الجزء الأول

1.2K 22 0
                                    

" أنت الترياق والسم " الجزء الأول

صوت صراخها يدوي باسمه فقط   في إحدى الغرف الموجودة في المستشفى  تريد رؤيته أردفت رحيق
_ بلال فين ؟ جوزي فين هو كويس صح  ؟

ردت عليها الممرضة المسئولة عن رعايتها
_ شدي حيلك يا حبيبتي البقاء لله

ردت عليها
_ أنتي بتقولي ايه ؟ ! تعرفي جوزي منين أنتي عشان تقولي عليه كده

أقتربت الممرضة منها والتقطت ذراعها وسحبتها معها على الفراش قالت لها
_ أنتي مش فاكرة ايه اللي حصل ؟

ردت" رحيق" عليها

_ هو ايه اللي حصل كل اللي فاكراه أن كتب كتابنا كان من ثلاثة  أيام

_ الممرضة

قصدك الحادثة مش كده

نظرت لها باستغراب أردفت بذهول
_ حادثة ؟!

في مكان آخر في منزل عائلة رسلان

_ زاهر
خلاص يا " فاطمة " كفاية عياط مش هيعمل حاجة نحمد ربنا على كل حال

_ فاطمة
رحيق بتضيع مننا يا "زاهر" يا قلب أمها اترملت قبل ما تدخل دنيا ليه يارب كده ليه يحصل مع بنتي كده

أسعد يوم في حياتها بقى أسود يوم هتفضل على حالتها ده كتير لازم تفوق وتعرف أن خلاص " بلال " مات مبقاش موجود في الدنيا دي

_ زاهر
مينفعش يا فاطمة تقولي لربنا ليه ؟ هنعترض على حكمه نصيبها كده الحمدلله أنها معانا  ومحصلش لها حاجة قومي غيري هدومك عشان نروح لها

في المستشفى
نهضت " رحيق " من على الفراش وأردفت بصوت مرتفع
_ أنا عايزة " بلال" كلميه يجي هنا كلامك ده  مش صح حادثة ايه اللي بتقولي عليها دي .......

وصل كل من والدي " رحيق " إلى المستشفى ودلفا لمكتب الطبيب المعالج لحاله " رحيق "

_ زاهر
طمني يا دكتور ايه الأخبار ؟

_ الطبيب
بصراحة الصدمة كانت شديدة عليها بنتك لحد دلوقتي مش فاكرة  الحادثة اللي حصلت ،منفصله عن الواقع تماماً ومش قادرة تتقبل أن جوزها مات في الحادثة وللأسف رافضة الكلام مع أي حد وفي أي حاجة

عايزة تشوف جوزها وبس حتى لم المحقق جه عشان يحقق معاها لأنها كانت معاه في تفاصيل  الحادثة مخدتش منها أي إفادة

_ فاطمة
والحل يا دكتور هنعمل ايه ؟
_الطبيب
مش قدامنا غير تاخد وقت كافي عشان تتخلص من الوهم  ده الأول  ، الصدمة اللي عندها ملهاش علاج الا الوقت وبس لأن كل ما حاول معاها أفكرها بالحادثة الحالة اللي كانت فيها أول ما وصلت المستشفى مع الضغط

بتحصلها رد فعل جسدي زي الإغماء  والهيجان الغير طبيعي  وده للأسف غلط على صحتها النفسية يعمل إشارة للمخ أنه رافض الوضع الحالي كل اللي هي فاكراه يوم كتب الكتاب وتفاصييل اللي كانت قبل الحادثة بس

_فاطمة
ينفع نشوفها يا دكتور
_ الطبيب
أيوة طبعاً اتفضلوا

نهضا والديها وخرجا من غرفة الطبيب واتجهوا لغرفة
" رحيق "

دلفا للداخل وجدوها تجلس على الفراش بصمت
نادت والدتها عليها التفتت لها وركضت داخل أحضانها

بعد دقائق ابتعدت عن أحضانها ونظرت لها وجدت دموعها تغرق وجنتيها بصمت دون توقف رفعت كفها وأزالت دموعها أردفت
_ هو أنتي كل ما تشوفيني تعيطي ليه ؟
حركت بصرها جهه اليسار وجدت والدها تقدمت نحوه خطوتين أردفت
بلال فين ؟ مجاش معاكم ليه يا بابا ؟

فاطمة بدون وعي
_ بلال ما.....
زاهر مقاطعا حديثها
_ بلال عنده شغل هيخلصه ويجي على طول

جلس والديها معها قرابة النصف ساعة يتبادلون الحديث معها

ولكن  لم يخلو حديثها عنها وعن " بلال " وخطتهم سويا ما سوف يفعلونه في المستقبل كانا والديها يستمعون لها بحزن كبير بداخلهما على ما وصلت ابنتهما لهذة الحالة

في مكان آخر
تجلس "غادة" في غرفتها تحمل صورة شقيقها أردفت بصوت باكي
_ سبتنا ومشيت بدري أوي  يا " بلال " ليه توجع قلوبنا عليك كده يا حبيبي مش قادرة أستوعب إني مش هشوفك تاني
يزن
_ الله يرحمك يا صاحبي كنت أجدع أخ وصديق

ردت على زوجها
_ هنعيش من بعده إزاي يا " يزن " بلال كان كل حاجة ليا كان الأخ والأب والصديق كان كل حاجة بس الحياة طلعت ظالمة وخطفته مني  بدري أوي ......

في المستشفى تحديداً في غرفة
" رحيق "
لمست بكفها قلادتها   الموجودة في عنقها على شكل قلب صغير التقطت هذا القلب وقامت بفتحها لنصفين  كان النصف الأول بها صورة لها والنصف الآخر صورة " بلال" هذة كانت  هدية منه لها في عيد ميلادها

رجعت بمؤخرة رأسها للخلف وأغلقت أعينها وسرحت بذاكرتها

بلال
_ كل سنة وأنتي طيبة يا روح قلبي ، النهاردة يوم مميز عشان حاجتين أول حاجة   أجمل يوم عشان نورتي الدنيا دي
تاني حاجة عشان ده اليوم اللي أعترفنا فيه لبعض بحبنا  ثلاثة سنين مع بعض ومكملين العمر كله سوا

رحيق

_ وأنت طيب  ومعايا يا حبيبي فين هديتي بقى

ابتسم لها وأخرج من جيب سترته علبه قطيفة زرقاء
وفتحتها والتقط القلادة منها
رحيق
_ الله   دي جميلة أوي ورقيقة خالص
أعطته ظهرها وازاحت خصلات شعرها بكفها  ووضعته على الجانب الأيمن أردفت
_ كمل مهمتك بقى للنهاية ولابسهالي

بالفعل استجاب لحديثها  بعد أن انتهى أردف
_ مهما كانت الظروف أوعي تقلعيها 

عودة للواقع #

مازالت مغمضة العينين تقبض على القلادة بكفها وعلى شفتيها ابتسامة بسيطة ولكن فجأة انكمشت ملامحها لانه مر على ذاكرتها شيئاً جعلتها تفتح أعينها على مصرعيها وتلتقط أنفاسها بصعوبة
فما هذا الشئ ؟!

#أمل_أحمد

أنت الترياق والسم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن