                                    


" سيد جايمس مورغن ".

بَدأت دَقاتُ قَلبِ جيريمي بالخَفقان بِسرعةً ، كانَ قلبهُ يَنبُض بِسرعة في أقل مِن ثانية ، و شَعَرَ بالضَغط الشديد كأنهُ على وشَك الإغماء، اتسَعتَ عيناهُ إلى آخرها كأنها على وشكِ الخُروج من مكانِها من هول الصدمة ، حاول أن يستوعب الاسم الذي تردد في أذُنهِ للتو ...

إلتَفَتَ جايمس مورغن وراءه نحو الرجل ذو الشعر الطويل الواقِف وراءه بِشكلٍ مُخيف : " بلاك .. ، قُم بالتَخَلص مِنه ، لقد قامَ بالمَطلوب " .

أخرَجَ الرجل ذو الشعرِ الطويل من جيبِ مِعطفهِ الأسود مُسدساً ، وفي رمُشة عين قام بإطلاقِ النار على الرجُل ذو ربطةِ العُنُق الحَمراء الواقِف بِجانِب العربة دون تردد ، ورأى جيرمي جُثة هامِدة تَقَع أمامَ عينيه ..

لم يَعرف جيريمي كيفَ يُفكر في هَذِهِ اللحظة ، هو في موضِعٍ لا يَسمَحُ لهُ للحراك، و هناك شخص قُتِل امام عينيه ولم يقدر على فعلِ شيء ! ، عضّ شَفَتيه نادِماً على عَدِم قُدرتِهِ على القِيامِ بشيءٍ قد يُساعِد أي مِنهما ، و الأهم من ذلك ... هذا المَخلوق الوحش العائِد مِن الموت أمامه الآن ..

بينما عيناه بدأت تَفقِدان قُدرَتَهما على الرُؤية ، قالَ هذا الوحش بِلسانِه الحاد بينَما أعادَ بِنظَرِهِ إلى جيريمي الذي أوشك على الإغماء : " سأتركُكَ حياً , لِذا حاول أن تَجِدني مِثلما حاول جَدُك , أيها النُسخة الثانية لإدوارد بيكر ".

في هَذِهِ اللحظات .. , قَبلَ أن يُفكِر جيرمي حتى , جاءت ضَربة قَوية من خَلفِه ضربة رأسه بقوة مخيفة جعلت الدماء تسيل من رأسه , و هو يقع فاقداً عن الوعي ...

فتح عينيه ببطء شديد , كانتا مشوشتان , و النظر كان صعباً , أراد أن يَرفع يده لِكي يَمسَحَ بِها عينيه , و لكنهُ بالكادِ تتحرك , كان جسدهُ ثقيلاً جداً كما لو أن هناك جبلاً عملاقاً فوق ظهره , ولكن تَحَمَل الألم وحاول أن يدفع نفسه على الأقل على الجلوس , و عندما رفع نفسه عن الأرض , استطاع أن يرى دماء تسيل على تحته , أمسك بعدها برأسه ليعرف أن الدماء كانت له , و لكن فجأة تذكر من رؤية الدماء الرجل ذو ربطة العنق الحمراء الذي مات أمام ناظِريه .. , و تَذَكَر مَنظَر الدِماء وهي تتطاير في الهواء .. , وضع يده على وجهه محاولاً الهدوء بينما هو يشعر القشعريرة و الضغط الشديدين , لقد مر للتو على أشد صَدمة مَرت عليه حتى الآن .. جايمس مورغن على قيد الحياة .

وقف بقوة من على قدميه وانطلق بسرعة البرق لأقرب عربة أجرة استطاعت عيناه أن تراها , دخل العربة و قال بهلع : " شارع بيكر ! , أسرع ! ".

وانطلقت العربة مُتجهة إلى شارع بيكر , أخذَ الأمر أكثر من نصف ساعة من الإزدِحام و العَربات و الغضب الذي حاس جيريمي من بطء الحركة , و لكنهُ في النهاية عندما اقتربت العربة من بيتِهِ قرر أن يَنزُل و يُكمل طريقَهُ ركضاً إلى البيتِ بدلاً عن البَقاء في الإزدِحام الذي ليس بِوقته , وفي طريقهِ بينما لا يُنير سوى أضواء الشوارع النصف خافتة , رأى جيرمي في آخر الرصيف طيف شخصٍ آخر قادم بإتجاهه , ليلمحَ بَعدها عند اقترابه أنها كانت جاين , و على ما يبدو أنها عادت لوحدها للبيت , و بدلت ملابسها بملابس حمراء قرمزية و بنطال أسود , و لم يبدو أنها كانت خارجة للذهاب إلى مكان ما , كأنها خرجت للتَمشية فَقط بِما أنها لم تكُن تَرتدي مِعطفاً أو مَلابس للخروج , وقفت في مكانها عندما رأته , وانتظرت حتى جاءَ جيرمي مُهروِلاً إليها قائلاً : " أبي , أهو المنزل الآن ؟! ".

سلـــسلة لنـــــدن القرمــــــزيةWhere stories live. Discover now