"الكاتبة تارة الدليمي"
"مذكرات حرير حسين"
فقد كانت صاحبة واجب وكرم شديد والتزام بالجميع. وكانت تحرص على الصلاة وقراءة القرآن وبها طبع التدين. وقد تحجبت عام أربعة وتسعين بناء على طلب خالي قصي....
كانت مرتبة جداً في أغراضها ومكياجها.. لديها ثلاجة خاصة لأدوات المكياج وكل قلم مربوط بمجموعته بمطاط. وكل مجموعة من أحمر الشفاه مربوطة معاً بحسب التدرج اللوني..
كنت أستغرب منها لفرط نظامها في ترتيب الأمور بحسب ألوانها وخاصة في ما يتعلق بأدوات الماكياج.... كنت كثيراً ما أزورها وأتشارك معها آخر صيحات الموضة في
الماكياج: وهو ما لم أكن أراه في منزلنا لأنني لم أعد أرى أمي تستخدمه بعد الأحداث التي حصلت لزوجها.... وكان من طبع لمى أنها لا تحب الخروج من المنزل كثيراً. ولكنها هذه
المرة قالت لنا إنها ستخرج قريباً، وهذا ما حدث بالفعل. قبل أن يستلم جدي صدام حسين الحكم كان أحمد حسن البكر رحمه الله رئيس الجمهورية العراقية وكان جدي حينها نائبه الأول. ويُعرف إعلامياً باسم السيد
النائب... وهناك الكثير من السيناريوهات التي تروى عن إجبار جدي له للتنازل عن الحكم، وهي غير مستبعدة بالنظر إلى شخصية البكر المسالمة التي لا تحب القيود.. وقد قال إنه يرغب في الحصول على حياة طبيعية قبل
وفاته.. ولأحمد حسن البكر عدة بنات وثلاثة أولاد ومن بناته ابنة اسمها هيفاء تزوجها خال والدتي عدنان خير الله الطلفاح. وأنجب منها فتاة أصغر مني بسنة أسمياها «نوف بناء على سماعهما لهذا
الاسم الخليجي المنتشر فقد كان لديه الكثير من الأصدقاء الخليجيين. وكانت لديه حتى وفاته علاقات متميزة جداً مع الأسر الحاكمة ورجال الأعمال في الخليج العربي بشكل عام،
ومن الكويت وقطر بشكل خاص... تخرجت نوف من المدرسة. فاتصلت لمى بالعمة هيفاء وأبلغتها بأننا سوف نزورهم قريباً لكي تبارك لنوف بنجاحها وتميزها... وذهبنا بالفعل إلى منزل الخال عدنان واجتمعت النساء في
المجلس ثم أتى الأبناء.. جلسنا وتسامرنا وكانت علاقتنا بهم قوية جدا حينها. وقد راقبنا جميعاً ملامح الخالة لمى حين جاء على ابن العمة هيفاء وابن عدنان خير الله للسلام علينا.. والسلام على موج...
وكان واضحاً أنه البديل المقصود.
كان عسكرياً حديث التخرج يبلغ من العمر إحدى وعشرين سنة.. بدأت الخالة لمى بفتح قنوات الحوار مع الأسرة لطمأنتها خاصة وهي الأسرة المهمشة نوعاً ما منذ وفاة والدهم.
فالتقدم للابنة الوحيدة للرجل القوي قصي ربما لا يكون بتلك السهولة... وفي إحدى زيارات نوف لمنزلنا كعادتها. سألتني في محاولة لسبر أغوار ما يقال داخل عائلتنا.. ما رأيك في أن نتقدم لموج لكي تصبح زوجة لعلي ؟ فقلت لها إن كلا منهما مناسب للآخر...
أنت تقرأ
حفيدة صدام
General Fictionكتاب حفيدة صدام هو كتاب مذكرات، كتبتها حرير بنت حسين كامل، احتوى الكتاب على أخبار متعلقة بحياة حرير حسين كامل وعائلتها وخاصة جدها صدام حسين وأباها حسين كامل.