"الكاتبة تارة الدليمي"
"مذكرات حرير حسين"
وضحاها، أخذت على عاتقها موضوع الدفاع عن الرئيس الشله بس الشهيدا تخلى عنه الكثيرون إلا الله ثم القليل من المخلصين.
وفي ظ ظرف صعب جداً وضمن إمكانيات محدودة ...... لم تعتبر والدتي هذا الأمر خياراً.. ولكنها اعتبرته واجباً عليها.... ورأى الكثير من الناس أنها بهذا التصرف تقوم
بانتحار سياسي.. وحتى أفراد من داخل العائلة، لم تجد من يدعمها حتى معنوياً.. إلا فئة قليلة. ومنها نحن أبناؤها الذين وبالرغم من احتياجنا الكبير لها كنا معجبين بها
ومشجعين لها دوماً. ورغم معرفتها بعدم نزاهة القضاء، وبأن المحاكمة مسيسة. كانت إلى
اللحظة الأخيرة تردد باستمرار: لن أترك أبي وحيداً في وجه الظلم.. ولن أتخلى عنه.... وهو ما يعني إمكانية وفاتها... ذهابها للعراق كان يعني أنه حتى لو لن ترانا مرة أخرى فسوف تتقبل تبعات الموضوع... حياتنا... بعد دقائق
من اعتقال جدي التحذت القرار في اللحظة نفسها، ونادتنا أنا وشقيقي علي وقالت لنا: سأدافع عن والدي....
كانت قوية منذ البداية إلى النهاية.
قالت لنا عندي الله ثم والدي. ثم أنتم.. كانت الأوليات واضحة لديها... شجعناها على القرار رغم أنها لم تكن تأخذ رأينا... بل كانت تبلغنا فقط... كان ذلك أول اختبار حقيقي لنا عن المعنى الكبير الذي يعنيه الرجل في
كنا في أيام المحاكمات نشتاق إليها كثيراً. فقليلاً ما كانت تتاح لنا الفرصة لرؤيتها.. وقد اعتدنا مع الوقت على الجلوس إلى منضدة الطعام بمفردنا.. وكنا نفرح كثيراً لمجيئها،
ونسألها عن جديدها في قضية جدي. اعتادت والدتي عند عودتها على دراسة أوراق القضية في الصالة بوجود المحامين معها أو حتى إلى طاوله الغداء. وأخيراً. اتهمت بقضية تسمى 4
إرهاب أي مادة 4 إرهاب. وهي حجة جديدة لما يسمى بالحكومة العراقية التابعة لإيران:
وكأن مشاكل الإرهاب في البلد قد تم حلها ولم يبق إلا رغد... قبل أيام كنت أطالع صوراً لامرأة ترتدي العباءة العربية (البشت) وتحتها تعليق شاعري يقول: رغد صدام ارتدت البشت بعد أن عز الرجال!! ورغم جمال العبارة إلا أنني
ضحكت كثيراً لأن المرأة الظاهرة في الصورة لا تشبه أمي لا من قريب ولا من بعيد: ورغم ذلك طارت الصورة عبر مواقع التواصل
الاجتماعي. وأصبحت حقيقة لا يمكن مناقشة محبي العائلة في مدى صحتها... ورغم كونها ابنة رئيس وزوجة لأحد كبار المسؤولين كانت تحرص دائماً على تعليمنا ألا نشتري أو نأخذ ما يزيد عن حاجتنا.. وكنا لكي نقوم بشراء شيء
معين نتصل على البدالة ونطلب تحويلنا إلى شخص يسمى «حاجم وهو مسؤول المالية لدى والدي ونطلب نقوداً، فكان يرسل إلينا مبالغ مختلفة القيمة. وفي يوم من الأيام.
أنت تقرأ
حفيدة صدام
General Fictionكتاب حفيدة صدام هو كتاب مذكرات، كتبتها حرير بنت حسين كامل، احتوى الكتاب على أخبار متعلقة بحياة حرير حسين كامل وعائلتها وخاصة جدها صدام حسين وأباها حسين كامل.