أصل إلى القهوة التى نجلس عليها منذ الثانوية لآرى مختار أمامى يبتسم لى وهو يقول :
- واحشنى يا عزيزى ومالك يابنى خاسس ووشك مصفر كده .
- من اللى بشوفه يا سامى أنا اللى حصل معايا اليومين اللى فاتوا دول ولا كأنى عايش فيلم رعب لدرجة أنى لو حَكيتلك أنتَ مش هتصدقنى .
- ما أنتَ صوتك ماكنش عاجبنى وأنتَ بتكلمنى ، أحكى يابا أحكى .
وبعد قرابة الثلاث ساعات وهو صامت تماماً وينظر لى بأستعجاب ودهشة !
- بص يا مجدى أنا أعتقد حاجة من الأتنين ، يا أما أنتَ أعصابك تعبانة ومجدى اللى أنا أعرفه عمره ما هايوصل لمرحلة ديه كده ... والحاجة الثانية أن ممكن أبوك الله يرحمه بيحاول يوصللك رسالة .
- ماهو هنتكلم بالعقل يا مختار حتى لو بابا عايز يوصل لى رسالة أكيد مش هيكون بالطريقة ديه ، وبعدين رسالة ايه ده ميت من سنتين .
ينظر إلىِّ وهو يفكر وأنا أخرج علبة السجائر لإخرج سيجارة لأشعلها وهو ما زال عاجز عن التفسير مثلى تماماً .
- بص يا بنى أنا مش فاهم بس أنت حاول تركز فى تفاصيل اللى بيحصل ده يمكن فعلاً بيحاول يوصل حاجة ليك .
ثم يسألنى مستفهماً :
- أنت كلمت أختك فى الموضوع ده !!!
أُجيبه نافياً :
- لا مكلمتهاش فى حاجة علشان مش عايزها تقلق وبعدين أنت عارف أن مريم أول ما بتسمع سيرة ماما بتتعصب وتضايق .
ننظر إلى بعضنا لثواناً بدون كلام ولكن نظرات سامى تحمل الكثير من الأسأله التى تراودنى أنا الآخر وما باليد حيلة لى أحداً منا أن يفهم أو يعرف ما يحدث وبدون مقدمات أبتسم له وأغير الموضوع لكى أخفف عنى وأساله :
- صحيح يا منيل عملت أيه مع نيرمين .
يُجيبنى ضاحكاً :
- لسه ذى ما أحنا ... خلاص يا مجدى مش هينفع نرجع زى ما كنا وهانفضل أصحاب و خلاص سيبك يا عم منىِ أنت عامل أيه مع فريدة .
- البنت دى بنت حلال أوى يا مختار وأنا بقالى كام يوم مقصر فى حقها ومش بكلمها كتير وعمال أزعلها وأتعصب عليها من كتر الضغط اللى عليا .
- وطبعاً حضرتك مش قايلها على حاجة .
- بينى وبينك يا صحبى عايز أحكيلها علشان متعودتش أنى أخبى عليها حاجة بس ليه هاعيشها فى الرعب ده .
ثم أقطع حديثى وأنا أخرج سيجارة وبصوتاً عالاً أُنادى على القهوجى :
- يا عم حسن هات قهوة سادة إسكتو بن غامق .
- وأنتَ من أمتى يا عم مجدى بتشرب القهوة سادة ده أنتَ كنت بتحط خمناشر معلقة سكر .
أُجيبة مبتسماً وأنا خائف من سخريته منِ :