البارت 14 والاخير

301 7 4
                                    

"الكاتبة تارة الدليمي"

"مذكرات حرير حسين"

بالفعل سويعات قليلة وانتشر خبر في الإعلام بأن بنات صدام حسين قد التجأن إلى شيخ

من شيوخ ربيعة فوق الموصل. وكان في هذا خطر حقيقي فالناس الذين أكرمونا قد نسيء إليهم دون قصد بسبب وجودنا لديهم. وقد

تخرجهم ونؤذيهم بوجودنا... سمعت نبع الحوارات التي تدور بين شيخ ربيعة وبين

والدتينا... وقد سمعت الشيخ وشقيقه حين جاءا وتحدثا مع والدتي، وقال الشيخ مخاطباً

والدتى ... والله لو جاءنا من جاء فلن نقوم بتسليمكم لدينا مقاتلون من ثماني سنوات إلى ثمانين عاماً. كل من يحمل السلاح سيقاتل كي

لا يمسكم أي أذى. ولكن في النهاية سيصلون إليكم بعدتهم وعتادهم: رغم أن ذلك لن يتأتى

لهم إلا بعد المرور على جثثنا واحداً بعد الآخر. ولكنهم في النهاية سيصلون، ونحن من مبدأ الحرص عليكم وليس الخوف أو التراجع عن

حمايتكم سنعيدكم إلى الموصل. وترسلكم إليهم لحين عودة الريس...... كان الرجل يتكلم بصدق وبأدب.. رفضت والدتي العودة إلى

الموصل نهائياً. وقررت الذهاب الى سوريا قائلة: لن أعود خطوة واحدة الى الخلف.... ثم أبلغته والدتي بأننا لا نملك أي جوازات سفر

فأخبرها بأنه لا مشكلة في ذلك، ويمكننا دخول سوريا تهريب بمساعدة أبناء عمه.. طلبت منا

والدتي أن تأكل بشكل جيد لأن وراءنا مشواراً .... ثم غادرنا مضارب ربيعة في وقت بين الظهر والعصر، وركبنا في سيارتي نصف

نقل... علمنا بعدها أن الأمريكان قد داهموا المنزل بالفعل بعد فترة من مغادرتنا، بل وقامت مروحية عسكرية بالإنزال على السطح

الذي كنا عليه.. وسألوا عنا.. واستجوبوا بعض الأطفال ظناً منهم أنهم نحن إلى أن تأكدوا أنهم

أبناء أصحاب المنزل... وقد عرضوا مكافأة كبيرة على أهل المنزل إن أخبروهم إلى أين توجهنا...

وما هي خطتنا. ولكنهم رفضوا... كانت الأرض في الطريق غير مستوية، وكانت الرحلة مشقة حقيقية حتى وصلنا إلى الحدود السورية أو ما يعرف بالساتر.. هناك نزلنا من السيارات،

وبدأنا بالمشي نزولاً وصعوداً ... وكانت مدة الاستراحة عند تبديل الورديات تبلغ عشرين

دقيقة فقط. ويجب علينا العبور خلالها... كان الوقت قبيل الفجر، وأحذيتنا قد ملأها الطين وهو ما كان يثقل من مشينا بالإضافة إلى أن

الأرض لم تكن مستوية، التقينا أحد ضباط الحدود السوريين الذي كان شخصاً مرتشياً.

وقد طلب منا مبلغاً من المال مقابل إخراجنا وإيصالنا إلى إحدى القرى السورية... ولكننا كنا محتاجين إليه لكي يدلنا على الطريق، فأي

حفيدة صدام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن