لندن ، شارع بيكر ، بيت عائلة بيكر ، الساعة VII :XXVI
لقد مرت أربعةُ أشهرٍ بالفعل مُنذُ آخر حادثة رأى بها جيريمي جايمس مورغن أمام عينيه , و عرف بها مكائِده المخفية التي يكتمها في ليالي لندن السوداء , وانكشف ستار سر موته الذي مضى عليه أربعون سنة ليتضح أنه حي يرزق , و يتنفس نفس الهواء الذي يستنشقه الآن في هذه المدينة ..
و الآن هو واقف أمام لوحة شبه خالية من الأدلة , و كل ما يقدر على التحديق به هو صورة لجايمس مورغان , مع خيوط قرمزية تؤدي إلى بعض الأدلة التي وجدها حتى الآن , وأثناء تعمقه بالمكان الأساسي الذي التقى به أول مرة .. , انتقلت عيناه إلى أسفل صورته ليرى صورة جاين , و تحتها كتب " حفيدة جايمس مورغن ", و هنا عاد إدراكه مجدداً ... , أن الفتاة التي يجلس معها الآن في نفس الغرفة تكون حفيدته .. , التفت إلى يمينه إلى أريكة طويلة مزخرفة بشدة , و فوقها جاين جالسة تقرأ كتاباً بتركيز تام بينما تحتسي القهوة المثلجة رغم أن الجو مازال بارداً على شرب القهوة المثلجة , حتى أنها كانت ترتدي كنزة صوفية سوداء بسبب البرد الشديد , كان سيخبرها أنها ستصاب بالزكام حتماً ولكن اكتفى بالنظر إليها من بعيد .. , محدقاً إلى شخص قد أخفى سراً عظيماً عنه طوال هذه السنين , لقد سامحها طبعاً , و أكمل معها الأيام بشكل عادي , و لكن مازال هذا الشعور ينتابه حتى الآن .., هل من الصائب أن يثق بها ..؟ , حتى لو كانت شخصاً عاش معه طوال هذه السنين ؟ .
في النهاية تنهد في مكانه , و ارتاح باله بينما يقول في نفسه : " ما الذي أفكر به أنا بالضبط .؟. , مهما كانت علاقتها بـ جايمس مورغن قوية .. , و مهما كذبت علي , هي لم تفعل شيئاً لي , و لا لغابرييل , ياه ..يبدو أنني بدأت أفقد الثقة بأي شيء حتى الأشخاص الذين حولي ".
مد ذراعه للأعلى بقوة لكي يشد جسده المنهك قائلاً : " على أية حال .. علي التركيز على الحصول على أدلة أخرى عن جايمس مورغن , مرت أربعة أشهر و لم أحصل على شيء مهم ".
فجأة دخل عليهم شخص كاسراً به باب مكتب جيريمي , مما جعله يقفز في مكانه من الصدمة , و لكنه أدرك بعدها أنه لم يكن سوى غابرييل , بملابس مستكشفين أو باحثين , رداء مزخرف بزخارف عشوائية و قبيحة , مع معطف بني مائل للأخضر , حيث كان ثقيلاً جداً , و أيضاً على رأسه قبعة , و على وجهه إبتسامة واسعة , لم يبدو عليه السكر كالعادة .
قال جيريمي في إنزعاج : " غابرييل , ما هذا الدخول الغريب ؟ ".
بعدها سمع ضحكته الغريبة ذاتها المعتادة , و لكن هذه المرة ورائها كلام كثير , حيث إلتفت نحو جيريمي قائلاً باستهزاء : " لم تحصل على أي قضية منذ أسابيع , أليس كذلك ؟ ".
فكرت جاين التي كانت تراقب ما يحدث من أريكتها و كتابها الذي أغلقته : " كأنه يقول " أنت عاطل عن العمل , أليس كذلك " ؟ ".
YOU ARE READING
سلـــسلة لنـــــدن القرمــــــزية
Mystery / Thrillerجَلَسَ مٌنتَصِباً دونَ تَردد , كانَت عيّناه حادتان .. و رأسُهُ مُرتفعاً عالياً بِكُلِ تكَبُر , ولا كأنَ هُناكَ عَشراتِ الأعيُن التي تَعمل للعَدالة تترقَب أن تَضَع أصفادَها على يدِه تَجلُس حولهُ في هذهِ اللحظة , اللحظّة التي انتَظَرها الجَميع .. , أن...