نَرجســــــي

P.14

جيون جونغكوك

حملت المفكره اطالع غلافها الاصفر مطبوعة عليه زهور بيضاء ناعمه متناثره هي زهور الياسمين التي تشبهها،يتوسطه مربع دانتيل ابيض يضم اسمها وهناك شريط ساتان رفيع يتربع في منتصف المفكره يشير الى اخر صفحه خطتها اناملها الرقيقه..

ترددت في فتحها فهي تخصها لوحدها تضم اسرارها ومخططاتها وليس من عادتي تفحص خصوصيات الاخرين،لكن شوقي الى ثرثرتها شجعني على فعل ذلك اردت معرفة ماتفكر فيه ..

عادة حين اريد تصفح كتاب ابدأ من المنتصف لاخذ نظرة عن محتواه وفحواه وهذا مافعلته واول شيء جذب نظري اسمي لان حروفه مألوفة بالنسبه لي،جيون جونغكوك،ابتسامة عريضه توشحت شفتي حين لمحته..
لماذا انا هنا؟؟

صرت اقفز من صفحة الى صفحة واتجول بين اسطرها بلهفة اقرأ كلماتها التي ترجمت مشاعرها احياناً خطتها بحزن واحيانا بفرح وحب،ايمالين انثى رقيقه وخجولة تخفي الكثير من الجرأة..

هي تفكر بي مثل ما افكر بها،هي ترغب بي مثل ما ارغب بها،لكن طبيعتها المتحفظه تجعلها تكبت كل شيء في داخلها..
كيف اجعلها تعود؟؟كيف أصل اليها الان؟؟
اود احتضانها بشده..

قاطع انغماسي في القراءة رنين الهاتف،الساعة تجاوزت الثانيه عشر مماجعلني اتسائل عن المتصل،خطوت نحو الهاتف وصادفتني هانسو قادمة من الناحيه الاخرى تنوي الرد فأشرت لها بيدي ان تعود ادراجها..

كان الطبيب الخاص بي،يحمل اخباراً ساره كما وصفها،لانه وجد متبرعاً لكنه في مدينة اخرى ويتوجب علي السفر من اجل مقابلته،انهيت المكالمه معه واتصلت بمارك ليوافيني في الصباح الباكر لنقصده..

لطالما كان السفر والتجوال هوايتي وشغفي لكنه انطفأ،صرت اشتهي ان ابقى في غرفتي ويهيأ لي جدران منزل صغير تضمني بدفأ وشخص يحتويني دون ان يكون طامعاً بي مادياً او معنوياً فقد نفذ مخزوني من العطاء اريد الاخذ..

رافقني الطبيب الى المشفى المقصود حيث سنقابل المتبرع،الذي وصل متأخراً بساعتين عن الموعد المحدد،يترنح في مشيته ليس مخموراً انما مظهره عث ورث..

نظراته غير مريحه تتجول هنا وهناك عرف عن نفسه وتأكدت ان كل شيء اصولي بشأنه لكنه رفض اجراء الفحص مباشرة بداعِ الجوع..
"قبل ان نجري الفحص اريد ان ااكل،انا جائع"

اصطحبناه الى المطعم القريب من المشفى ليملىء بطنه ويملىء رؤوسنا بثرثرته الفارغه،نظف الاطباق فلن يترك بها شيء ثم نظف فمه بلسانه ليقول..