وبعد عدة دقائق أسمع صوت موسيقى غريب لأفتح عينى ببطء مندهشاً ومستغرباً لهذا الصوت ومن أين يصدر ولكن زاد إندهاشى لرؤيت نفسی مستلقياً على ظهرى فى مكان غريب وهو عبارة عن طرقة لمنزل يبدو على تصميمة أنه قديم ومصنوع بالكامل من ، الخشب أرفع رأسى وأنا أتسند و أتلفت برأسى يميناً ويسارً لأرى على الجدار الأيسر طيور محنطة لم أرها من قبل وثلاثة شموع منيرين معلقين على الجدار الأيمن بالتوالى ، ثم أنظر أمامى لآرى غرفة يخرج منها ضوء شموع خفيف و يرتعش و يأتى منها هذه الموسيقى ، أتسند بيدى على الأرض والأخرى على الجدار لأقف وأتحرك ببطء شديد لآرى ما فى هذه الغرفه وكلما أخطو خطوة يصدر من هذه الأرضية الخشبية صرير مزعج ، أستمر فى التقدم وصوت الموسيقى يعلو أكثر ولكنها موسيقى مخيفة أكثر من المكان نفسه ثم أقف مذهولاً وأكاد أن أبلل سروالى ممارآيته أمامى .
كائن ذو بشره سوداء متفحمه يمتلك جناحين ضخمين وفى أخر كل جناح يخرج منه ناب من فوق وتحت كأنیاب فیل وجسده عاراً تماماً ووجه يظهر عليه تجاعيد كثيرة وأنفه وفمه ضخمين جداً و يخرج من فمه نابين ضخمين يصلان إلى منتصف وجهه ويجلس على مقعد خشبى ضخم مُزخرف ويمسك بفرشاه يملؤها اللون الأحمر وأمامه لوحه يرسم فى منتصفها مثلث وفى ذلك المثلث يرسم أسد ويحاوط المثلث بدائرة ويكتب أسفل اللوحة أسم بلغة لا أعرفها ولكنِ قرأتها بسلاسه وكان الأسم هو ( ماليك ) وعندما كُتِبَ الأسم أحترقت الرسمة ثم أحترق ذلك الأسم ولكن بدون أن تُمس اللوحة بضرر ورجعت كما كانت بيضاء ثم عكس ذلك الكائن اللوحة لأرى صورة لسيدة فى منتصف سن الأربعين يبدو على وجهها النبل والوقار مبتسمة بأبتسامة خفيفة ولكن أَصاب جسدى قشعريرة قوية عندما رأيتها أخطو خطوات صغيرة أخرى لكى آرى باقى الغرفة وهذا الكائن مستمر فى رسم تلك السيدة إلى أن وصلت لقرابة الباب لأدخل برأسى جهه اليمين لآرى هذه السيدة جالسة على سرير خشب ضخم و مزخرف بنفس زخرفة المقعد وبه ستائر بيضاء فى كل زاوية ومبتسمة نفس الأبتسامة التى فى اللوحة ثم تنظر إلى وتضحك ضحكة مُخيفة وفى نفس اللحظة أسمع صوت من خلفى ينادى علىَّ بأسمى لألتفت وأنا مذعور وآرى فى نهاية هذه الطرقة أبى مكبل من رقبتة بسلسلة ضخمة وأخر هذه السلسلة فى يد شخصاً ضخم ولكنِ لا آرى ملامح وجهه أو جسده بسبب أضائت الشموع الخافتة وفى لمح البصر يركض أبى ليقف أمامى ودماءٍ تسقط من فمه وعينيه وبصوت مرعب يقول لى :
- هياخد روحك ذى ما أخد روحى .
أستيقظ مزعوراً أرتجف وجسدى كله غارق فى العرق ولا أستطيع أن أستلقط أنفاسى و ليس هناك فى ذهنى وعينى غير لوحة تلك السيدة وأتحدث مع نفسى بصوت عالى وأنا أرتجف :
- هى دى اللوحة اللى أخدها بابا من عدوى .
أصمت قليلاً وأنا أحاول أن أتذكر تلك اللوحة وأين رآيتها وبالفعل تذكرت فهذه اللوحة جاء بها أبى إلى المنزل قبل أن يفارق الحياة بشهر وأحدث نفسى مره أخرى :