عقلى غير قادر عن التوقف فى التفكير ويمر أمام عينى الآف السيناريوهات يقطعها وصولى للمنزل ، أصعد إلى الشقة وأدخل غرفتى وأجلس على سريرى وأخرج علبة السجائر الثالثة فى هذا اليوم وأُشعل سيجارة وأنظر إلى سقف الغرفة وأنا أتمتم مع نفسى ما حدث ، وتبدأ ألام وأحداث الماضى فى الظهور أمامى كفليم بالتصوير البطئ وموت أبى الغريب الغير مفهوم حتى الآن.
عدة ساعات و فريدة تتصل بى ولم تلتفت عينى حتى لآرى من المتصل ، إلى أن كسرت خيوط ضوء الشمس عَتمت الغرفة من النافذة وأنا لم يغلق لى جفن أو أتحرك من مكانى الى أن رنَّ المنبة المعتاد لكى أستيقظ وأذهب إلى العمل.
أُمسك الهاتف لأغلق المنبة ، حينها رأيت هذه الرسائل وكانت الرساله الأولى من فريدة :
- أنت مش بترد ليه عليا طمنى عليك أنت قلقتنى وأنا مش هعرف أنام غير لم أطمن عليك .
والرسالة الثانية كانت من مختار :
- أيه يا عزيزي مش هاتغلط وتتصل ، واحشنى صوتك ياعم .
أتحرك من السرير أحاول أن أتناسىَ كل ما حدث لكى أستطيع أن أذهب إلى العمل والأهم أن أتكلم مع فريدة بدون أن تشعر بالقلق أو الريبة.
وذلك ما حدث بالفعل وأنا فى طريقى للعمل أتصل بفريدة ، تجيبنى وصوتها ملىء بالقلق :
- أنت فين ومش بترد عليا ليه من إمبارح ، حصلك حاجه .
أُجيبها بضحكه خفيفة ولكن بصوت مجهد جداً لم أستطع أن أحسنه :
- يا راس الخرشوفة مش قولتلك قبل كده كتير متقلقيش علىَّ يا أخويا أنا جنـ .... يوووه اديكى وقعتينى فى الغلط أخويا أزاى بس أومال هنتجوز إزاى بس أعسل
تقاطعنى بعصبية شديدة :
- بطل برود و غلاسة وقولى إنت فين من إمبارح
- يا جميلة أنا لسه فى الشغل من إمبارح ولسه هشتغل النهاردة طول النهار علشان كانوا عاملين شيفت أضافى إمبارح وأنتِ عارفه انى محتاج لكل مليم .
- أنا مش عارفه أنت بتعمل فى نفسك كده ليه قولتلك كتير إنىِ ممكن أكلم بابا يخليك تنزل فى أى محل وتاخد أضغاف المرتب اللى بتاخدة وبمجهود أقل.
أُجيبها بِحده :
- وأنا رديت عليكى وقولتلك أنا هعمل نفسى بنفسى علشان لما أجى لبابا و أتقدم تكون راسك مرفوعة وأنتىِ بتقوليله أنىِ تعبت قد أيه علشان أوصلك وميجيش حد فى يوم يقولِك انه ساعدني .
تُجيبنى وصوتها به بعض الرجفة :
- اللى أنت حابه أعمله أنا رايحة الجامعة.
دون أجابه أغلق الهاتف و أتصل بمختار ، يُجيبُنى بنبرة فرح :
أيه يا عزيزى كل ده متسألش على أخوك.