" أدعى هنري .. هنري هارتويل , محقق خاص مثلك , و أنوي أن أتحداك في حل هذه القضية ".
أندهش جيريمي في مكانه , لم يتوقع قط أن يكون هذا الشاب الذي بنفس عمره محقق أيضاً , و فجأة رفع الستار عن هويته , و يتحداه في القضية ..
" ما الذي تقصده ؟ " , سأل جيريمي محاولاً تأكيد ما فهمه .
" أي أنني أريد أن نحقق في هذه القضية .. و نرى من سيقوم بحل هذه القضية أولاً ".
حزم جيريمي , وأجاب بصوتٍ حاد : " آسف , لكن القضايا ليست لعبة لدي , لن أتحداك على شيء كهذا ".
" لا تقلق , ليس كأنها جريمة قتل أو شيء من هذا القبيل , لست حاجة لإدخال أمور أخلاقية في هذا الشأن , مجرد تحدي بيني بينك , أعتبرها كمسابقة او لعبة شطرنج " .
تنهد جيريمي في مكانه , مازال لم يفهم سبب طرحه لتحدٍ كهذا , و لكنه كان مقتنعاً تماماً أنه سيرفض شيء كهذا , لذا حرك لسانه ليقول : " آسف , لكنني أرفض ذلـ.....- ".
فجأة قاطعه صوت طرقات قادمة من الباب , في حلول الصمت الغريب الذي حل بينهم , تقدمت جاين بنفسها لتفتح الباب , و هناك وجدت أمامها امرأة , طويلة و نحيلة جداً , ذات شعر بني مربوط من الخلف , و تضع أحمر شفاه أحمر , كانت تبدو امرأة كبيرة في السن في الخمسين أو قرابة ذلك , و معها حقيبة فيكتورية بسيطة تمسكها بقفازات بلون بني فاتح قريب من لون معطفها الإنجليزي , و قالت لجاين : " آسفة , هذا بيت السيد جيريمي بيكر , أليس كذلك ؟ ".
سألت جاين المرأة بينما تتساءل في نفسها عن كم عليها أن تفتح الأبواب لأشخاص فقط لأنهم يريدون جيريمي : " و من تكونين أنتِ يا سيدة ؟ ".
" ناريا لاينر , أو ديليا مكنولي , لقد أرسلت رسالة للسيد بيكر أخبره بها بقضيتي , و أتيت هنا لكي أتلقى رداً لأنني لا أستطيع الإنتظار أكثر ".
نظر هنري إلى عيني جيريمي , و إبتسم أمامه ابتسامة واثقة و بعينين حادتين , و قال له : " لقد أحضرتها معي ، أعتقد أن ليس لك مجال للرفض الآن ".
༺∞━─━────༺♤༻────━─━∞༻
أمسك جيريمي بأوراق بيضاء ناصعة ليس بها سوى كلمات مكتوبة بخط اليد , و كان يحاول أن يبقى ثابتاً و بيده الأوراق بينما العربة تبدأ تصطدم بأحجار كبيرة تهز بها أجسادهم جميعاً داخلها , جلس جيريمي في المنتصف بينما جاين بجواره , و على يمينه كان الشاب الغريب هنري , و الذي كان واضعاً ذراعاه خلف رأسه بينما هو يستمع لتحليلات جيريمي .
" إذاً , فزوجك يتلقى هذه الرسائل كل فترة , و قلتِ هذا في الرسالة ".
أجابته السيدة مكنولي الجالسة أمامه في الجانب الآخر من العربة : " أجل بالفعل , و كان يرتاب كلما يراها , و لكنه أصبح يتجاهلها بكثرة في الآونة الأخيرة ".
YOU ARE READING
سلـــسلة لنـــــدن القرمــــــزية
Mystery / Thrillerجَلَسَ مٌنتَصِباً دونَ تَردد , كانَت عيّناه حادتان .. و رأسُهُ مُرتفعاً عالياً بِكُلِ تكَبُر , ولا كأنَ هُناكَ عَشراتِ الأعيُن التي تَعمل للعَدالة تترقَب أن تَضَع أصفادَها على يدِه تَجلُس حولهُ في هذهِ اللحظة , اللحظّة التي انتَظَرها الجَميع .. , أن...