أحياناً بنحس إنو الحياة حـ تفتح لينا أبوابها على مصرعيها ، فـ بنبدا نحلم ، نتأمل و نعشم لحد ما نصطدم بالواقع المرير ، لحد ما نلقى إنو ولا باب من الأبواب الكنا منتظرنها تفتح إتفتحت لينا ، ساعتها حـ يصيبنا اليأس و الإحباط ، حـنكون واقفين في النص بين الخيبه و الخيبه ، و جوانا صراع الإستمرار و التراجع ، رِجل ورا و رِجل قدام ..
و أحياناً كتيره نحنا ما بنكون عايزين شي من الحياة دي غير لحظات هدوء من كل ضجيج جوانا ، و راحة بال و سكينه من كل حاجه أثقلتنا ، مهما تعبنا و جرينا في الحياة و ضقنا اللذه و المشقه حـ نفضل نناشد و نطلب شعور الرضى ، لأنو طول ما انت راضي عن نفسك كل شي حـ يهون بإذن الله....
الحكايه بدت في يوم من أيام خريف شهر أغسطس ، بتذكر اليوم داك السماء كانت شاااايله و الجو غمام و النسيم عليل ، طلعت اليوم داك و مشيت سوق أمدرمان ، تحديداً لمكتبه من المكتبات عشان أشتري ألوان و شوية أوراق ، لي فتره طويله بجمع في القروش دي عشان أشتري بيهم نوعية الألوان دي ، المهم إشتريت إحتياجاتي و لفيت شويه في السوق بعدها طلعت منو ، مشيت المواصلات و ركبت طوالي ، و بعد دقيقتين كدا العربيه شبه إتملت ، فتحت الكيس و طلعت الألوان الإشتريتهم و بديت أشوف فيهم ، فجأة جاني صوت بقول : لو سمحتي الألوان دي اسمها شنو ؟؟
لمن إتلفت عليهو لقيت شااااب كدا وجيه و كان قاعد في الكرسي الجنبي بس أنا ما كنت منتبها ليهو لمن جا و قعد ، لمن دققت فيهو حسيت إني شفتو قبل كدا ، هو ذاتو عاين لي بنفس النظرات لمن إتلفت عليهو ، سبقني في الكلام و قال لي أنا حاسي إني شفتك قبل كدا ، قلت ليهو و أنا كمان ... الإتنين سكتنا للحظات و بعدها و في نفس اللحظه قلنا : "شارع النيل " قلت ليهو لمن نحنا اتشاكلنا مع ولد و انت إتدخلت و حجزتو مننا ! قال لي ايوه ايوه اتذكرت تفاصيل اليوم داك ، ضحك و قال لي على فكره أنا كنت خايف على الولد منك انتِ و صحبتك ، ظاهر عليكن الشده و القوه ، ضحكت و قلت ليهو ما قصرت والله ، كويس انك مسكتو عشان لو ما كدا كنا حـ نشوه ليهو خلقتو ، المهم ديل ألوان إكريلك و ديل باستال ، قال لي ممكن تفتحيهم لي أشوفهم عاملات كيف ! طوالي فتحت ليهو الألوان ، الأكريلك ألوان على شكل معجون مرصوصه في مستطيل طويل ، و باستال ألوان بتشبه الطباشير ، قال لي شكلهم حلو شديد صراحة أنا برسم بالرصاص فقط ، ما بحب أو بخاف أدخل الألوان على لوحاتي!
طبعاً أنا بعشق حاااجه إسمها رسم و بالتالي بحب كل رسام و كل زول بحب الفن ، إنبسطت و قلت ليهو بالجد انت بترسم !
طلّع تلفونو فتحو و وراني رسمات كتيره ليهو ، قال لي لو لاحظتي كلهم بالرصاص و كلهم خاليات من الألوان ، بحس إنو الألوان بتخرب الرسمه !
قلت ليهو بالعكس الألوان بتزيد الرسمه جمال بس محتاجه زول متمكن و بعرف يستخدمها إستخدام صحيح ، قال لي و للأسف أنا ما بعرف ، قلت ليهو ادخل اليوتيوب و شوف فيديوهات لناس بتلوين ، قال لي إلا كدا والله .... طبعاً الوقت داك العربيه كانت متحركه ، بعد شويه كدا تاني إتكلم معاي و قال لي الرسم عندك موهبة ولا حاجه إكتسبتيها ؟؟