Chapter 3

19 0 0
                                    


ترفع رأسها ببطء شديد ثم تنظر إلىَّ لبضع ثوانى وتقول لى وهى تتسند على ذراعىِّ المقعد لتقف :

- کل ده نسينى يا مجدى كل ده متجيش تشوفنى مش كفايا أختك.

ثم تأخذنى بالأحضان وتُقبل كَتفى وأنا أحتضنها وأُقبل يدها وأنا أقول:

- حقك عليا ياست الكل أنا عارف أنى ندل ومأثر فى حقك بس أنتى عارفه أن الشغل مطلع عينى .

تبتسم وهى تمسح دموعها و تقولى لى :

- ربنا يعينك يابنى ويسهلك الحال ، تعالى يا واد نقعد فى البلكونة علشان عارفنى بحب الشمس .

نتحرك لنجلس وأنا أرتب المقعدين أمام بعضهم وأضع الطاولة فى المنتصف ، وهى تطرق على ظهرى بعض الطرقات بخفة ونعومة ثم نجلس وهى تنظر لى بأبتسامتها التى تشعرنى بالدفء منذ طفولتى

وتقول لى بصوتها الحنون :

- أُختك عامله إيه ومنتصر وساره ، البنت ساره ديه واحشتنى أوى أكيد كبرت وبقت ذى القمر.

أُجيبها بأنهم بخير وبأحسن حال ولكن كان رَدىِ بعدم أريحيه بعض الشئ وذلك لتوقعى لسؤالها التالى ، وبالفعل سألتنى ذلك السؤال الذى أكره :

هى لسه برضو مش عايزه تيجى تشوفينى ، يا مجدى قولها أنى مليش ذنب فى موت أبوك ، أنا يا حبيبى اللى فَضلى مش كتير ونفسى أشوفها وأشوف ساره.

أُقاطع حديثها و أقول لها مبتسماً :

- يا أمى ربنا يديكى الصحة وطولة العمر و أوعدك هخليها تيجى وتجيب القرده الصغيره معاها.

تبتسم أبتسامة خفيفة لتجعلنى أُدرك أنها تفهم

أنى أطمئن قلبها كالمعتاد .

ثم تغير الموضوع سريعاً و تسألنى :

- وأنتَ يا واد مش ناوى تفرحنى بيك

أبتسم لها وأُعرفها على فريدة ، بدأت علاقتى بفريدة من قرابه عام ولكن كانت هذه المره الأولى التى أتحدث مع أمى عليها وآروى لها تفاصيل علاقتنا وحياتنا ، قَلت أبتسامتها بعض الشئ وأنا أتحدث معها وبعد أن أنتهيت قالت لى :

- بس دى مش من توبنا يا بنى وأنا يا حبيبى مش عايزة قلبك ينكسر وبعدين الأصول بتقول أن لازم حد من أهلها يكون عارف أنك موجود.

أُجيبها مبتسماً :

- متقلقيش يا أمى هى بنت حلال أوى وذى ما حكتلك هى عارفة كل ظروفى ومستعده تعيش معايا حتى لو فى عشه وأنا كلمت أمها وعرفتها كل حاجة وبعدين أنا بحاول أشتغل ليل ونهار علشان أفتح المطعم بتاعى وأقدر أنى أعيشها فى مستوى معيشة قريب من اللى هى عايشه فيه.

تُجيبنى بضحكة خفيفة :

أنتَ لسه بتطبخ ، واحشنى أكلك يا منيل .

( السيف الأول )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن