الفصل السابع VII :{ فأران هارِبان }

21 2 0
                                    



كانَ المَطر يَنهَمِرُ بِغزارةٍ تِلكَ الليلة ، حتى أصبحَت أسطح المَنازل مُمتلئة بشلالات تتساقَط بِرقةٍ من زواياها لتتساقط على الشوارع الباردة، لم يَخرج أحد تلك الليلة من البرد القارس ، و لكن هُناك أحدهم نزل من عربتهِ السوداء الصغيرة بِحذاءٍ أنيقٍ و معطفٍ أسود بدأت تتسِخ من المطر و الدُخان المتصاعد من الغليون الذي يستنشقه ، و بين الغليون ظَهَر شارب طويل بُني مُرتب بشكلٍ أنيق ، مر من على الشارع بِغير اكتراٍث و بكلِ برود ، و أكمل طريقه ناحية بارٍ صغيرٍ الذي كان الوحيد المَفتوح في هذه اللحظة .

فَتَحَ الباب ليسمَع صوتَ جرسٍ في كل أنحاء البار ، مِما جذَبَ إنتباه الباريستا الذي كان ينظف الكؤوس، تَقدم هذا الرجل المُحترم بينما يُلقي بعينيهِ إلى كُلِ طاولةٍ وإلى كُلِ كرسيٍ إلى أن التقتَت عيناهُ برجلٍ جالسٍ في زاويةٍ بعيدة على أحد الطاولات ، وكان غامضاً جداً .. ، كان أشبه برجل مصبوغ من الطلاء الأسود من رأسه إلى أخمص قدميه ، كان ردائه اسوداً ، و قبعته سوداء أيضاً ، لولا شعرهُ الأبيض الطويل حتى أسفل كتفيه و عيناه الرماديتين الواضحتين لظن الناس أنه وحشٌ أو كائنٍ أسودٍ مخيف ..

اتجه نحوه ليجلس بجانبه ، و أخذَ ينفخُ الدخان بعيداً عنهُ خوفاً من أنه قد ينزَعِج ، فَقَد كان هذا الوحشُ الأسودَ شخصاً صعبَ الإرضاء ، و كان يعلم هذا ، قال هذا الوحش لصاحب الغليون : " هل وجدتَ شيئا يا بنجامين .. عنها ؟ " .

أجابَه بينجامين :" كلا ، ليس بعد ، هذه الطفلة أشبه بفأرٍ مُختبئ تحتَ الأرض ".

رَفَع الآخر كوباً من الخمر الأحمر الذي كان على الطاولة بنبرةٍ باردةٍ و حادة جداً أشبهَ بنبرة جايمس مورغن : " حاول البحث عنها ، لا يمكن أن تكون بعيدة " .

تنهد بنجامين في إزعاج، و وضَعَ يده مُنحنياً على الكُرسي بينما وضعَ رجلهُ على رجلِهِ الأخرى في غير اكتراث : " أولا ، ما الذي يجعلك تعتقد أن الطفلة مازالت على قيد الحياة ؟ ، قد تكون ماتت منذ وقت طويل بعد حادث الحريق ، أو أنها غادرت لندن بالفعل ، ما الذي يجعلك تفكر انها مازالت موجودة ؟ ".

انزل كوبه على الطاولة ليصدر صوت احتكاك الزجاج على الطاولة ، بعدها رمقه هذا الوحش الأسود بنظرات شيطان , ثم أظهر إبتسامة خبيثة حارة كالنيران بينما تظهر أنيابه الشرهة : " أستطيع أن أشم رائحة أفراد عائلة جايكوبز هنا في لندن .. و الرائحة أقوى مما عليها أن تكون ".

اقشعر بينجامن في مكانه , و لكن سرعان ما عاد لبروده و عدم اكتراثه لأن أعتادَ على ذلك أكثر من أي شخص آخر , لذا تنهد و أجاب : " حسناً إذاً , أمرُك يا بلاك , و لكنني لا تَلمني أن لم أحصل على أثرٍ لها ".

مازالت الهالة السوداء المُنبعثة من بلاك موجودة , وشعر بها بينجامن وهي تقوى عندما أخرج بلاك شيئاً ما جيبه , و قال بينما يحدق بظرف ما :

سلـــسلة لنـــــدن القرمــــــزيةWhere stories live. Discover now