حفيدة صدام

البارت 7

"الكاتبة تارة الدليمي"

"مذكرات حرير حسين"

في مكان آخر لكي يتوجه إليها الطلابة. ثم قاموا بتطويقنا إلى أن خرجنا من الازدحام وعدنا إلى سيارات الحرس الرئاسي.. في لعبة بيت بيوت التي تلعبها كنا نتشاكس كثيراً،

فنزعل ثم نتصالح، ونعود إلى الخيمة التي بنيناها والتي تمثل المنزل الرئيس... وكنا نمثل الجميع هذا عدي، وهذا قصي. وهذه جدتي

ساجدة.. الوحيد الذي كنا ونحن أطفال تعرف أن أحداً لا يستطيع تمثيل دوره أو يمكنه ملء مكانه هو جدي صدام.... لا أعرف إلى اليوم لماذا بفطرتنا الطفولية لم يطلب أحدنا ذات

يوم أن يمثل دور جدي في لعبة بيت بيوت.. ولكنني اليوم أفهم. فثوب جدي أكبر من أن يلبسه غيره. كما أفهم أن العراق مثل لعبة بيت

بيوت. إذ يتخاصم أهله كثيراً ويتقاطعون... ولكنه في النهاية سيجمعهم. فلا سماء لهم إلا خيمته..

الفصل السادس أن تكون ابنة مقاتل: الأب حسين كامل المجيد دخل مصطفى ابن خالي قصي على والدتي بشكل مفاجئ وهو يقول: عمتي بابا يقول إنه لديكم سبع دقائق

للإخلاء..!!!... وبسرعة شديدة وبملابس النوم التي ترتديها ارتبك المشهد كان على أن أرتب في ذهني أهم الأمور الى سأحتاج إليها... أحضرت دواء نوبات الربو.. ست دقائق. قمت

بإحضار «شنطتي الصغيرة ووضعت الدواء فيها.. وضعت الكتب المدرسية.. خمس دقائق. الجميع يركض باتجاهات مختلفة في المنزل.. والدتي تصرخ وهي تحثنا على الاستعجال..

أحتاج للذهاب إلى دورة المياه.. تصرخ أمي ليس الآن..... أربع دقائق... أعتقد أنني قد نسيت أمراً ما أقف في وسط الغرفة بانتظار

أن أسمع صافرات الإنذار التي ستملاً سماء بغداد بعد لحظات.. ثلاث دقائق... تقف أمي في الأسفل وهي تكرر بالله.. بالله ... أحمل حقيبتي.. ننزل السلم على عجالة.. السيارة

أمامنا والسائق يستحثنا هيا. بسرعة ...... تركب في السيارات على عجل وكيفما اتفق.. يضع كل منا حقيبته على حضنه...

الآن تذكرت ما الذي نسيته.. أمي. لم أحضر زيا مدرسيا للغد...... ينطلق السائق بسرعة حتى قبل أن تفكر أمي بأي شيء... تنهب السيارة الأرض نهباً في طريقها.. إلى ما يعرف بالمنزل

الأمن... لم تكن تلك هي المرة الأولى، ولن
تكون الأخيرة.. كان هذا نمط حياة في

عائلتنا... كان جزءاً من الضريبة التي دفعناها للحفاظ على عراق قوي وموحد.. أن وألا تعرف في أي يوم لن تنام في سريرك... تكون

دائماً مهدداً من أعداء العراق... طفلاً كنت أم بالغاً.. المهم أنك مستهدف طالما أنك من عائلة صدام حسين. في أحيان مختلفة، تكون المدة