البارت 3

296 10 1
                                    

"الكاتبة تارة الدليمي"

"مذكرات حرير حسين"

الموضة العالمية متناثرة هنا وهناك، وكانت براويز اللوحات ونفاضات السجائر المصنوعة من البورسالين تحمل في نقوشها بصمات

والدتها أحلام ورسومها بوضوح. نفخت سجى الكثير من الحياة في قصر القادسية بإطلالتها المتميزة. ولغتها العربية الثقيلة اللطيفة والمناوشات اليومية بينها وبين ابنة الرئيس

غير المتزوجة والمقيمة في القصر حلا تمردت سجى أيضاً نوعاً ما على تقاليد الأسرة. ففي أمور «الإتيكيت» و المكياج وخلافها كان ذوقها وأداؤها غربياً حيث تأثرت بالكورسات التدريبية التي تلقتها في سويسرا، ما دفع

بألوان وأنمطة جديدة تلونت بها حياة القصر الجمهوري. إلا أنها كانت شديدة التحفظ في الجلسات العائلية، ونادراً ما كانت تتحدث. وبدا أن خالي «عدي في طريقه لحبها والتعلق بها،

وكان يهمه كسب رضاها على الرغم من أنه كان لا يزال يسهر كما تعود. ولكن بداية التغيير كانت تلوح في الأفق عبر باقة من الورود أو بعض الشيكولاته، أو فيلم تحبه سجى لدى

عودته متأخراً. وكثيراً ما سمعناهما يتضاحكان أو رأينا خالي «عدي» يركض وراءها ليطعمها «بقة اصطادها لها... أو تعلق جدتي على حبها للتشمس على الرغم من بشرتها السمراء. إلا أن تلك العلاقة لم تأخذ فرصتها الحقيقية لتنضج.

إذ كان خالي عدي الذي اعتاد على نمط الحياة الصاخبة يحتاج إلى الكثير من الصبر لكي يتغير، وهو الصبر الذي افتقدت إليه سجى واستبقته

بأن تشتكيه لوالدتها. وبدأت اتصالاتها تكثر من زاوية الجناح لأمها.... اعتدت على رؤيتها جالسة في الزاوية بعد أن تطفئ الأنوار.

وتتكلم بصوت خافت أو تبسبس في الهاتف كما يقول العراقيون..... بعدها بدأت التدخلات العائلية، والتي أدت إلى المزيد من انتكاس العلاقة بينهما. فيما استمر خالي عدي

بالسهرات التي كانت تفهم ما يحدث فيها كأي امرأة يأتي زوجها متأخراً. كنا متأكدين أن تغير خالي عدي قد حدث فعلياً، وأن كل ما تحتاج إليه العلاقة لتنضح وتنجح هو بعض الوقت:

لأنه كان فعلاً يحب سجى، ويرغب بأن يأخذ بخاطرها. في ذكرى عيد ميلادها، قام خالي عدي بدعوة جميع أفراد العائلة إلى المنزل البسيط الجميل المتاخم لمدينة الأعراس.

وجهز وليمة غداء. ثم أبلغ سجى بأنه يرغب في رؤيتها في ذلك المكان كان يقوم بتجهيز مفاجأة لها على طريقته..... مرت الساعات

وانتهى العصر. واقترب موعد غروب الشمس ولم تظهر سجى كان خالي عدي يتصل بجميع القصور والأماكن التي يمكن أن تتواجد فيها،

ولكن من دون جدوى كان الضيوف ينتظرون مستعدين للاحتفال لكي يقوموا بإطفاء شمعة سجى وبعد مرور ساعات من احتراق الأعصاب تغدى فيها الضيوف رغم غيابها... واستمر

حفيدة صدام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن