ما زال لحدُ زوجتي رثًا، وها هي قطعةٌ مني تلحق بها، دُفن تحت الثرىٰ بجانبِها، وأنا أصبحتُ وحيدًا، لا أملك شيئًا، تبخر كل شيءٍ كالسرابِ في غمضة عينٍ خاطفةٍ.
رحلتْ دفئُ قلبي وروحُ جسدي، وسلبتْ معها الحياةَ، لم يتبقَ شيئًا لي، حتىٰ طفلي، قد سلبته مني، ضحكتُها أصبحت مجرد ذكرياتٍ اجتاحتني، وبكاءُ طفلي أضواني، قد خيَّمَ الحزنُ عليّ، وعيونُ أترابي باتتْ ترمقني بحزنٍ كظيمٍ، تراقب دموعي المنهمرةَ من مآقلِ عينيّ بكثرةٍ، لقد طغىٰ عليّ العويل وبتُ أشهقُ بأنين.
نظرتُ لهم، ثم طلبتُ منهم الانصرافَ، راغبًا في الجلوسِ بمفردي، لم أعد أتحمل أحدًا، لا أريدُ من يفرجني غيرها، ولكن هل لها وأن تأتي وتخفف أعوالي وآلامي وقد دُفِنت في اللحدِ الضنكِ الكظيمِ. انسحبَ جميعهم بعد إلحاحٍ لم يُجدِ نفعًا معي، وبالمقابلِ انهمرتُ باكيًا في حسرةٍ، وصوتُ شهقاتي تعالىٰ بحرقةٍ، حتىٰ تماديتُ وسقطتُ أرضًا، واقتربتُ من قبرِها أكثر؛ لأخرج نبرتي الحبيسةَ.
فرقتُ شفتيّ برعشةٍ، ثم أطلقتُ صوتي بغصةٍ: لقد توُفّي...توُفّي ابنُنا...ماذا أفعلُ الآن؟ من كان جُزءًا مِنكِ غادر ليَذهب لكِ وَيَترُكُني.
لحظاتٍ من الصمتِ خيمتْ، وكأنها حولياتٍ وأنا كالمخبولِ أنتظرُ إجابةً منها: لمَ...لمَ...لمَ لمْ تربِطي حِزام الأمانِ؟...
قلتُ صارخًا أعاتبُها بصوتٍ يائسٍ ثم هدأتُ لأردف: لِمَ؟ لمَ لم تسمعي كلامي؟...ما ذنبي بِذلِك؟...ماذا فعلتُ لكِ لتُعذّبيني بِتِلك الطّريقةِ!
انفجرتُ في البُكاءِ وانخرطتُ فيه بشدةٍ حتىٰ انتهىٰ بي المطافُ بِفِقدانِ وَعيّي، علىٰ تلك الأرضِ الباردةِ من الصقيعِ، وسط ذلك الثلجِ الزمهريرِ.
![](https://img.wattpad.com/cover/343910760-288-k583628.jpg)
أنت تقرأ
عندما تنطفئ الشمعة ✍
Romanceوقتُ بِجسدي لِيلامس التُّرَاب رُكْبتيّ بعْدما سَيطَر اَلبُكاءُ علىٰ مُقلتيّ، اِستبَدّ بي اليأْسَ والْحزْنَ بعْدما هَيمَن علىٰ طاقَتي لأصبِح هزِيلًا أَمَام قَبركِ. أخذتُ أبْكي وسط شهقاتي وأنينِي دونَ أنْ تُخفِّفي أَلمِي كسَابِقِ أَيامِي، اِنْهمَرتْ ا...