سلـــسلة لنـــــدن القرمــــــزية

الفصل التاسع IX :{ رُعْب وسّط الغابّة }

لندن ، غابة شيروود ، الساعة VII :XI 

تَصَلب ثلاثَتُهم في أماكنهم , رأى جيريمي و جاين مُسدساً مُصوباً نحوهم دون أي سابِق إنذار , و كانت عيناهما متسعتان هو و جاين ، و أجسادهم ترفض أن تتحرك , بدأت الحيرة تصيب جيريمي , فالشخص الذي أمامه لديهِ عينان شخصٍ عازم على قتل أحدهم دونة أي تردد , لم يرجف قط .. , بل عيناه كانتا مصوبتان كأنهما عينا قناصٍ مُحترف وجد فريسته أخيراً , قال جيريمي في نفسه وهو يحاول فهم ما يحدث : " ما .. ما هذا ؟ , لما يصوب مسدسه نحونا ؟, ما الذي يحدث ؟ ".

وأخذ جيريمي وقته حتى يستوعب أن الطلقة مُجهزة لكي تطلق نفسها على الشخص الذي بجانبهم الآن .. كيليان , و لكن الآخر كان هادئاً بشكل قاتل , لقد كان واقفاً أمام مرمى الطلقة و مازال لم يشعر بالخطر كما شعر كلاهما , قال بصوت واثق : " أفترض أنك صائد جوائز أيضاً , لست أول من يأتي ".

أجاب عليه ذو الرداء الأسود : " أنت .. القاتل المتسلسل الذى يدعى الناب الأسود , ..ذلك الشعر الأشقر الطويل .. , تلك العينان.. , و تلك الملامح .. , لا شك , أنت هو السفاح المطلوب ".

رفع كيليان يداه عالياً لكي يوضح له أنه عاري اليدين : " أعلم ما تَعتقِدُه , و لكن إهدئ قبل أن ترفع زنادَك , لقد جاء صياد جوائز آخر قبلك وظن المِثل , أعتقد بأن الشخص الذي تريده هو أخي .. جاكسون ".

حاول جيريمي إستنتاج الموضوع الذي يتحدثان عنه هذان الإثنان عن طريق كلامهم , و الجملة التي أنارت في عقله فضوله كانت " القاتل المتسلسل الذى يدعى الناب الأسود ".

رَفَعَ أحدَهم رأسَه ناحية الشاب ذو الرِداء الأسود , و كان جالِساً بجانبه بينما يده على ذقنه كأن الملل أو الإحباط جعله غير مُكترث بِما يحدث حوله , قال للآخر : " اهدء , لقد ظننت الأمر نفسه , ولكن إن ركزت فعينه اليمنى عليها رقاقة , بينما الشخص الذي نبحث لديه نصف رجه محروق ".

كان الشاب ذو الملابس السوداء مازال مُصوباً على رأس كيليان , و لكن هذه المرة مُحدقاً عليه كأنه يُحاول أن يخترق عقله ليرى حقيقته , و في هذه اللحظة رأى جيريمي أمراً جعله يستغرق في تفكير طويل مليء بالتساؤلات , فَعندما رأى عيّنيّ ذلك الغراب , رأى بِهما زرقة فريدة مختلفة , عينان كلون الحبر .. زرقاء كلون الفضاء المظلم , لون ياقوتي ... أجل , مثل عيني جاين .

أنزل مُسدسه و عينه مازالت مُحدقة .. , بعدها جَلَسَ على كرسيه بينَما يضع قَدَمه على رجله الآخرى و ذراعه تلتف حول الكرسي , بدأ جيريمي بالإنتباه إلى مظهره , شعره أسود بتسريحة غريبة , لديه شعرات طويلة تغطي جانبه الأيمن , و شعره من الوراء أشبه بأشواك مُتطايرة , كان يرتدي مِعطفاً أسوداً مُميزاً ببعض الخطوط البيضاء على جوانبه , حتى القماش الذي داخل المعطف كان أبيضاً , يبدو أنه لم يكن غراباً كاملاً .. , و مع ذلك كان قميصه و بنطاله كانا أسودين , و لكن ما جعل جيريمي محتاراً كانت عيناه .. , هل هو لون شائع ..؟ أم أن هناك شيء جيريمي لا يعرفه عن هذا الشخص .