"بايتيتي"

26 6 0
                                    

            "المدينة الزرقاء"
وبعد الظهر خرجا متوجهين إلى المملكة الأخيرة التي تمثل عاصمة "آکروبولس"....، لاحت إلى أنظارهما مملكة "بايتيتي"، كانت مدينة عملاقة تضجّ بالسكان، القلاع مرتفعة والمباني ذات تصميم مبدع، كانت عالية جدا، معضم شعبها من الطبقة المخملية، الثراء الفاحش بادٍ على ثيابهم الأنيقة، الرجال يتلفحون المعاطف السوداء والبنية وقبعات في أشكال غريبة وأحذية جلدية، أما النساء فكن يرتدين الفساتين الطويلة بألوان مختلفة، مزركشة بالعديد من الأشكال، من زهور بشتى أنواعها وفراشات كأنها تحلق بجناحيها المبرقشة... المطرزة بدقة، وقطع الدانتيل المخيطة من الخصر إلى أعلى الصدر، كانت المدينة تضج بالموسيقى، والشباب يتراقصون مع الفتيات في جوّ بھیج، وشعالات النار تضيء المكان، غير أن القمر كان يفعل واجبها، حيث كان يبدو قريبا جدا من الأرض ومتعملقا في السماء، نوره الأبيض يضيء الشوارع، وكانت تتدلا النجوم في السماء السوداء، وتلمع كأنها تتراقص مع أنغام الموسيقى، ورائحة الزهور العطرة تملأ الهواء المنعش، فرغم أنها مدينة من الحجارة إلاّ أنها تتغطى بخضرة واسعة ، حيث أشجار الأرز تقبع على الأرصفة، والأزهار والورود منتشرة في الحدائق العمومية، إضافة إلى رائحة البحر الأزرق، مع تلك الموانىء التي تزدحم فيها السفن الحربية، ورغم الليل إلاّ أن كل شيء واضح حتى ما مع السكان، وكان هناك جسر حجري من البوابة الزرقاء نحو ساحة المدينة، تقف على جانبيه أعمدة الإنارة، التي تشتعل فيها النيران.

                        **********لمح "أيهم" كل شيء، وهو يفكر لماذا كلما زار هذه المدينة زاد إندهاشه من جمالها السحري!، كأن أحدًا ألقى عليها سحرا جميلا زين المكان، ومنه رونقًا وبهاءًا، تجولا كثيرا في شوارع "بايتيتي"، وكانت "تالية" مشدوهة وقد إتسعت...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

                        **********
لمح "أيهم" كل شيء، وهو يفكر لماذا كلما زار هذه المدينة زاد إندهاشه من جمالها السحري!، كأن أحدًا ألقى عليها سحرا جميلا زين المكان، ومنه رونقًا وبهاءًا، تجولا كثيرا في شوارع "بايتيتي"، وكانت "تالية" مشدوهة وقد إتسعت عيناها حين لمحت القمر قريبا من الأرض بشكل رائع، وزاد إتساعهما من تلك القطع الأثرية من العصر الفكتوري، فناجين وأطباق مذهبة موزعة في خارج المحلات، و الثريا المتدلية داخل المقاهى، وأزياء النساء و الفتيات الصغيرات المزركشة، حتى الموسيقى الرائعة التي أطربت سمعها، كل هذا وقد إنشغل "أيهم" بتفكيره في رسول الملكة "لوفاليس" الذي جاءه في "نيفرلاند"، ومن هو هذا الذي يريد سرقة التمائم!، وما حاجته بهم!.
أخرجه صوت طرق أرجل الخيول للأرض، لقد كان الجنود يقتربون من "أيهم" بسرعة، ما إن وصلوا حتی وقفوا في صفين متوازيين، وتحّوه تحية عسكرية في مشهد مهيب، ورددوا بصوت واحد إرتجف جسم "تالية" لسماعه: «عدت سالمًا سيدي القائد الأعلى للجيش»، بادلهم "أيهم" التحية وقد بدت على وجهه علامات الجدية والصرامة....، توجهوا نحو قصر كبير جدًّا، إنه قصر "ويندسور" وهو أشبه بالقلعة، كأنه مستوحى من الخيال، متكون من عدة قلاع، أعلاها كانت كأنّ قمتها تلامس سطح القمر، وهي قلعة مميزة في الوسط، وستة أخرى ذات قبب دائرية متفاوتة الأحجام، وأحد عشرة في شكل هرمي قمتها حادة، ومبنى آخر في واجهتها على شكل سفينة بلا أشرعة، جوفها فارغ فأصبح كالممر، توسطت المملكة كالعروس، وأضواء تظهر من الخارج وكأن حفلا يقام الليلة، عند دخولهم القلعة، لاحظت "تالية" العدد الهائل من الخدم والجواري، وكان عزيمة كبيرة ستقام، تبعت "أيهم" الذي كان وكأنه يتجول في بيته، يحفظ تلك الممرات التي تبدوا لها كالمتاهة...، وصلا إلى الجناح الملكي حيث إستقبلتهم ملكة شامخة ذات هيبة وسلطة ، ترتدي فستانا أبيضا طويل ، مرصّع بالجواهر الحمراء، وفيه قلنسوة تغطي شعرها الناعم _الذي كان وكأن غرابا طار منه_ منقوشة بخيط من الذهب، كانت على كبر سنها تحافظ على سحرٍ و جمال باهر، تبعث الطمأنينة في نفوس زائريها.

"طرقات الحُبّ" | Ways of the love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن