#إبتليت_بك
:: 1 ::
بقوة كتفه فتح الباب وأمر الجنود بتفتيش كامل المقر .. بخطوات واثقة وسلاحه في ايده لف نظره ع المكان يللي كان كله فوضى وعبارة عن قنينات شرب وملابس بالية متلوحة يمنى ويسرى .. واصل خطواته باشمئزاز .. قطع تآمله في الخراب صوت أحد الجنود
( آفندي حسام ) واطى راسه ماتابعش جملته
( خير شن فيه ؟؟ )
( في غرفة وفيها بنت )
( كمل كلامك خيرها البنت ؟ )
ماخلاشي يكمل كلامه وطلع يجري واخيرا بيلقي القبض عليهم المفسدين في الارض او آي دليل يقربه ليهم ..
أشرله ع الغرفة .. فتح الباب بصرامة وكان ضوء الشمس داخل الغرفة من روشن عالي ومسكر بقضبان حديد .. في زاوية من زوايا الغرفة كانت بنت في سن المراهقة مرمية ع الارض وعارية تماما
حسام ::
في لحظة ضعف من نفسي قعدت نتآمل في جسمها المتورم يللي كان واضح عليها متعذبة وانها أسيرة مش دليل قبض ع المجرمين .. تلفتت للجندي يللي معاي وأمرته يطلع ويسكر الغرفة .. ومن هاللحظة حطيت في بالي ان عرض هالبنت هوا عرضي ومانخليش حد يتأمل جسمها الصغير ..
تلفتت يساري لقيت قطعة قماش متوسخة لكن تفي بالغرض .. نزلت ع ركابي بالشوي وغطيت جسمها .. فتحت عيونها وبحركة سريعة منها غطت وجهها بايدها وقعدت تصيح وتقول ( بالله عليكم ياسرني خلااااص .. حراااام عليكم خلوني في حالي عندي أهل انا والله حراااااام .. خلوووني )
كل كلمة قالتها كانت تغرس خنجر في صدري .. عضيت شاربي وحسيت بأنها كانت تتوجع هلبا عندهم .. بس حطيت ايديا ع ايديها وسحبتهم لوطة
حسام: ماتخافيش انتي في أمان
لاحظت أني لابس عسكري حسيتها اطمنت وغمت جسدها بالقماش وقالتلي: انت منو !!
وقفت طلعت بطاقتي ورميتها ع الارض وقلت بصرامة: انا الضابط حسام صلاح الدين
مرات تكون خدعة من هالكلاب ونتورط فيها .. قامت البطاقة وشبحتلها واضح عليها مش فاهمة شي .. رمتها ع الارض وغمت راسها بين ركابها وقعدت تبكي
تنهدت وناديت ع العسكري يللي معاي
خش للغرفة وقدم بتحية عسكرية حسيت انها ارتاحت .. وبما أني عاهدت نفسي اني نصونها كعرضي وشرفي .. غطيتها بوقفتي في وجه العسكري باش مايلمحش حاجة منها
( جيب عباية ووشاح من آي محل بسرعة )
( تم آفندي )
طلع سكرت وراه الغرفة وابتسمت ( ماتخافيش مني تمام !! )
بس عيونها كانو فيا ومتمسكة اكثر بالقماش وقالتلي بصوت هادي ومرتعش ( شكرا )
ابتسمت وطلعت سكرت وراي الباب ..
في السيارة كانت جنبي في الكرسي الخلفي ..
( نمشو للمقر آفندي حسام ؟؟ )
( ايه برا )
عيونها ماقامتهم من ع الارض طول الطريق كانت هادية وساكتة ممكن من هول ماشافت الله اعلم .. لما وصلنا للمقر طلبت يجيبولها ماكلة دسمة تقيم قلبها بيها .. وقعمزت نراقب فيها كيف تاكل .. فجاءة وقفت عن الاكل وشبحتلي .. فقت ع روحي وقلتلها ( انا طالع كولي براحتك )
كيف بنطلع جتّث ع ركبتها وشدت ايدي وقعدت تبكي وتتجدا
( بالله عليك ماترفعنيش لأهلي والله يقتلوني .. والله يذبحوني )
وقعدت تبوس في ايدي فكيتها منها بقوتي ( نبوس ايدك نبوس رجلك ياآفندي ماترفعنيش ليهم )
لما نزلت راسها لرجلي ع طول شديت في كتافها وساعدتها وقفت .. حطيتها ع كرسي وهيا قاعدة تبكي .. مانعرفش لحظتها ليش ضعفت ؟؟ .. قعمزت مقابلها
حسام: مش ح نرفعك لاماليك لين نحقق معاك
زادت في بكاها اكثر بالعبرة وقالتلي: والله مادرت حاجة .. هما خطفوني من المدرسة
لما رنت في وذني كلمة ( المدرسة ) تلفتت لجسمها وحسيت بيها صغيرة وفي عمر المدرسة فعلا .. واطيت عيوني وتنهدت .. نتساهل معاها وتطلع كمين من الباقيرا ؟؟ .. والا فعلا البنت مظلومة ؟؟ ..
حسام: شن اسمك ؟؟
أمل: اسمي أمل
حسام: أمل منو ؟؟
أمل: أمل هويدي
حسام: كم عمرك ؟؟
بصوت مجروح ومتآلم:15السنة
تألمت لعمرها الصغير ولمشكلتها العويصة .. بس تجاهلت تألمي وقلتلها : قوليلي شن صار معاك بالزبط ؟؟
هزت راسها نافية وقعدت ترعش : مانعرفش مانعرفش
قداش انت غبي ياحسام .. تو وقتها ؟؟ .. البنت نفسيتها تعبانة وانا نوضتلها جروحها
حسام: خلاص ياأمل قلتلك انتي في أمان الباقيرا مش ح يمسك طول ماانتي معانا تمام !!
ابتسمت .. وشربت كاس الحليب كله وقالتلي: ماترفعنيش لاماليا !!
حسام: انتي مش مستاحشتيهم ؟؟
أمل: انا ليا فوق من 4 شهور غايبة .. انا مستاحشة ماما وبابا هلبا لكن خوتي لما يقتلوني لو يشوفوني وخاصة بعد ما ....
سكتت فجاءة .. تلفتلها وكلي فضول : بعد شنو كملي ؟؟
أمل: بعد ماسلبو عذريتي
تكيت راسي ع كرسي وغمضت عيوني .. فعلا وجعتني البنت مازالت صغيرة والمستقبل قدامها كان طارح ورده .. بس بعد هالشي أعتقد ان طرح شوكه وزاد سكاكينه عليها
أمل: تعبانة
قمت راسي وابتسمتلها : تو نرفعك لحوشي ترتاحي فيه
أمل: انت متزوج ؟؟!
حسام: لا .. بس تقدري تقعدي فيه لأمتى ترتاحي لأني اصلا مانقعدش فيه
أمل: لا مستحيل نقعد بروحي فيه
ضحكت ع جنب: يعني قعدتي مع باقيرا 4 شهور ماتقعديش معاي انا أيام !!
بعدين لاحظت كلامي جارح .. كان راسي ع الورق يللي قدامي .. لما قمته فيها لقيت عيونها تعبو دموع وبصوت مجروح قالتلي: انا والله بنت ناس وعيلة وتربيت ع صح و....
ماقدرتش تكمل كلامها من كثر ماخنقتها العبرة .. مانكذبش عليكم استعطفتها البنت وماقدرتش نشوفها في نظري الا صادقة .. بس حاولت نبينلها شخصيتي القوية باش ماتستاهينش بيا
حسام: ح نرفعك لحوش العيلة اطمني .. ع العموم انا اسف ع الكلمة
واصلت كلامي وناديت ع أشرف
أشرف قدم تحية العسكر وقال : نعم آفندي
حسام: قدرتو تحصلو مقر باقيرا الجديد ؟؟
أشرف: لا والله .. مازال في مقترحات لأكثر من مكان ومواصلين البحث ان شا الله
حسام: نبيكم اطلعوه من تحت الارض
أشرف: باذن الله .. آي أوامر تانية ؟؟
حسام: أرفع هالبنت لحوشي وخليها ترتاح ونبه ع الحرس مانبي الطير الطاير يقربها تمام !!
أشرف: ان شا الله .. تفضلي معاي !!
طلع أشرف .. ولاحظت من مشيتها كانت متعرجة زيادة واضح انها متعذبة ع الآخر
وصلت للباب وتلفتتلي : يعني انت مش ح تروح فيه ؟؟
ابتسمت ع عفويتها وقلتلها: ايه ارتاحي الليلة عندي توكة ماتخافيش .. بس ياأمل انا وثقت فيك بنت ناس ومتربية رجاءا ماتخيبيش ظني فيك .. يعني خليك عاقلة
حطيت البيرو ووقفت بايديا ع المكتب وقلت بصوت كله شدة: يعني آي غلط يصير انتي تتحملي مسؤوليته تمام !!
ابتسمت بتردد وطلعت لأشرف .. تنهدت وقعمزت ع الكرسي .. من وين جتني هالمصيبة تو كيف بنديرلها بس !!
( أشرف )
أيييح اشرف ماهو مشي .. ( عماااااد .. عماااد )
عماد: نعم ياآفندي
حسام: بلاش منه الاسم اهوا مش بينا
عماد: حسيته عاجبك هههههه
قعمز ع الكرسي جيت قربت وقعمزت ع الكرسي اللي مقابله
حسام: شاغلتلي بالي هالبنت
عماد: اللي مايدير شي مايجيه شي ياصاحبي
تلفتله بتعصب وقلتله: مش قاعدة .. انت ماتؤمنش بابتلاءات الله ؟؟
عماد: اكيد نؤمن .. ( قدم راسه ليا ) خلينا منها .. شن بدير مع الباقيرا ؟؟
حسام: ايييح .. اللي مخلي الباقيرا لاعب في البلاد والعباد هما الروس الكبار يللي في البلاد ( ابتسمت ع الجنب ) يللي نحنا الضباط والجيش تحتهم .. كيف تبيني نوصل فيه !!
عماد: عندك الحق .. بس خليها الدولة في جهة وخللي وطنيتنا في جهة تانية
حسام: اكيد .. مش ح يرتاحلي بال لين نحصله
عماد قبض ايده بالقوة : وبعد تحصله ؟؟
شديت السيجارة ولعتها وابتسمت: بعدها لكل حادث حديث
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أمل ::
( تفضلي .. هذا حوش الآفندي حسام )
ابتسمتله وسكر وراه الباب .. لفت عيوني ع الحوش قداش كان بسيط وحلو .. قدمت خطواتي كان يميني المطبخ مفتوح ومقابله طاولة اكل صغيرة .. ويساري صالون وكان محوس بقايا السيجارة وشيش امية وبطانية ملوحة .. وشاشة تلفزيون .. نحيت وشاحي .. وقدمت لين وصلت للصالون اتلوحت عليه بعد مانفضته .. بيني وبينكم تعودت نرقد في الغبرة والاماكن الوسخة .. 4 شهور مش شويا كانو عليا .. خداني النوم .. واول يوم فعلا نرتاح فيه .. عيوني غفو بأمان ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
حسام ::
طلعت مع الشباب في الحراسة الليلية ع المقر .. ولعت دخاني وشديت هاتفي اتصلت بأشرف ,, اطمنت ع أمل انها مازالت في الحوش وماقربها حد .. وبما أني أثق هلبا بأشرف كلفته بمهمة حراستها .. اتصلت بيا أمي بعد ماسكرت طول
( وليدي متغطي كويس ؟؟)
_ماتخافيش عليا يمة .. المهم انتم كويسين ؟؟
_ بخير الحمد لله .. غير قلت نطمن عليك قبل مانرقد
_ اطمني مادامك انتي بخير انا اكيد بخير .. ربي يحفظك ليا ياغالية
_ وربي يفرحني بيك ياوليدي ويحميك ويرضى عليك
_ باذن الله .. هي ردي بالك ع روحك وسلمي ع خوتي .. تصبحي ع خير
بسبب وظيفتي تخليت ع بيت الأهل يللي في مدينة تانية واستقريت بروحي في العاصمة .. خالتي بس هنا .. وكنت بين الحين والأخر نمشي نرتاح عندها وتحويني بحنانها زي أمي بالزبط ..
كانت ليلة هادية بطبيعة الحال .. نتلفت ع الشباب كانو صغار اعمارهم اقل من العشرين .. حب الوطن دفعهم للوظيفة هادي .. تخلو عن حياتهم مقابل سعادة الوطن وافراده .. او ممكن الحاجة خلتهم يقدمو ع وظيفة ممكن يدفعو ثمنها ارواحهم ..
طلعت الشمس .. الشباب فرحو خشو يتجارو يبدلو حوايجهم باش يفصلو عليهم زملائهم التوكة .. اثاوبت ومديت ايديا فوق واخيرا بنرجع لحوشي نرتاح شويا .. بس اذكرت أمل فيه !! .. احسن شي نستدعيها للتحقيق منها نرتاح من هالمهمة ومنها نرجعها لأهلها ماعندي علاش قاعد شادها ؟؟
طلبت أشرف يجيبهالي ولبى النداء ..
خشت أمل وين شافتني ابتسمت .. طلبت منها تقعمز وضحتلها أن مافيش مجال للضحك هنا .. هذا مكان شغل وانتي هنا للتحقيق مش للتعارف .. مع هذا ابتسامتها قاعدة ماتغيرتش
_ فطرتي ياأمل ؟؟
حركت راسها نافية
_ علاش !!
_ مانبيش
تنهدت ورجعت لكرسيا : اسمعيني .. نبيك تحكيلي كل شي صار معاك تمام !!
أمل واطت راسها ودمعت عينها
قلبت عيوني وقدمت خطواتي وقلت : خلاص نخلي الضابط عماد يحقق معاك
وصلت للباب .. بس هيا ساكنة ولا ردة فعل دارتها .. فتحت الباب ردني صوتها ( خلاص تو نحكي )
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أمل ::
مانعرفش عماد من يكون ؟؟ .. مرات صعب ويضربني باش نحكي كل شي .. ع الأقل حسام شاف كل شي بعيونه مااعتقدش يعذبني .. ولا يضربني .. تسارعت الافكار في داخلي وطلعت كلماتي ( خلاص تو نحكي ) .. رجع لمكانه وهز راسه بمعنى ( احكي ) #Dudu
أنت تقرأ
إبتليت بك
Actionرواية تحكي ع معاناة فتاة ضحية حرب لا ذنب لها فيها .. تجردت من كامل انوثتها حتى امتدت اليد المنقذة لها استرجعت ماستطاعت استرجاعه .. ستواجه المصاعب لتعود كما كانت ولكن .. هيهآآت للكاتبة سندس محمد التاريخ 13/8/2018