الفصل الثامن عشر

42 1 0
                                    



أسما و صُهيب
يجلسون ع الشاطئ امام البحر مباشرةً...أطراف قدميها تلمس مياه البحر في مدّه..ظهرها ملتصق بصدره العاري..تجلس بين رجليه ويحتضنها هو بذراعيه...يشعر بنعومة جسدها عليه..بسبب تلك الملابس اللتي ترتديها والتي عباره عن ملابس سباحة من قطعه واحده باللون الزهري..آتى بتلك الملابس لها لانه يعلم انها تعشق ذلك اللون...اما هي غارقه في منظر الغروب الرائع...ترى البحر وهو يبتلع قرص الشمس الأحمر رويداً رويداً...قطع مراقبتها لهذه اللوحة الرائعة همسه في اذنها قائلاً برقة لم تشهدها منه من قبل :"سعيدة؟"...خرجت منه كلمة واحدة عكس مابداخله ...ياليتها تعلم ما بداخله من كلمات...يشعر بمزيج من الاحاسيس ..ذنب وخوف و راحة و حب ...كان كل مايريده ان يسمعها منها كلمه نعم ...علها تشعره بالقليل من الرضا...
ورغم كان سؤاله من كلمه واحدة إلا انها شعرت بكل حرف يخرج منه كنفس ساخن يقتحم نعومة رقبتها بعند...اكتفت هي فقط بأن تومئ برأسها...ثم ارجعت رأسها لتسندها ع صدره...ورغم فعلتها التلقائية البسيطة  إلا أنها أشعرته بالرضا كاملا ً..لم يرى هو وقتها ابتسامتها الصغيرة وهي تشعر بدفء جسده حولها....ولم تعلم هي لما وكأنها شعرت بأن هذا الدفء تسرب داخلها ايضاً...
...
..
.
منذ ما جأت من تلك المقابلة هز كيانها بأكمله بما علمته من عدنان...لا تعلم بما يجب ان تفعل...ظلت صامتة طوال الطريق للبيت وهي جالسة بجانبه...اما هو كل ما يفكر به ...ماذا قال لها هذا الرجل؟؟؟....هل قالت له ما حدث معها؟؟؟....هل أكد لها انه من قتل أبيها؟؟؟؟...ام انه قال الحقيقة لها....فاق من جملتها وهي تقول بهدوء :"اريد بعض الفطائر من عم أيوب"...نظر لها بإستغراب ثم ابتسم بحب وقال:"لم تنسيه بعد!" اكتفت بالنفي برأسها بهدوء ثم عادت لتفكيرها...
...
...
..
غيث و غيداء
يمسك يدها بحب وهما في طريقهما لأسما و صُهيب ... فأخيراً وافق ذلك المتعجرف صُهيب ان يزورهما...فالحقيقة بعد محاولة هروبها السابقة أرعب صُهيب من أن تفعلها مرة اخرى..فطلب من غيث ان يأتي بغيداء تزوروها لعل و عسى تطمئن بعض الشئ..
غيداء وهي غارقة في التفكير في أسما فاقت ع قبلة غيث ليدها وهو يقول بحنان:"ما بها أميرتي؟" أبتسمت بحب وهي تقول بهدوء:"لا شئ..فقط أفكر بأسما"ثم أكملت بتسأول:"لما صُهيب أخذها إلى هنا؟..ثم أن أحمد هذا لن يصمت عما حدث.. لا تنسى أنها زوجته الآن"...ابتسم غيث ع سذاجتها و رد عليها قائلاً:" ستفهمين كل شئ لاحقاً "...نظرت إليه بحيرة قائلة بتسأول:"أليس من الغريب ألا يظهر هذا الأحمد من يوم الخطوبة...بل يوم الخطوبة نفسه لم يظهر بعد انقطاع الكهرباء!!...أليس هذا غريب جداً!!!"
أبتسم غيث بخباثة وهو يتذكر ذلك اليوم ...لقد أتفق معه صُهيب أن يقوم رجاله بخطفه هو أيضاً بل قاموا بتهديده بطريقة شريرة جداً عندما ذهبوا إلى معرضه وقاموا بتكسير كل السيارات عنده ولم يكتفوا بهذا وقاموا بسرقة كل ماله التي كانت بالخزنة..وأعطاها غيث لرجاله كهدية لهم...
...
تحتضن أختها بشدة...لا تصدق غيداء بما حدث لأختها الرقيقة...ربما كانت دائماً تشعر وكأنها هي من مسئولة عنها رغم أنها تصغرها إلا أن رقتها و ضعفها تشعرها دائماً بالمسؤولية نحوها...رغم عنها بكت أسما بكاء شديد بتأثر..فزعت غيداء وأبعدتها عنها لتنظر لها بقلق شديد وهي تقول:"ما بكِ حبيبتي...هل ضايقك صُهيب؟؟..هل أذاكِ؟؟"
نفت برأسها وهي مستمرة في البكاء..لتحاول غيداء تهدئها وتربت عليها بحنان إلى أن هدأت وبدأت ان تحكي لها كل ما حدث...
...
..
آسر و شفق
أخذت تستطعم الفطائر بتلذذ وتأكل بنهم وهي تسترجع ذكراها بهذا الطعام والمكان الذي كان شاهداً ع قصة حبهما هي و آسر منذ أكثر من خمس عشر عاماً..أخذت تمذمذ أصابعها بعد أن قضت ع الطعام كله بأكمله تحت أنظار آسر الذي يناظرها بكل حب وسعادة ع منظرها ليقول بعبث:"أطلب لكِ خمس فطائر أخرى؟"لترد عليه هي بتذمر وحواجب معقودة:" ماذا تقصد؟؟؟"ليضحك ع مظهرها قائلاً:" لا شئ يا عمري .. بالهنا ع قلبك"أكملت هي قائلة:"حسناً .. اريد بعض المثلجات من ذلك المكان الذي كنت تحضر لي من عنده في الماضي " أبتسمت بحب وهو يقول بخباثة:" أرى انك بدأتً تُحنِ للماضي أم ماذا"نكزته في كتفه وهي تقول بأعتراض:"لن يحدث أبداً..لقد أشتاقت لهذا الطعام فقط" لتراه يقترب منها أكثر بخبث قائلاً:"ألم تشتاقِ لبعض أشياء اخرى بعد؟"
وضعت يدها ع صدره تمنعه بنبرة جادة متصنعة:" آسر توقف نحن بالشارع" لتراه يناظرها بمكر قائلاً:"أفهم من ذلك عندما نذهب القصر سنرى أشتاقتِ أم لا " نظرت له بعدم فائدة وقالت مغيرة للموضوع:"هيّا بنا نذهب الآن"وقبل أن تجلس في السيارة أوقفته أكملت له بإحراج:"قبل أن نذهب..أريد فطيرة واحدة أخرى كي أأكلها في الطريق"ضحك و رد عليها بحب ينبع من عينيه:"عيناي لكِ يا عمري" و ذهب ....
...

جَن جُنونها عندما سمعت ما حدث لأختها الرقيقة...لا تصدق ما فعله أحمد هذا بها..و أيضاً ذلك الغبي صُهيب
ولأول مرة ترى أسما أختها الصغيرة في تلك الحالة...وهي تقف أمام صُهيب الذي يُضاعف طولها تصرخ بوجهه وغيث يحاول تهدئتها...قائلة بصوت عالي رفيع:"أنك حقاً مجنون..لا بل معتوه...من أنت كي تقرر أن تتزوج أختي دون علمهاااااا...لا وأيضاً تختطف الفتاة يوم خطبتهاااا"
أما صُهيب يقف أمامها بصدره العاري ويضع يده في جيب بنطاله الخفيف ليرد ببرود وعدم مبالاة:"أنا أفعل ما أريده أيتها القزمة"لتُجن غيداء أكثر وتهجم عليه في محاولة منها لتضربه..ليتدخل غيث في تلك اللحظة ويحملها ع كتفه سريعاً قبل أن تطلق شياطين صُهيب...لتشاهد أسما ع ذلك المشهد بينهما و لو كانت في حالة أفضل كانت ضحكت ع مظهرهم و ع رد صُهيب البارد...
فيقول صُهيب لغيث وهو يحمل غيداء ويغادر الغرفة:"أذهب بها بعيداً يا غيث،،لقد أوجعت رأسي بصوتها الرفيع كالجرس،،،لقد كنت مخطأ عندما قولت لك أحضرها معك"ثم ذهب ليكمل مشاهدة المباراة ع التلفاز...أما غيداء أخذت تتلوى بين يدي غيث و هي تصرخ وتشتم :"أتركني يا غييييث،،ذلك المغرور المتوحش،،،سوف أحطم رأسه الذي فكر بها ليخطف لأختيييي"
خرج غيث بها وهو يضحك بشدة ع كلامها و جنونها...كلامها لا يناسب أبداً حجمها بالنسبة له...
...
..
آسر و شفق
شعرها الطويل الناعم منسدل ع ظهرها يظهر مدى طوله ليصل أعلى مؤخرتها بقليل..وهي ترتدي بنطال رياضي لونه كأشجار الزيتون ضيق من أعلاه ومنسدل بوسع يظهر جمال جسدها وكنزة قصيرة من نفس اللون ذو حمالات رفيعة..يظهر نعومة ذراعيها وخصرها...تقف في شرفة غرفتها بعد قضت اليوم معه بالخارج...استعادت ذكرياتها معه منذ خمس عشر عام..أرتسمت أبتسامة حزينة ع شفاتيها ع مرت به من أحداث...لتتذكر كلام عدنان...تداخلت مشاعرها من حزن ع فعله أباها و فرحة ع أنه لم يكن يخدعها و قهر ع ظلمها له...دخلت للغرفة عندما لسعت جسدها تلك النسمات الباردة...لترى ملاكها نائم ع السرير بعمق و هدوء..أبتسمت وهي تحسده ع راحه باله و دعت بداخلها أن يحفظه الله لها دائماً ويصبح مرتاح البال طوال عمره... طبعت قبله ع شعره و خرجت...
طرقت ع مكتبه برقة إلى أن سمعت سماحه بالدخول..أدلفت بهدوء لترى تفاجئه لدخولها مكتبه بهذا الهدوء لأول مرة منذ أن جاءت إلى القصر...قام من مكتبه بلهفة قائلاً بقلق:"ماذا بكِ يا عمري..هل تشعرين بشئ؟" أبتسمت ع قلقه عليها و ردت بنبرة حب:"لا أنا بخير..لا تقلق"يقف أمامها مباشرةً وهو يقول بعبث:"لأول مرة تأتي دون أن تلقي علي جنونك المعهود"و قبل أن تبدي بأي إشارة رفعت نفسها عليه تعانقه وهي تلف ذراعيها حول رقبته و رجليها لا تلمس الارض حتى..تفاجئ من فعلتها ثم بادلها العناق سريعاً وحاوط خصرها الضيق بكلتا ذراعيه وهو يدفن أنفه في جوّف رقبتها...لتشعر به يتحرك نحو الأريكة وهي مازالت متشبثة به...
جلس بها ع الأريكة لتكون جالسة ع حجره...أبتعدت عنه لتقول أمام وجهه بنبرة حزينة و الدموع تزين وجهها:"أنا آسفه...آسفه جداً حبيبي..لقد قال لي عمي عدنان كل شئ...لا أقدر أسامح نفسي...."وقبل أن تكمل أي شئ ألتقط شفتيها في وقتها بين شفتيه بلهفة ذاب بينهما كل هذه سنوات الفراق في لحظة...لتبدأ قبلته في العنف بعض الشئ  إلى أن فصلتها هي لتأخذ أكبر الهواء..سند جبهته ع جبهتها لتسمعه يقول بلوعه:"ابداً لا تقولي هذا أبداً..فأنا يا عمري سامحتك ...حتى من قبل أن أعثر عليكِ..لأني لا أستطيع أن افعل غير ذلك..وارجوكِ يا روحي لا تبكي أبداً ..لا أحب أن ارى تلك الدموع ع وجهك ابداً ...فأنا مُتيم بكِ..أعشقك
"لينهي جملته بقبلة أقوى مما قبل وهو يشعر بمبادلتها له....
..
.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 29 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عالم ثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن