وفى ثوانً معدوده آرى نفسى فى مكان غريب وسط مئات من الناس الذين يرتدون ملابس غريبة وقديمة وكأنِ فى حقبة زمنية غير الزمن الذى أعيش فيه وكان هؤلاء الناس متجمعين فى صورة دائرة وفى منتصف الدائرة عدد كبير من الأشخاص يرتدون ملابس جند قديمة ويقفوا بشكل دائرى ليحاوطوا الجموع وفى وسطهم سبعة جنود آخرين ممسكين بالسيدة التى رأيتها فى اللوحة مكبلة بسلاسل قديمة وبجانبهم شجره سوداء كبيره جداً وكان هناك شخص من السبعة جنود يتكلم بصوتاً مرتفع ولكن كانت ملابسه مختلفة وجسده يظهر عليه القوة أكثر من غيره وممسك بشىء شبيه للورقة ولكنها تحتوى على عصا من الجانبين ويقرأ منها ولكنِ لم أسمع بوضوح تقدمت وأنا أبعد الناس عن طريقى إلى أن وصلت لمقدمة الصف وذلك الجندى يكمل ما يقرأه وهو ينظر إلى شخص طاعن فى السن ويظهر عليه الثراء الفاحش و يمسك بيديه اليمنى كأس ذهبى يشرب منها ولكن هذا الجندى كان يتحدث بلغه لا أعرفها ولكنىِ أفهم ما يقول :
- وبأمراً من الملك حامينا وراعينا قررنا أن نعدم السيدة ﭬالنتينا بالشنق والحرق لكى تكون عبره لمن يعتبر .
ثم يغلق ذلك الجندى هذه الورقه وينظر إلى ذلك الرجل الكبير إلى أن أنزل ذلك الرجل الكأس من فمه وهو يرفع يده اليمنى الممسكة بالكأس أتجاه ذلك الجندى وكأنه يأمره بأمراً ما وبعد ذلك نظر هذا الجندى نحو السيدة وأمر الجنود أن يتحركوا وبالفعل تحرك أثنان منهم ممسكين بحبال ضخمة جداً إلى الشجرة السوداء وقاموا بربط الحبال على إحدى فروع الشجرة وكانت الأحبال على شكل مشنقة ضخمة وبعد أن أنتهوا من صنع تلك المشنقة رفع الجندى المختلف عنهم يديه للجنود الآخرين الذين يقفون بجانب السيدة ثم تحركوا بها فى أتجاه الشجرة وهى تخطو خطوتها ببطء وبكبرياء عظيم وتضحك ضحكة عالية مُخيفة وتنظر إلى رجُلان وفتاه وهم أيضاً يضحكون لها إلى أن وصلت إلى هذه الشجرة وبدأ الجنود برفعها مُحاولين إدخال رقبتها فى هذه الحبال الضخمة وبعد أن دخلت رأسها وهى ما زالت تضحك بصخباً شديد يفلتون الجنود جسدها وواحدً منهم يقوم بشد الحبل بعنفاً شديد وأتىَ بعد ذلك الجندى الضخم ممسكاً بعصا كبيرة وأشعلها وبيده الآخرى برميل صغير به سائل شفاف وأعطى ذلك البرميل لجندى آخر ليرمى ذلك الجندى هذا السائل على السيدة ويتقدم الجندى الضخم إلى الرجل الكبير ليعطيه العصا المشتعلة ، يأخذها منه بيديه اليسرى ويتقدم ببطء وهو ينظر إلى السيدة التى ما زالت تضحك حتى والحبال مشدوده على رقبتها وبعد أن وقف للحظات ينظر إليها و يقوم بألقاء العصا المشتعلة على جسد السيدة ليحترق جسدها وبدأت تصرخ السيدة صراخ عظيم وفى طرفة عين آرى نفسى فى مكان آخر وأشخاصاً مختلفين تماماً ويرتدون ملابس سوداء غريبة ومنهم أشخاص عاريه تماماً ويرقصون بطريقة غير مفهومة ويلامسوا أجساد بعضهم بطريقة مقززه وغير مهذبة وفى وسطهم قومة من الخشب مشتعلة وأمامهم لوحة السيدة التى تدعى ( ﭬالنتينا ) معلقة على الجدار وفى وسطهم يدخل بعضاً منهم ممسكين بفتاه لم تُكمل الثمانية عشر عاماً إلى أن وصلوا أمام اللوحة ثم أخرج واحدً منهم سكيناً وهذه الفتاه تصرخ بصوتاً مرتفع و تستغيث و جميع من حولها يسخرون منها وبعضاً منهم أقترب منها وبدأوا بتمزيق ملابسها بعنف وآخرون ممسكين بأكواب فارغة وبكل وحشية شيطانية قام الشخص الممسك بالسكين بطعن تلكَ الفتاه ثم قام كل من حوله بالأقتراب بجانب الجرح ليملىء الأكواب الفارغة بدم تلك الفتاة الصغيرة وبعدها قام ذلك الشخص بذبح تلك الفتاة المسكينة و أنا أتقدم راكضاً و أصرخ من هول المنظر لكى أحاول منعه ولكن أتحرك فى لمح البصر أمام قصر البارون ويفتح باب القصر بعنف شديد ويخرج منه ببطء الشخص الذى يدعى ( عدوى ) ويتقدم إلىَّ وهو مبتسم أبتسامة مخيفة إلى أن أقترب منى وضحك بصوتاً صاخباً جداً وفى غمضت عين آرى نفسى أمام أمى فى غرفتها فى منزلنا القديم تنظر نحو باب الغرفة وهى مرتعبة جداً إلى أن فتح أبى باب الغرفة وكان وجهه مخيف جداً وكان مكبل من رقبته بسلاسل ضخمة مثل ما رآيته من قبل وبدأ يتقدم إليها وأمى ترتجف وتتحرك برأسها يمين ويسار بتلقائية من شدة خوفها إلى أن جلس أبى فى وجه أمى ومازال يبتسم تلك الأبتسامة المرعبة وتلك السلسلة مشدوده إلى الخارج ثم يتقىء أبى دماءً سوداء برائحه نتنه جداً فى وجه أمى وبعد ذلك يدخل شخصاً ممسكاً سلسله بيده اليسرى التى فى رقبت أبى ، شخصاً لم آرى فى جماله من قبل فكان ذو جسد ضخماً جداً ومنتفخ بالعضلات وجناحين لونهم أبيض ضخمين وشعره طويل يصل إلى كتفه وبيده اليمنى حاملاً بسيف مشتعل وضخم ظل ينظر إلى أبى وأمى لثوانى وبعد ذلك رفع بيديه السيف فى أتجاه أبى لينظر له أبى بسرعة شديدة وتتسع عيناى أبى وفمه خوفاً من ذلك الشخص ويرتفع جسد أبى فى الهواء وتتحطم جميع عظامه ثم يهبط جسده ببطء مع هبوط سيف ذلك الشخص ثم أقترب إلى أمى وبأظافره الطويلة جداً رسم على جبينها مثلث يحاوطة دائرة ثم أحترقت هذه الرسمة من على رأسها وبدأت أمى فى الصراخ والضحك وبعدها تقدم إلىَّ هذا الشخص وهو يبتسم لى أبتسامة زرعت فى قلبى رعبً شديد وترك السلسلة من يديه وبدون آى مجهود أدخل يديه اليسرى التى كان يحمل بها السلسلة إلى قلبى وقتها خرج لسانى من فمى وأنا أشعر بألم رهيب لا يوصف ومن شده الألم لم أقدر أن أتنفس أو أتكلم ثم آرى نفسى وأنا أفتح باب الغرفة وأنظر إلى أبى وأمى وفى لمح البصر أستيقظ من نومى .
وصوت نَفَسِى يشبه شخص يغرق وأحاول أن أقف ولكن عظامى وصدرى بهم ألم لا يوصف أكاد لا أشعر بهم من شدة الألم وبصعوبة أضع جبينى على السرير وبيدى اليمنى أحاول أن أدفع بجسدى للنهوض من على ذلك السرير المكسور وبعد عدة مُحاولات نجحت فى النهوض وجسدى يَتَرنح كسكيراً أحمق واضعاً يدى على صدرى و رأسى من شدة الألم ثم ألتفت نحو الباب لآرى على الحائط جملة مكتوبة بدماءٍ سائلة :
- اللى أبتدى بالدم مش هينتهى غير بالدم .
أقف لدقائق أنظر إلى الحائط وأنا غير مدرك ماذا أفعل ومتى كل ذلك سينتهى أتحرك إلى الحمام ببطء وكل عظمة تصدر صوتاً كصوت كسر زجاج ، أتقدم نحو الحوض و أفتح الماء لأضع رأسى تحت الماء وبعد دقائق أغلق الماء وأرفع رأسى لأنظر إلى وجهى فى المرآه المعلقه أمامى وبكل قوتى أُسدد لكمه للمرآه من شدتها تفتت وجرحت قبضتى ولكن من شدة آلم جسدى لم أشعر بشىء حقاً لم أعود أتحمل ما يحدث ، أتسند على الجدران لأصل لغرفتى مجدداً وأبدل ملابسى لأذهب لمختار لأنى لا أمتلك فلساً بسبب المدعو وجدى مدير المطبعة فهو لم يعطينى آجرى و أن لم أذهب مع مختار لن أقدر حتى أن أطعم نفسى و بعد أن بدلت ملابسى لقرابة الساعة أمسك علبة السجائر وأخرج منها سيجارة وأشعلها وأنظر إلى النافذة فوق السرير وبصمتاً أستغيث أن ينتهى كل ذلك وبعد أن انهيت السيجارة أمسك بالهاتف لآرى رسالة من فريدة تقول فيها :
- أنا أسفة يا مجدى كان لازم أقولك كده أمبارح وأول ما أعرف أكلمك هافهمك على كل حاجة .
أنظر إلى الهاتف وعينى يملئوها الدموع وأتمتم مع نفسى قائلاً :
- حتى لو ماكنتيش قولتى كده بعد الليلة دى كنت أنا اللى هبعدك علشان مش هسامح نفسى لو فى حاجة حصلتلك .
ثم يتساقط من عينى قطرات من الدموع وأنا أقول بصوت مرتجف وأغلق الهاتف بيدى :
- هتوحشينى أوى ......
ثم أتحرك نحو منزل مختار لكى نذهب إلى مكان
العمل وبعد أن وصلت أتصل به لأخبره أنىِ وصلت أسفل المنزل ليُجيبنى أنه على فور النزول بالمعدات التى سنعمل بها وبعد دقائق فتح باب البيت ليخرج المعدات واحده تلو الآخرى ثم يغلق الباب ويلتفت لينظر إلىَّ وهو صامت لعدة ثوانى وبصوت ملىء بالقلق يقول لى :
- أنتَ عينيك ورمه ليه كده هو حصل حاجة أمبارح .
أُجيبه بصعوبة شديدة من آلم رأسى وجسدى :
- يلا بس نتحرك علشان منتأخرش على أكل عشنا و هحكيلك فى الطريق .
وبعد أن تحركنا بدأت آروى له ما حدث بالتفصيل إلى أن وصلنا إلى منطقة الشروق وهو مكان الفيلا التى
فيها العمل الخاص بنا ومازالت نظرات الدهشة على وجه مختار ولم يتحرك فمه بكلمة واحدة ولكنه وقف أمام باب الفيلا لدقائق ينظر إلىَّ فى صمت ثم يقول لى :
- أحنا لازم ندور على اللوحة دى ولازم تكلم مريم بسرعة علشان أنا عندى أحساس كبير أن اللوحة دى عندها .
ثم ينظر إلىَّ لبضع ثوانى آخرى ويبتسم ويقول لی مُحاولاً أن يخفف عنى :
- مش هاتفتح المطعم بتاعك يا عزيزى وتجبلنا فيلا ذى دى نعيش فيها وتركبنا عربية مرشيدس كده .