"رحلة جديدة"

28 6 0
                                    


"لقاء بعد فراق"
في صباح اليوم الموالي، وبعد مغادرة العربة التي كانت تقل "تالية" إلى "أغارثا"، لتعود إلى عالمها، وهي تتلفت بين حين وآخر لترى "أيهم"، الذي خرّ جالسا على الرصيف، وقد أحس أن الهواء يخنقه، كان يعلم أن هذه اللحظة آتية لا محالة، لكن لم يتوقع أن تكون بهذه القسوة.
بعد أن تمالك نفسه، قام بتجهيز حقيبته، وفضل أن يذهب مشيا إلى "غوثام"، على أن يركب جواده الأدهم، في طريقه شعر بروحه تخرج من جسده، فتوقف تحت شجرة بلوط عملاقة، بقرب نهر عذب، وضع أمتعته وراح يتوضىء ليصلي صلاة الإستخارة، دعى الله أن يصبره على فراقها، وأن يجمعهما مرة ثانية، ويجعلها له زوجة صالحة أيضا... ، بكى مثلما لم يبكي من قبل، مسح دموعه وسلم، وقد أراحته هذه الركعات، سمع صوتا من خلفه يهمس:
_تقبل الله منك.
إندهش من الصوت الذي سمعه، وإلتفت بسرعة، وعندما رآها إتسعت عيناه وأسرع إليها، كانت صديقة الطفولة "آسي"، كانت لا تزال بزيها العسكري، ذات ملامح جميلة وشعر أسود بعض الشيء... قصير، مع بعض النمش على وجنتيها، وعينان جوزيتان، وبشرة حنطية، متوسطة القامة، لكنها جريئة.

عانقها بشدة، فقد كان يعدها أختا له، فقد إلتقى بها وهو في التاسعة من عمره، بينما كانت هي في الحادية عشر من عمرها، ثم قال:
_ماذا تفعلين هنا!، وكيف لم أراك في الطريق!.
_أتيت في زيارة لعائلتي هنا، وقد وصلت لتوي بالخاتم الذي أمدته لنا الملكة، فهو يسهل التنقل في أرجاء المملكة.
_لقد نسيت أمر ذاك الخاتم، وأظن أنني أضعته.
_لا إنه معي، خذه فأنا لدي واحد، لقد نسيته في غرفتك يوم غادرت.
_شكرا لك حقا، لن أنسى كل ما فعلته لي منذ لقائنا.
إبتسمت بهدوء، ثم ودعته لتذهب إلى القرية التي يسكن فيها أهلها، أما "أيهم" فكان سيستخدم الخاتم، إلا أنه فضل السير لأنه يخشى أن يكون "الموحدان" في إحدى الطرقات هنا، إستأنف سيره إلى أن وصل لجسر صغير لإحدى الأنهار، توقف هناك يتأمل تموجات مياه النهر وقطرات الأمطار تسقط على صفحته.

بينما هو يتأمل المنظر، سمع صوت خطوات تقترب، رفع رأسه ببطئ، ليتفاجأ بالقادم!، كانت "تالية" هذه المرة!، بقي مشدوها يحدق فيها، إلى أن إستطاع أن ينطق أخيرا: _أ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بينما هو يتأمل المنظر، سمع صوت خطوات تقترب، رفع رأسه ببطئ، ليتفاجأ بالقادم!، كانت "تالية" هذه المرة!، بقي مشدوها يحدق فيها، إلى أن إستطاع أن ينطق أخيرا:
_أ... أ... ألم تذهبي بعد!.
_بلى لقد ذهبت.
_إذا كيف أتيتِ إلى هنا!، دعيني أحزر... هل أنا أتوهم!.
_لا تهذي، لقد ذهبت حقا و وصلت إلى العابرة، لكنني تذكرت أنني أحب المغامرة، وليس من شيم المغامرين الإنسحاب من منتصف الطريق، لذا قررت العودة بواسطة خاتم منحته لي الملكة "لوفلايس".

"طرقات الحُبّ" | Ways of the love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن