"أغارثا"

43 7 0
                                    


                "الغابة"
بدأت رحلتهما في غابة "أغارثا"، حيث غطت الأشجار مجال الرؤية، واصلا سيرهما حتى وصلا إلى قرية صغيرة، دخلا أحد البيوت المتواجدة على حدود القرية، ترك "تالية" هناك، وذهب الى سوق المواشي، إشترى حصانين ثم إختار حبالا سميكة ودسها في حقيبته، عاد إلى البيت الذي ترك فيه "تالية"، وبيده الحصانين، دلف إلى الغرفة التي كانت تجلس فيها، وإندفعت إليه فور رؤيتها له:
_أين كنت طوال هذا الوقت! ألم تقل أنك ستعود بسرعة!.
تجاهل كلماتها الأخيرة، وقال وهو يضع حقيبته:
_أظن أنك جائعة، سأحضر بعض الطعام وأعود حالا.
لم يترك لها المجال للرد، فقد خرج مسرعا مثل المرة الأولى، عاد وفي يده قطعتين من الرغيف وبعض الخضار الطازجة، ودخل إلى المطبخ، بعد نصف ساعة خرج وبيده صحنين من الطعام الذي أعده بيده، أعد المائدة وبدآ بالأكل، أكملت "تالية " وقالت مازحة:
_لم أكن أعلم أن طبخ الرجال أفضل من النساء.
ضحك ولا تزال لقمة من الخبز في فمه، فإختنق وبدأ بالسعال، أسرعت "تالية" لتحضر الماء، وبعد هدوئه، قالت ساخرة منه:
_ألم يعلموك ألا تضحك وأنت تأكل!.
نهض وإتجه نحو الباب وقال بنبرة صارمة:
_هيا يا صغيرتي حان وقت الرحيل.
ركب كل منهما خيله وخرجا من القرية متجهين نحو الغابة، سارا لمدة طويلة إلى أن وصلا لإحدى المغارات.

                 "المغارة"
دخل "أيهم" أولا وبعد تأكده من عدم وجود خطر محدق، نادى على "تالية" فتبعته ودخلت إلى تلك المغارة العميقة، بعد مشي لمدة ساعة ونصف وجدا مفترقا للطرق، به ثلاثة ممرات، عبرو من الممر الثاني الذي قادهم إلى ردهة واسعة، أسوارها مرصعة بالجواهر الثمينة، إتجه "أيهم" نحو صخرة عملاقة وبدأ بالتنقيب عليها، بعد ربع ساعة من التنقيب، صرخ مناديا "تالية"، التي أسرعت نحوه وهي ترتجف، قال وهو يقلب على يديه شيئا أخضر براقا:
_أنظري ها هي ذا أول تميمة.
كانت التميمة على شكل زهرة خماسية تتوسطها نجمة ذهبية، كانت مصنوعة من الزمرد الخالص.

علقها "أيهم" في طوق طويل فأصبحت تبدو كقلادة خضراء، بعد ثواني من إستخراجها من تلك الصخرة، بدأت المغارة بالإنهيار، أسرع "أيهم" يعقد الحبال التي إختارها بعناية من السوق، وثبت بها منجلا حادا، وألقى به فوق فوهة المغارة المفتوحة، قال ل "تالية" وهو يثبت يداه القويتان على الحبل:
_أسرعي قبل أن تصبح المغارة قبرا لكلينا.
تشبثت بصدره العريض وأمسك هو بخصرها وبدأ يتسلق الحبل إلي أن وصل إلى الفوهة المفتوحة، لفضا أنفاسهما، وضحكت "تالية" بهستيرية وهي تقول:
_لم أتخيل نفسي يوما فتاة مغامرة يا فتى الأدغال.
قهقه "أيهم" وهو يحدق في التميمة الخضراء، ثم قال:
_وجدنا واحدة ولا تزال ستة أخرى في إنتضارنا.
ركبا حصانيهما اللذين تركاهما في بوابة المغارة، وبدآ رحلتهما التالية نحو "أفالون"، في طريقهما قاطعهما مجموعة من قطاع الطرق، أسرو "تالية" وهددوا "أيهم" بقتلها، قال زعيم قطاع الطرق:
_سلمنا الحصانين وكل ما تملكه وإلا سنقتل زوجتك.
تقدم "أيهم" وأمدهم بالحصانين وبعض القطع الذهبية التي كان يملكها، سلموه "تالية" و إبتعدو عنهما، قال لها ساخرا:
_لا نحتاج إلى الأحصنة فرحلتنا تحت الماء يا زوجتي.
ألقت عليه حجرة جعلت عيناه تتورمان وقالت:
_لا تنادني بزوجتي وإلا سأنزع عيناك وأقطع لسانك، وهيا بنا فأنا لا أريد أن أكون عشاءا للذئاب.

"طرقات الحُبّ" | Ways of the love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن