Chapter 9

5 0 0
                                    

تنادى علىَّ مريم و تصمت لأنظر نحوها لآراها تلوح لى بيديها لأخرح لكى تحدثنى ثم ألتفت سريعاً إلى سارة لآراها نائمة مثل ما كانت أحاول أن أغير ملامح وجهى لكى لا تلاحظ مريم شىء وأتقدم نحوها وهى تطرق على كتفى إلى أن خرجنا من الغرفة وتقول لى :

- أنت هاتعمل إيه يا مجدى فى اللوحة دى أنا خايفة عليك ليحصلك مصايب أكثر من اللى حصلتلك .

أُجيبها مبتسماً ووجهى يظهر عليه الثقة واليقين : - متقلقيش أنا عارف هاخلص الموضوع ده أذاى بس لحد ما يحصل ده خلى بالك على نفسك وعلى ساره ولو فى حاجه حصلت تانى كلمينى على طول وعايزك تروحى لماما يا مريم أدينى حاكتلك كل حاجة وانتىِ دلوقنى متأكده أنها ملهاش ذنب فى اللى حصل لـبابا .

تنظر إلیَّ لثوانى وعيناها تود أن تتكلم قبل فمها وتُجيبنى بنظرات رعب شديدة :

- ما ..... ماما ..... ماما مين يا مجدى ؟

- ماما يا مريم أحنا عندنا خمسين واحده

- ماما ماتت من سنة يا مجدى .

أنظر إليها وأقول لها حروفاً متقطعة كطفل يتعلم الكلام حديثاً وأركض بعدها لأخذ اللوحة ثم أفتح الباب وأنزل على الدرج راكضاً إلى أن وصلت إلى الأسفل وأستمرارت فى الركض وأنا أحمل اللوحة إلى أن وصلت إلى منطقة العباسية وأدخل مسرعاً إلى مكتب الأستقبال وأسأل على أمى لأصعد إليها فى غُرفتها وكانت إجابة موظف الأستقبال إنه ليس هناك أحد بذلك الأسم ، وقتها فقدت أعصابى تماماً

- يعنى أيه مافيش حد بألاسم ده بقولك أنا أمى موجوده عندكم فوق .

- يا فندم أرجوك وطى صوتك علشان مينفعش كده ومافيش حد موجود بالأسم ده ورقم الأوضه اللى أنت بتقول عليها محدش دخل فيها من ساعة ما أتحرقت .

نظرت له وفمى عاجز عن الكلام وعقلى غير قادر على التفكير وكل ما يظهر على ملامح وجهى وجسدى الرفض التام لمَ يقوله ذلك الموظف ولكنىِ لم أعطى أهتمام لمَ يقوله وركضت مسرعاً لأصعد على الدرج إلى أن وصلت أمام غرفة أمى لأفتحها بسرعة لآرى الغرفة محترقة بالكامل وعينى تدور يمين ويسار فعقلى رافض تماماً أن يصدق ما آراه إلى أن رآيت أمى تتقدم إلىَّ من الشرفة وهى تبتسم لى أبتسامتها الجميلة المليئه بالدف مرتديه جلباب ناصع البياض إلى أن وصلت أمامى ورفعت يديها اليمنى على حدى الأيسر وتقول لى بصوت هادىء ومطمئن :

- أنا عارفة يا حبيبى أنك تعبت بس لازم تكمل اللى غيرك ماقدرش يكمله وأوعى تحس فى يوم أنى مش معاك .

وفى نفس الوقت يتهجم علىَّ رجال الأمن بالمستشفى ليسقطونى على الأرض ورأسى نحو الغرفة ولكنىِ لم أرى أمى و كانت الغرفة فارغة تماماً وبقوة يقومون بأنهاضى من على الأرض وواحدً منهم يعطينى اللوحة وبقيتهم يتقدموا وهم ممسكين بى إلى أن أخرجونى إلى خارج المستشفى وأعطونى اللوحة ويقول لى واحدً منهم بتحذير ملىء بالحده :

( السيف الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن