"أفالون"

34 7 0
                                    


           "الملك آريُس"
كانت الوجهة التالية "أفالون"، وبعد مسافة طويلة من المشي، وصلا إلى شاطىء خلاب، تحلق فوقه طيور النورس البيضاء، إقتربا من البحر وخطى" أيهم" أولا خطواته فوق سطح الماء، تذكرت "تالية" ذلك اليوم الذي رأته فيه وهو يمشي فوق بحيرة "إدكو"، تراجعت خطوة للخلف، فإستدار نحوها وقد لاحظ علامات التوتر والقلق على وجهها البريء، أمسك يديها الرقيقتين وبدآ مسيرتهما فوق بحر "أفالون" النقيّ، حتى توقف "أيهم" وقد إبتعدا كثيرا عن الشاطىء، أخرج من حقيبته الجلدية قارورة زجاجية كانت تحتوي على مسحوق أزرق، فتحها و رشّ فوقه بعضا من المسحوق وكذلك فعل ل "تالية"، ثم تمسك بيدها وخطى خطوة فغاصت قدمه في البحر، فعلت "تالية" مثله وأكملا غوصهما، كانا ينزلان أسفل سطح الماء كأنهما ينزلان درجا من الصخور، وكان حقا كذلك، إلا أنه درج من الماء، وعند وصولهما إلى القاع وهما يستطيعان التنفس والكلام في أعماق البحر، لمحا بوابة لمدينة كبيرة هناك في القاع، فتحت الباب الكبيرة المصنوعة من العسجد الخام، كأنها ترحب بهم، ودلفا إلى تلك المدينة، إنها مملكة "أفالون" البحرية، وصلا الى سوقها الشاسع، كانت حيتان الأوركا والقروش وكذا الدلافين والأسماك الصغيرة تتنقل بين الناس هناك، فقد كان عددهم هائلا كأنهم فوق سطح الأرض لا في قاع المحيط، لاحظت "تالية" سكوت "أيهم" على غير عادته، ثم رأته وهو يتجه نحو ذلك القصر الجذاب في وسط المدينة، فور أن لمح الحارسان وجه "أيهم" حتى حيوه بالتحية العسكرية، تفاجئت "تالية" من هذا التصرف، فقد ظنته شخصا عاديا في هذه المملكة، يبدو أن له شئنا كبيرا هنا، قادهما أحد الحراس إلى ردهة واسعة في القصر، وبعد مدة وجيزة، جاء ذلك الملك الشهم، كان شيخا غزى شعره الشيب، حتى لحيته الطويلة، انحنى "أيهم" له، وقال بوقار:
_مرحبا يا سيد "أريُس" ، سررت بلقائك من جديد.
لاح على وجهه شبح إبتسامة، وقال له:
_أهلا بك أيها القائد "أيهم"، يشرفنا لقائك هنا.
كان "أريُس" ملكا لممكة "أفالون"، إستضافهم في قصره ووجههما نحو المكتبة العملاقة، إتسعت عينا "تالية" من ضخامة تلك المكتبة التي لم ترى مثلها من قبل، دخلا إليها واتجه القائد "أيهم" نحو أحد الرفوف، وبدأ يبحث عن أحد الكتب، لم يستغرق وقتا طويلا حتى وجده ، قلّبه بين يديه ثم توقف عند إحدى الصفحات وهمس قائلا:
_ها هي ذا.
أسرعت "تالية" نحوه لترى ما تخبئه تلك الصفحة، وفور أن رأتها إرتسمت على وجهها علامات الدهشة!، إنها لغة غريبة لم تفهم منها حرفا، قال وهو يوضح لها:
_إنها مكتوبة باللغة الأرمينية، حالها حال جميع الكتب في "آكروبولس"، وفي هذه الصفحة مكان للتميمة الثانية، وهو في أحد كهوف الأخطبوط العملاق، لا أظن أنه لا يزال حياّ بعد كل هذه المدة، فلا داعي للخوف.
إختفت علامات الدهشة من وجهها، وخرجا من تلك المكتبة وكذا القصر بعد أن ودعا الملك "أريُس" توجها نحو بقعة خالية من المدينة.

"الكهف"
وبدآ في المشي الى أن وصلا الي كهف كبير جدا، دخلا إليه وبعد مسافة قصيرة وجدا صخرة تشبه الصخرة التي كانت في المغارة، بدأ "أيهم" في التنقيب عليها، حتى وجد التميمة، كانت على شكل حوت أزرق، مصنوعة من الزُفير الأزرق الجذاب.

"طرقات الحُبّ" | Ways of the love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن